داعش بين استقطابات القاعدة.. والاستخبارات الأمريكية
الأحد 18/فبراير/2018 - 09:02 م
طباعة
حذر قيادي سابق في "داعش" من أن التنظيم يسعى لإعادة إنتاج نفسه، بعد الخسائر التي تلقاها في سوريا والعراق خلال الأشهر الأخيرة.
وتحدث "أبو صقر" الذي كان يلقب بـ"أمير الشرطة" في مدينة الرقة السورية، إلى "سكاي نيوز" امس السبت 17 فبراير 2018، من الحدود السورية التركية، عن الفترة التي قضاها تحت إمرة التنظيم.
وأشار "أبو صقر" إلى أنه أرغم على الانضمام إلى "داعش"، حيث كان الأمر "خارجا عن إرادته"، وأكد أنه كان يفعل ما بوسعه لوقف المحاكمات التي يجريها التنظيم وتنتهي بإصدار ثم تنفيذ الأحكام.
وقال "أبو صقر" إنه ساعد على تحرير عدد كبير ممن صدرت بحقهم أحكام، من أصحاب المخالفات البسيطة.
ولمح إلى أن ليبيا هي الوجهة الجديدة لتنظيم "داعش"، مؤكدا أيضا على أن هذا البلد أصبح الآن بوابة مسلحي التنظيم إلى أوروبا.
وكشف "أبو صقر" عن بعض تفاصيل معركة الرقة التي قادتها قوات سوريا الديمقراطية لطرد مسلحي "داعش" من المدينة العام الماضي، قائلا إن كل قيادات التنظيم أمروا بالمغادرة قبل بدء المعركة، فيما تم استبدالهم بمقاتلين أجانب.
وأوضح أنه تمكن، في خضم المعركة، من الفرار من الرقة مع عائلته، بمساعدة بعض من ساعدهم في السابق.
وأوضح "أبو صقر" أن احتفال قوات سوريا الديمقراطية بتحرير المدينة في أكتوبر الماضي "كان سابقا لأوانه"، لأنه في هذا الوقت لم تكن المعركة الحقيقية انتهت، حيث بقي بعض مسلحي التنظيم في المدينة، بينما فر آخرون إلى أماكن أخرى.
وحول مصير داعش نشرت صحيفة الغارديان تقريرا أمس السبت 17 فبراير 2018، كشفت فيه عن تكتيك جديد لتنظيم القاعدة في توسعه وتمدده عالميا، حيث شرع في استقطاب وتجنيد مقاتلي تنظيم داعش على خلفية الخسائر التي مني بها في سوريا والعراق.
وأشارت الصحيفة إلى أن القاعدة بدأ بحملة التجنيد هذه في أغسطس الماضي من تونس و الجزائر و ليبيا.
وحسب تقرير نشرته قناة “الآن” فإن مصادر أمنية تونسية كشفت أن مقتل متشدد جزائري بارز على يد القوات الخاصة بعد وقت قليل من تسلُّلِه إلى تونس أثار مخاوف من سعي تنظيم القاعدة إلى إعادة تجميع صفوفه في تونس، مستغلاً الانتكاسات الكبيرة التي مني بها منافسه تنظيم داعش.
وفي الشهر الماضي، قتلت القوات الخاصة التونسية بلال القبي المساعد الكبير لعبد الملك درودكال، المعروف بإسم أبو مصعب عبد الودود، زعيم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب ، وذلك في منطقة جبلية على الحدود مع الجزائر.
وقالت مصادر أمنية تونسية أن القبي كان في مهمة لإعادة توحيد مجموعات مقاتلي تتبع للقاعدة في تونس، وهو ما دفع الجيش إلى التأهب لمزيد من عمليات التسلل المحتملة.
وكانت القاعدة ببلاد المغرب القوة المتشددة المهيمنة في شمال أفريقيا، إذ شن التنظيم هجمات مميتة بارزة عدة حتى عام 2013 عندما تمزق مع تحول كثير من مسلحيه إلى داعش بعدما احتل أراض في العراق وسوريا وليبيا.
وأصبح داعش وجهة رئيسية للشباب المغرر بهم والعاطلين عن العمل لا سيما من تونس، غير أن جاذبية التنظيم خَبَت، بعد أن فقد كل معاقله في والعراق وسوريا، حيث بدأ المقاتلون يعودون إلى ديارهم.
وقالت مصادر أمنية تونسية ان كل هذه الأسباب دفعت القاعدة ببلاد المغرب إلى السعي لجذب مقاتلين سابقين في داعش.
وأكدت المصادر ان تنظيم القاعدة يريد الاستفادة من تراجع داعش في الآونة الأخيرة من أجل تنظيم صفوفه والعودة للظهور مجدداً، مع سعيه لإعادة هيكلة نفسه، خصوصاً في الجزائر وليبيا وتونس من خلال تعيين زعماء جدد في الميدان.
ولم يكن القبي المتشدد البارز الوحيد الذي يتم إرساله لإعادة تجميع تنظيم القاعدة في تونس. وتقول مصادر أمنية تونسية إن حمزة النمر، الجزائري الذي انضم إلى القاعدة في 2003، أرسل لقيادة خلية في تونس، لكنه قتل مع القبي في العملية نفسها.
ويقول مسؤولون إن مئات التونسيين انضموا إلى جماعات متشددة في الخارج، لكن من غير الواضح عدد مَن عادوا نظراً إلى مقتل عدد كبير منهم في سوريا ومناطق أخرى.
وظلت القاعدة ببلاد المغرب نشطةً في منطقة الساحل الأفريقي الصحراوية إلى حد بعيد، بما في ذلك في مالي حيث تركزت أنشطتها بعد ظهور داعش فعلياً إلى الشمال في ليبيا وتونس.
وفي نفس السياق أعلن دان كوتس، مدير الاستخبارات الأميركية، أن تنظيم داعش لا يزال يمثل تهديداً برغم الهزائم التي مني بها مؤخراً في سوريا و العراق.
وقال كوتس، لقادة عالميين ودبلوماسيين ومسؤولي دفاع في مؤتمر أمني بميونيخ أمس السبت 17 فبراير 2018، إن إلحاق الهزيمة بالتنظيم المتطرف يشبه “قتل أخطبوط”.
وأضاف: “إنه أكثر من مجرد منظمة إرهابية”. داعش فقد 95 % من الأراضي التي كان يسيطر عليها، كما ذكر أنه ليس من الواضح حالياً ما إذا “كنا قد قمنا بما يكفي لمنع داعش من إعادة تأسيس نفسه، أم أننا فقط في لحظة توقف وهم يعيدون تنظيم صفوفهم"
كذلك أشار إلى أن التقييم الحالي هو “أنه سيظل يمثل تهديداً"
وقد أعلنت الولايات المتحدة، الجمعة 9 فبراير الجاري ، فرض عقوبات جديدة تستهدف عددا من المجموعات الداعمة لتنظيم داعش في جميع أنحاء العالم، مدرجة حاليا على اللائحة الأميركية السوداء لـ “الارهابيين”.
وتستهدف عقوبات وزارة الخزانة 3 أشخاص و3 شركات. وأكدت الوزارة في بيان أن هؤلاء “يساعدون (أنشطة) تنظيم داعش في جنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وافريقيا
وأعلن مسؤول مكافحة الارهاب والاستخبارات المالية في الوزارة سيجال ماندلكر في بيان أن “الادارة مصممة على الانتصار على تنظيم داعش أينما كان، عبر الاقتطاع من مداخيله غير الشرعية”.
وأضاف “كل شخص أو كيان مستهدف ساهم في بث الرعب من تنظيم داعش في منطقته في العالم”.
وهدف العقوبات الأول هو اسكالون ابو بكر الذي تعتبره واشنطن “مساهما أساسيا في تنظيم داعش وشبكته في الفلبين منذ يناير 2016 على الأقل”، ويتهم بتقديم المال والسلاح والعتاد للتنظيم.
كما فرضت العقوبات أيضا على يونس إمري سكاريا وشركته “بروفيسيونيلر إلكترونيك” ومقرها تركيا ويشتبه أنها قدمت دعما لوجستيا للتنظيم.
وشملت العقوبات محمد مير علي يوفوس، وشركتيه “العيبان ترايدينج” و”المتفق كوميرشل كومباني” في الصومال بسبب دعم مجموعات تابعة لتنظيم داعش في هذا البلد الافريقي.
وتقرر تجميد ممتلكات ومصالح هؤلاء الأشخاص والشركات في الولايات المتحدة ومنع الرعايا الأميركيين من القيام بأي معاملات معهم.