اتفاق دمشق والأكراد.. يعجل بالصدام بين تركيا وسورية في عفرين
الإثنين 19/فبراير/2018 - 08:54 م
طباعة
الأوضاع في "عفرين" السورية تتجه إلى مزيد من التعقيد، ففي الوقت الذي لم تحقق فيه تركيا مكاسب حقيقية على الأرض منذ أطلقت عمليتها العسكرية، دخل الجيش السوري الوطني، على خط الأزمة ، حيث توصلت وحدات حماية الشعب الكردية إلى اتفاق لتسليم عفرين إلى دمشق اليوم الاثنين.
دخول الجيش السوري على خط المواجهة مع تركيا، سيجعل من الأحداث فوق صفيح ساخن، إذ أن أنقرة ستكون بحاجة إلى الانسحاب والتراجع إلى نقطة ما قبل الهجوم على طول الشريط الحدودي التابع لها، الأمر الذي سيضيع عليها مكتسبات كانت تسعى لتحقيقها من وراء العملية، وسيظل شبح الأكراد يهددها طوال الوقت.
كانت أنقرة تبحث عن ورقة جديدة (عفربن) تضيفها إلى رصيدها يمكن أن تستعملها على طاولة الحل السياسي، والمدينة السورية نقطة مهمة لها جغرافياً وداخلياً. إذ تعتبر منطقة وصل بين مناطق النفوذ التركي في الشمال السوري، بمعنى (وصل منطقة سيطرة درع الفرات شمال شرق حلب، مع إدلب وأرياف حلب وحماة شمال غرب سوريا).
يستهدف أردوغان من السيطرة على عفرين تعويض خسارته مدينة حلب، كما أن المنطقة تعتبر خزان مدينة حلب البشري، وتشكّل الحزام الجغرافي والزراعي لحلب وحماة، وفيها الموارد المائية وموارد الطاقة الرئيسية للشمال السوري، كما أنها من جرابلس إلى الباب في ريف حلب الشرقي إلى إدلب، تعتبر الحزام الجغرافي اللازم، لضمان تركيا الحفاظ على الفصائل المسلحة الخاضعة لإدارتها، كدرع يحمي الجنوب التركي من أيّ تهديد قد يرتد عليها من الفلتان الأمني داخل سوريا.
تقارير صحافية تحدثت عن أن التنسيق بين الدولة السورية والأكرد في عفرين بدأ منذ ثلاثة أشهر، حينما بدأت النوايا السيئة لتركيا تتجلى، وظهر مؤشرات التنسيق حينما أشارت تقارير صحافية سورية عن دخول الجيش السوري إلى مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، في مدينة حلب من الشيخ مقصود إلى بستان الباشا والهلك، فضلًا عن انتشار نحو 300 عنصر من اللجان الشعبية السورية، بقيادة إيرانية على طول الشريط الفاصل، بين عفرين ومناطق سيطرة درع الفرات من "أعزاز" الى "مارعن".
الأمر بات أكثر تعقيدًا حينما أعنلت روسيا أنها حافظت على تواجد قواتها في معسكر كفر جنة في ريف عفرين الشمالي الشرقي ومطار منج، ونشرت صوراً لتواجد الجنود الروس في هذه المناطق، ما يعني أن القوات التركية باتت مطوقة بشكل كامل.
التطورات الأخيرة طرحت جملة من التساؤلات، بينها هل ستقبل تركيا التراجع وسط كل هذه الطوق من أعدائها، الأكراد من جهة والجيش السوري الوطني من جهة ثانية، والروس من جهة ثالثة؟ وكذلك مستقبل التطورات على الأرض إذا ما حدثت مناوشات بين الأطراف المتضادة؟
منذ إندلاع الأحداث في سورية، دمشق تعادي أنقرة وتتهمها بدعم الإرهاب ودعم الأحداث التي شهدتها البلاد، ووصل حدة الصراع بين الطرفين إلى الدرجة التي دفعت سوريا إلى إسقاط مقاتلة تركية.
في أول رد فعل تركي على الاتفاق بين "دمشق والأكراد"، أعلنت أنقرة أنها لن تعترض على دخول القوات السورية إلى عفرين، إذا كان هدفها تطهيرها من المقاتلين الأكراد، مهددة بمواصلة الهجوم في المنطقة إذا حاولت دمشق حماية الوحدات الكردية.
وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، قال خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الأردني أيمن الصفدي في عمان اليوم الاثنين: "إذا دخل النظام السوري إلى تلك المنطقة لتطهيرها من وحدات الحماية الكردية والعمال الكردستاني، فلا يمثل هذا أي مشكلة" بالنسبة إلينا، وأضاف: "إذا ما جاء لحماية الوحدات الكردية، فلا شيء ولا أحد يستطيع إيقافنا".