اليمين المتطرف يرفع شعار لا "لأسلمة أوروبا".. والمجر تتصدر المشهد
الإثنين 19/فبراير/2018 - 09:42 م
طباعة
تتصاعد المخاوف داخل أوروبا من التيارات المعادية للمهاجرين وخاصة القادمين من الشرق الأوسط، وبالرغم من تراجع ألمانيا عن سياسة الباب المفتوح، وبدء وضع مزيد من العراقيل أمام لم الشمل أسر اللاجئين، فى المقابل تتصاعد التيارات المتطرفة، وخاصة فى المجر والنمسا واتخاذ مواقف حادة من اللاجئين والمهاجرين وخاصة من أصور اسلامية.
وتحت دعوات " أوقفوا أسلمة أوروبا"، تتصاعد الشعارات من بعض الدول الأوروبية، وأخرها ما شهدته المجر، ففى ضوء اقتراب الانتخابات العامة في المجر، حاول رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ارضاء مواطنيه من خلال تصريحات قال فيها إن بلاده تمثل آخر معاقل أوروبا في مواجهة ما وصفه بظاهرة "الأسلمة"، معتبرا أن الأسلاك الشائكة التي أقامتها بلاده على حدودها وإجراءات الأمن المشددة ضد المهاجرين نجحت في الحيلولة دون وقوع "غزو إسلامي" لبلاده التي اتهمتها الأمم المتحدة بخرق التزاماتها بموجب القوانين الدولية الأوروبية بسبب فرضها قيودا على اللاجئين المسلمين.
ويري مراقبون أن المجر تتبع سياسة منذ 2017، صارمة تجاه اللاجئين وطالبي اللجوء، عبر بناء الحواجز على الحدود، وتقديم قوانين وسياسيات تزيد من معاناة الأشخاص الذين فروا من بلدانهم بسبب الحروب والنزاعات، حيث تتماشي سياسات المجر مع رؤية حكومتها اليمينية، بقيادة رئيس الوزراء فيكتور أوربان، الذي تزعم جناحاً معادياً للهجرة في دول الاتحاد الأوروبي، خلال أزمة الهجرة عامي 2015 - 2016.
من جانبها رصدت صحيفة الجارديان البريطانية استخدام أوربان تعبيراته المجازية والبلاغية ليقول إن "الغيوم السوداء تتجمع فوق أوروبا" وإن بلده هي المعقل الوحيد الصامد أمام "أسلمة" أوروبا، مشيرة إلى أنه بالرغم من أن أوربان في وضع جيد، حسب استطلاعات الرأي، ومن المرجح فوزه بولاية ثالثة تستمر 4 سنوات، إلا أنه لم يتردد عن مواصلة ادعاءاته بأنه نجح في انتهاج سياسات حازمة ضد مواجهة ظاهرة المهاجرين عكس سياسات الدول الأوروبية الأخرى مثل ألمانيا وبلجيكا وفرنسا.
نوهت على أن أوربان استرسل في وصف ما قال إنها مظاهر فتح الاتحاد الاوروبي الباب على مصراعيه نحو انهيار قيم المجتمعات المسيحية بعد استقبال هذا العدد الهائل من المهاجرين مشيرا إلى أن استقبال ملايين المهاجرين الشباب يهدد بتحويل أوروبا إلى قارة تقطنها أغلبية مسلمة، منوهة إلى تصريحاته بشأن أن "عدد المسلمين الذين يعيشون في أوروبا شهد زيادة كبيرة، وتشهد القارة يوما بعد يوم تغيرا بالقيم الثقافية، وتراجعا في عدد السكان أصحاب الثقافة المسيحية، وأسلمة للمدن الكبرى، وفي حال استمر الأمر على هذا المنوال ستصبح العديد من المدن الأوروبية الكبرى ذات أغلبية مسلمة".
ونقلت عنه قوله "في حال استمر هذا الأمر فإن ثقافتنا وهويتنا التي نعرفها اليوم ستُفقد، وستتحقق أسوأ كوابيسنا، في الوقت الذي يسقط فيه الغرب فإن أوروبا لا تلاحظ حتى هذا الاحتلال".
ويري مراقبون أن سياسات رئيس الوزراء المجري وصعود الحركات اليمينية المتطرفة والرأي العام المتأثر بتدفق المهاجرين ووصولهم إلى أبواب البلاد في العام 2015 ، عوامل أدت إلى تأصيل افكار أكثر راديكالية في المجر.
ورفضت المجر من قبل المشاركة في برنامج توزيع اللاجئين الذي يهدف إلى تخفيف الضغط على اليونان وإيطاليا في حين يشير المنتقدون إلى أهمية التمويل الأوروبي الذي تتلقاه البلاد مثل الدول الأعضاء الأخرى، بالرغم من أن بروكسل خططت أن تدفع لها “25 مليار من الصناديق الهيكلية”: خلال الفترة 2014-2020. وهذا يعادل أكثر من 3٪ من الناتج المحلي الإجمالي السنوي، وهو أعلى نسبة بين دول الاتحاد الأوروبي.
لمواجهة ذلك، يحاول بعض السياسيين وجزء من المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية، ان يسمعوا صوتاً مختلفاً، على الرغم من ضغط السلطات، للدفاع عن الحريات.
من جانبه قال جيورجي النائب المجري والعضو في حزب فيديز الحاكم في المجر: المجر لا تريد مجتمعاً متعدد الثقافات، وتم تشديد سياجاً لأن فكرة وجود مجتمع مسلم كبير في المجر، فكرة لا يقبلها حزبنا ولا الأغلبية الساحقة من المجريين.
فى حين نوهت جوديث سارجنتيني، النائبة الهولندية والمقررة في البرلمان الأوروبي في التحقيق لتحديد ما إذا كانت المجر تنتهك قيم الاتحاد الأوروبي، بقولها: ندرس حالات مختلفة تُظهر تدهور سيادة القانون، وهذا قد يتعلق بقانون التعليم العالي، والطريقة التي لا تحترم فيها المجر التشريعات الأوروبية بشأن الهجرة، وحرية التعبير، وإغلاق الصحف.
يأتى ذلك فى الوقت الذى سبق وأن احتشد مئات المتظاهرين الهولنديين، في إحدى ساحات محطة القطارات المركزية في روتردام، احتجاجًا على "التمييز الممارس ضد المواطنين الهولنديين العاديين" لمصلحة المهاجرين والمسلمين.
وقال جيرت فيلدرز زعيم حزب الحرية الهولندي الذي قاد التظاهرة إن "هولندا هي بلدنا، ليست بلد رئيس الوزراء، نحن نعيش هنا، وليس في المغرب، لا نعيش في تركيا أو في السعودية، بل في روتردام في هولندا".
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها أوقفوا أسلمة أوروبا"، و"حافظوا على الثقافة الهولندية، وتقاليدها، وأعرافها، وقيمها".
وفى سياق متصل، ظهر تقرير للشبكة الأوروبية لمكافحة العنصرية "إينار Enar" أن نبرة معاداة طالبي اللجوء والمهاجرين تزاد حدة، حيث تنشر الجماعات والأحزاب الشعبوية واليمينية المتطرفة أفكارها بشكل واسع، خصوصا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والإشارة إلى أن عدد المظاهرات والاحتجاجات تكشف قوة تأثير الجماعات اليمينية المتطرفة فيما يخص نشر تصوراتها المعادية للإسلام وطالبي اللجوء والمهاجرين في أوروبا.
وحصلت الشبكة على معلومات موثقة لتصريحات لسياسيين منتخبين من دول مثل رومانيا وسلوفينيا والمجر تحمل الكثير من العداء للأجانب، أما الخطابات النارية المعادية خصوصا للمهاجرين المسلمين فلها مواطن كثيرة في دول الاتحاد الأوروبي. ففي بولونيا وكرواتيا حصلت الأحزاب التي تحمل أفكارا عنصرية أكثر من 30% من أصوات الناخبين. وكانت هذه النسب بحدود 20% في كل من النمسا والدنمارك والمجر. فيما لا تجد هذه الظاهرة انتشارا واسعا في إسبانيا مثلا.