سيمون سلامة .. انفتاح "النهضة" أم جسر التطبيع بين اسرائيل و"أخوان تونس"؟

الثلاثاء 27/فبراير/2018 - 02:25 م
طباعة سيمون سلامة .. انفتاح
 
مرشح يهودي على رأس قوائم مرشحي حركة النهضة الإسلامية في تونس؟ أمر أثار جدلا كبيرا في البلاد. المرشح اليهودي التونسي سيمون سلامة، هو رجل أعمال شهير بمدينة مونستير. اختار الترشح عن حركة النهضة الموالية لجماعة الإخوان المسلمين ليصبح اسمه ضمن قوائمها للانتخابات البلدية للمدينة، والتي من المتوقع أن تجرى في السادس من مايو المقبل، ليشكل "سيمون سلامة" المعروف بعدائه للمقاومة الفلسطينية،تراه "النهضة"  دليلا على الانفتاح، فيما يراه آخرون جسر التطبيع بين "إخوان تونس" واسرائيل.
 
من هو سيمون سلامة؟
سيمون سلامة، رجل أعمال تونسي من مواليد 14 يناير 1962، نشأ في المنستير في بكنف أسرته، التي نشأت في المدينة منذ عقود، واختص جدي في إصلاح آلات الخياطة"، متزوج و لديه ثلاث أبناء.
فبعد الانتهاء من التعليم الثانوي توجه إلى سترازبورج (فرنسا)، حيث حصلت على دبلوم تقني في صيانة آلات الخياطة، بعد ثلاث سنوات من الدراسة".
ويعمل سيمون سلامة  في مجال الاستيراد والتصدير، وأغلب تجارته مع قبرص وإسرائيل.
وسبق اتهام سيمون فى قضايا فساد عام 2000 وهو دخول مواد ممنوعة إلى تونس.
كما يعد سيمون العدو الأساسي للمقاومة الفلسطينية وتأسيس الدولة الفلسطينية، حيث يرى أن اسرائيل هى صاحبة الحق، وهو  زار إسرائيل أكثر من مرة اخرها في 2016.
كما زار سيمون سلامة مصر مرة واحده أثناء محاكمة الجاسوس عزام عزام ثم تم منعه بعد ذلك من دخول مصر، علما بأنه ممنوع من دخول المغرب أيضا، بسبب تحريض اليهود المغاربة على الدولة.
اقتناع بإخوان:
المرشح اليهودي قال إنه مقتنع بمدنية الحركة، وفصلها للنشاط السياسي عن النشاط الدعوي، فيما قال متحدث باسم الحركة في تونس إنّ "تقديم الحزب لمرشح يهودي في انتخابات البلدية هو تأكيد على سياسة الانفتاح".
الشارع التونسي لم يتقبل بعد الفكرة فمنهم من ظن أن الحركة قد خلعت بالفعل عبائتها الدينية وأصبحت حركة مدنية مما يبشر بنهج انفتاحي من شأنه أن يدفع قدمًا العملية السياسية في تونس، ومنهم من اتهم الحزب بـالانتهازية السياسية، بهدف إحراز مكاسب سياسية.
و بشأن دوافع اختياره لحركة “النهضة” للانضمام إلى قائمتها الانتخابية، قال سلامة إن اختار الحزب لأنه حزب "يخاف ربي"، ورددها باللهجة التونسية، مؤكدا في الوقت نفسه على مدنية الحزب.

انفتاح أم مكاسب انتخابية:
يرى قياديون في الحركة أن هذه الخطوة "تجسد انفتاح النهضة"، فيما يؤكد آخرون أن هذه الخطوة عبارة عن "مناورة سياسية" لكسب تأييد مزيد من الناخبين في الاستحقاق البلدي المقبل.
وقال الناطق باسم حركة "النهضة"، عماد الخميري، "إن التونسي اليهودي سيمون سلامة سيكون ضمن إحدى القوائم التابعة لحركة النهضة، بعد استكمال الإجراءات القانونية لتقديمها".
ولا يستبعد القيادي بالنهضة أن تقدم حركة النهضة على ترشيح يهود آخرين في قادم المحطات الانتخابية خاصة منها التشريعية، مشيرا في هذا السياق إلى أن بعض اليهود، بحسب تصريحاتهم، "كانوا قد صوتوا لصالح قوائم حركته في انتخابات 2011".
يأتي هذا في وقت  قدمت حركة النهضة المشاركة في الائتلاف الحكومي، قوائمها الحزبية "المنفتحة على الشخصيات المستقلة".
وفي تعليقه على هذه الخطوة، يقول عضو المكتب السياسي لحركة النهضة إن ترشيحهم لتونسي يهودي على رأس أو ضمن إحدى قوائمها، "دليل إضافي على انفتاح حركته وتجسيدها لمعاني المواطنة التي لا يكون فيها الاعتبار للهوية الدينية بقدر ما ترتكز على مبادئ الكفاءة وخدمة مطالب الشعب".
في المقابل، يرى آخرون أن الخطوة الأخيرة لحركة النهضة "تدخل في سياق المناورة السياسية".
وينزّل المحلل السياسي، مصطفى القلعي، هذه الخطوة في إطار مناورة سياسية تهدف إلى استمالة الجزء الأكبر من الناخبين، من خلال محاولة إبراز "مدنية الحركة" في ظل معركة انتخابية استعدادا للبلديات" وفق قوله.
جسر للتطبيع:
فيما وصفه مراقبون أن ترشح "سيمون سلامة" جسر للتطبيع بين  اسرائيل وتنظيم الدولي للإخوان عبر "اخوان تونس"
ترشيح سيمون سلامة الذي زار اسرائيل ثلاث مرات اخرها في 2016، وارائه ضد المقاومة الفلسطينية واقامة دولة فلسطينية، يشكل  طريقا جديدا لجماعة الإخوان.
وترشيح "سيمون سلامة" قد سبقه حضور قيادات بحركة النهضة واعضائها في البرلمان التونسي بمؤتمر دولي يجمع "اخوان تونس" مع أعضاء بالكنيست الاسرائيلي.
فقد شاركة  النائبة بالبرلمان التونسي عن  حركة النهضة إيمان بن محمد، في الجلسة العامة  البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط،  والذي أقيم في 12 و13 مايو الماضي  بالعاصمة الإيطالية روما، وحضرها نواب من الكنيست الإسرائيلي.
لم تنسحب النائب عن حركة النهضة من الجلسة العامة البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، وحضرها نواب عن الكيان الكنيست الاسرائيلي، لم تنسحب النائب عن حركة النهضة ايمان بن محمد من الجلسة العامة البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط، التي انتظمت يومي 12 و13 ماي الجاري بروما وحضرها نواب عن الكيان الصهيوني.
ختاما هل يشكل ترشيح " سيمون سلامة"ورقة  للتنظيم الدولي للإخوان للتطبيع مع اسرائيل، وهل ستحقق مكاسب "راشد الغنوشي" بإظهار النهضة كحركة مدنية وليس دينية، واعادة  ترويج نفسها للشارع التونسي، عبر غيل سمعة من الإرهاب واتهامات التشدد التي تشهدها  فروع الإخوان في المنطقة.

شارك