مؤتمر وزارة الأوقاف الثامن والعشرين "صناعة الإرهاب ومخاطره وحتمية المواجهة وآلياتها"
الثلاثاء 27/فبراير/2018 - 05:55 م
طباعة
افتتح محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أمس الإثنين 26 فبراير 2018، المؤتمر الدولي الثامن والعشرين التابع لوزارة الأوقاف ، الذي سيستمر على مدار يومان تحت عنوان ” صناعة الإرهاب ومخاطره وحتمية المواجهة وآلياتها ” بمشاركة عدد كبير من رؤساء الدول العربية والإسلامية.
ومن المقرر أن يطلق المؤتمر مبادرة فكرية ثقافية برلمانية دينية ومجتمعية، لدعم صمود الدولة في مواجهة الإرهاب من خلال تأصيل شرعي وفكري وبرلماني ومجتمعي.
وقد أوضح “جمعة” خلال كلمته التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية بالمؤتمر أن جميع الحضور بالمؤتمر يعملون من خلال هذا المؤتمر وبحوثه وتنفيذ توصياته لخلق بيئة دولية لافظة للإرهاب والإرهابيين، وللقضاء على حواضن الجماعات الإرهابية، وتحويل مهاجمة الإرهاب إلى ثقافة مجتمعية وشعبية.
كما أشار وزير الأوقاف إلى أنه عندما يتعرض المؤتمر إلى بعض البحوث ولورشة عمل حول هذه المخاطر الاقتصادية للإرهاب، يجب أن يخاطب عامة الناس وكل شخص بأن الإرهاب يشكل خطرًا على حياته الشخصية والمعيشية.
وحول ضرورة دعوة المنظمات الإقليمية والأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراء عاجل لبحث وسائل مواجهة الإرهاب دارت الجلسة العلمية الأولى من المؤتمر برئاسة أ.د/ محمد عيسى وزير الشئون الدينية والأوقاف الجزائري انعقدت فعاليات الجلسة لليوم الأول، ومشاركة كل من: الدكتور/ توفيق بن عبد العزيز السديري نائب وزير الشئون الإسلامية والأوقاف بالمملكة العربية السعودية، والدكتور/ سردار محمد يوسف وزير الدولة للشئون الدينية بباكستان، والأستاذ الدكتور/ محمد إبراهيم الحفناوي الأستاذ بجامعة الأزهر ، ومقرر اللجنة العلمية لترقية أعضاء هيئة التدريس بقسم أصول الفقه، والأستاذ الدكتور/ يوسف حميتو رئيس اللجنة العلمية بمنتدى تعزيز السلم للمجتمعات المسلمة بالمملكة المغربية.
وفي بداية الجلسة وجه أ.د/ محمد عيسى وزير الشئون الدينية والأوقاف الجزائري رئيس الجلسة، الشكر لمصر حكومةً وشعبًا لإقامتها مثل هذه المؤتمرات التي تجمع الأشقاء العرب والمسلمين في شتى بقاع الأرض، مشيدًا بجهود أ.د / محمد مختار جمعة وزير الأوقاف المضنية في خدمة دينه وطنه.
وفي كلمته قدّم أ.د/ توفيق بن عبد العزيز السديري نائب وزير الشئون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية الشكرلـ أ . د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية على جهاده ومثابرته، فهو كما عرفناه دءوبًا في عمله لمصلحة دينه ووطنه، موجهًا له التحية والتقدير على ما يبذله من جهد، مؤكدًا أن موضوع صناعة الإرهاب والتحديات التي نواجهها والآليات التي نعمل بها من القضايا المهمة في المرحلة الراهنة، فالجميع قد عانى من الإرهاب بشكل أو بآخر، كما أشار إلى أن الإرهاب لا دين له ولا وطن، فالجماعات الإرهابية تتخذ من الدين عباءة ووسيلة للوصول إلى السلطة والحكم بدعوى الخلافة وتحكيم الشريعة، وذلك بعيد كل البعد عن الدين وروح الإسلام.
وفي كلمته أوضح الدكتور/ سردار محمد يوسف وزير الشئون الدينية والوئام الديني بدولة باكستان أن الإرهاب هو العدوان الذي يمارسه أفراد أو جماعات أو دول بغيًا على الإنسان، ويشمل صنوف التخويف والأذى والتهديد والقتل بغير حق، وما يتصل بصور الحرابة وقطع الطريق، وكل فعل من أفعال العنف أو التهديد يقع تنفيذًا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي ضد الإنسانية؛ يهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس أو ترويعهم بإيذائهم أو تعريض حياتهم أو حريتهم أو أمنهم أو أحوالهم للخطر، ومن صنوفه إلحاق الضرر بالبيئة، أو بأحد المرافق والأملاك العامة أو الخاصة، أو تعريض أحد الموارد الوطنية أو الطبيعية للخطر.
وفي كلمته أكد أ.د/ محمد إبراهيم الحفناوي أستاذ أصول الفقه ومقرر اللجنة العلمية الدائمة أن جريمة الإرهاب لا تستهدف الاعتداء على الإنسان فحسب وإنما تستهدف أمة بأكملها، فهي جريمة ضد الإنسانية، مُشيرًا إلى أن أسباب صناعة الإرهاب متعددة، فمنها: الاعتماد على النفس في فهم النصوص الدينية دون الرجوع إلى العلماء الثقات ، والتشكيك في العلماء وفقدان الثقة بهم، واجتزاء النصوص.
كما أوضح أن كل ما سبق يضع على كاهل العلماء الكثير من المسئولية للمواجهة الفكرية لمنظري الإرهاب ولشيوخهم، فالجرائم الإرهابية في تزايد مستمر، فيجب الفصل بين الإسلام والإرهاب، و على المجتمع الدولي استنكار إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام.
وفي ختام كلمته أكد فضيلته على ضرورة دعوة المنظمات الإقليمية والأمم المتحدة إلى اتخاذ إجراء عاجل لبحث وسائل مواجهة الإرهاب من جميع النواحي الأمنية والسياسية والاقتصادية والتعليمية ، وتشجيع الحوار الحضاري وتعميق المفهوم الفكري والإبداعي، كما يجب ترسيخ الهوية الثقافية للشخصية العربية، والمجتمع العربي، وتعميق مضمونها الحضاري على المستويين الوطني والقومي .
وحول معاناة المجتمعات العربية والإسلامية من ويلات الإرهاب وصناعته ينبغي النظر لها من المنظور السوسيولوجى باعتبارها ظاهرة اجتماعية دارت الحلقة العلمية الثانية لليوم الأول برئاسة أ.د / محمد أحمد الخلايلة المفتي العام للمملكة الأردنية الهاشمية تحت عنوان ” أسباب صناعة الإرهاب “.
وقد أكد أ.د/ محمد أحمد الخلايلة أهمية الموضوع في ظل هذه المرحلة الدقيقة، مثمنًا دور مصر حكومةً وشعبًا في استضافة المؤتمر والتصدي للإرهاب.
وفي كلمته وجه د/ أحمد عبد الجليل النذير الكاروري وزير الأوقاف السوداني الشكر إلى مصر رئيسًا وحكومةً وشعبًا، مثمنا دور وزارة الأوقاف الدعوي ، مؤكدًا أن الجهل بأصل الشرعية يأتي في مقدمة أسباب صناعة الإرهاب ، داعيًا إلى ضرورة زيادة الحصيلة العلمية والتكامل بين أهل الفكر وأهل الدعوة، ونحذر من الفتاوى التي تقود إلى التطرف.
وفي كلمته أكد د/ أحمد عطية وزير الأوقاف اليمني أن الإرهاب لم يعد ظاهرة قاصرة على بلد معين بل شمل الدنيا كلها، مشيرًا إلى أن كل ما يدعو إلى الفساد والتخريب والقتل لا يمت إلى الإسلام بصلة.
وفي كلمته أكد الشيخ/ فريد أسد عمادي وكيل وزارة الأوقاف بالكويت على أن مصر هي مهد الحضارات وقبلة العلماء ، ولها دور كبير في مواجهة الإرهاب خاصة في الحقبة الحالية التي تمر بأوطاننا جميعًا ، فالفكر الإرهابي ينتج من جهالات متعددة وهذا يعمق الشعور بالمسئولية الجماعية منا.
وفي كلمته أكد د/ ناصر مسفر الزهراني مؤسس مشروع السلام عليك أيها النبي، أن اليسر في حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) من أخص صفاته، فآدابه وخلقه (صلى الله عليه وسلم) توضح اليسر في جوانب الحياة المختلفة.
ومن جانبه حذر أ.د/ بكر زكي عوض العميد السابق لكلية أصول الدين بجامعة الأزهر من خطورة ممارسة الإرهاب باسم الدين ، وأن استخدام الأديان كغطاء للفكر الإرهابي خيانة عظيمة للأديان.
وفي كلمتها أشارت الأستاذة الدكتورة/ عزة محمد أبو الهدى أستاذ علم الاجتماع بكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر إلى أن قضية الإرهاب قد أصبحت محور اهتمام العالم أجمع بعد أن تصاعدت وتيرته واستفحل شره وتفاقم أثره، حتى وصل إلى أماكن العبادة، مضيفةً أن ظاهرة الإرهاب تعود إلى وجود الإنسان على الأرض، إلا أن المجتمعات العربية والإسلامية قد عانت أكثر من غيرها ويلات هذه الظاهرة، مؤكدة أن أسباب صناعة الإرهاب ينبغي النظر لها من المنظور السوسيولوجى، باعتبارها ظاهرة اجتماعية تتطلب تحليل بواعثها وعواملها، في ظل التحولات الثقافية والتقنية التي يشهدها عالمنا.
و برئاسة معالي الدكتور/ علي راشد النعيمي أستاذ العلوم السياسية ورئيس مركز هدايت “أبو ظبي” انعقدت فعاليات الجلسة العلمية الثالثة لليوم الأول، ومشاركة كل من : د/ عبد الله فدعق عضو المكتب التنفيذي لمجلس حكماء المسلمين بالمملكة العربية السعودية ، وأ.د/ آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر وعضو مجلس النواب، وأ.د/ محمد أحمد الصالح أستاذ جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وعضو المجلس العلمي السعودي ، وأ.د/ محمد البشاري مدير عام الفيدرالية العامة لمسلمي فرنسا.
وفي بداية الجلسة قدم الدكتور/ علي راشد النعيمي أستاذ العلوم السياسية ورئيس مركز هدايت ” أبو ظبي” الشكر الجزيل لمعالي وزير الأوقاف أ.د/ محمد مختار جمعة على هذا المؤتمر السنوي، والذي يتبنى معالجة قضايا ملحة في واقعنا المعاصر ، مشيرًا إلى أننا نعيش مرحلة ظُلِمَ فيها الإسلام وأسيء إليه ، كما حاول البعض النيل منه متزرعين بأفعال بعض المنتسبين إليه.
وفي كلمته أكد السيد د/ عبد الله فدعق عضو المكتب التنفيذي لمجلس حكماء المسلمين بالمملكة العربية السعودية أن الإسلام يعاني من هجمة شرسة مصدرها أولئك الذين اعتنقوا الفكر الضال فشوهوا صورة الإسلام، مضيفًا أن حفظ الأوطان مقصد من مقاصد الدين مثل حفظ الدين والعقل والنفس والمال، ولذلك يجب معالجة الإرهاب في إطار موضوعي، وهذا يحتم دورًا كبير ًا للعلماء ومسئولية كبيرة في النزول بمبادئ الإسلام والأديان إلى واقع العالم.
وفي كلمتها أبدت أ.د/ آمنة نصير الأستاذة بجامعة الأزهر وعضو مجلس النواب استغرابها من خروج هذه الظاهرة وانتشارها بصورة كبيرة رغم أن الإسلام وتعاليمه تتنافي مع العنف بكافة أشكاله ، فديننا دين السماحة واليسر والإيمان بالتنوع وقبول الآخر .
وفي كلمته أشاد أ.د/ محمد أحمد الصالح الأستاذ بجامعة محمد بن سعود الإسلامية بدور معالي الأستاذ الدكتور/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف ، الذي أعاد للدعوة مكانتها ؛ حيث طاف مصر شرقًا وغربًا خطيبًا على منابرها مناهضًا للفكر المتطرف.
وأضاف فضيلته أن الإرهاب هو استخدام للعنف بما لا يتوافق مع القانون ، وغالبًا ما يصاحب الصراعات السياسية بين المسلمين وغيرهم، موضحًا أن التحزبات السرية الناشئة عن أفكار تتسم بالغلو ومصادرة الاجتهادات الأخرى من الآراء المتباينة أدى إلى انتشار ظاهرة الإرهاب الذي أدى بدوره إلى إزهاق الأرواح وإراقة الدماء.
ومن جانبه أكد أ.د/ محمد البشاري مدير عام الفيدرالية العامة لمسلمي فرنسا أن المسلمين هم أولى ضحايا الإرهاب، وأن خطر الإرهابيين على المجتمعات الإسلامية ينبغي أن يوضع في أولوية الدراسات الفكرية، داعيًا بمطالبة المجلس الدولي والأمم المتحدة بإصدار تشريع يجرم الإرهاب الإلكتروني ومعاقبة من يدعمه.
وبرئاسة الأستاذ الدكتور/ أسامة العبد رئيس لجنة الشئون الدينية والأوقاف بمجلس النواب انعقدت فعاليات الجلسة العلمية الرابعة لليوم الأول، ومشاركة كل من : الأستاذ الدكتور/ أحمد محمد رفعت أستاذ القانون الدولي العام ورئيس جامعة بني سويف الأسبق ، ومعالي الدكتورة/ سميرة رجب المبعوث الخاص بالديوان الملكي البحريني ، والشيخ/ يوسف عبد الرحمن نزيبو رئيس المجلس الأعلى لمسلمي كينيا ، والمستشار الدكتور/ علي عمارة رئيس محكمة الجنايات وأمن الدولة العليا .
وفي كلمته أكد د/ أحمد رفعت أن الإرهاب جريمة تغتال الإنسانية (فالآدمي بنيان الرب ملعون من هدمه) ، ولابد من التضافر والتعاون سواء أكان قضائيا أو شرطيا لمحاربة الإرهاب والقضاء عليه ، بجانب وجود نظام للعدالة يشتمل على آلية متكاملة من مقرري اللجان ومسني القوانين، حتى نجد حلولاً متعددة لمقاومة ودحر ظاهرة الإرهاب ، وفي ختام كلمته قدم سيادته كل التحية والتقدير لقواتنا المسلحة في حربها على قوى الشر والظلام.
وفي بداية كلمتها قدمت الدكتورة / سميرة رجب مبعوثة الديوان الملكي البحريني الشكر لـ أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على هذا المؤتمر والتنظيم المشرف له ، مضيفًة أن الاستعمار أجاد في تأجيج الخلافات العربية العربية ، مشيرة إلى أن الصراعات والحروب الجديدة أشد شراسة من الحروب السابقة ، وأن منطقة الشرق الأوسط شهدت العديد من الصراعات بعد الحادي عشر من سبتمبر ، مما أدى إلى إبتزاز الدول العربية ونزف ثرواتها ومقدراتها على أيدي الإرهاب الذي ظهر في صور متجددة ، وأصبح أكثر ذكاء وتطورًا، فكلما قطعت له رأسًّا ظهرت له رؤس جديدة.
وفي كلمته أكد الشيخ/ يوسف عبد الرحمن رئيس المجلس العلمي لمسلمي كينيا على أهمية دور الحكومة المصرية في نشر مبادئ الإسلام السمح .
وفي كلمته أكد د/ فريد يعقوب وكيل وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بمملكة البحرين الشقيقة على أن الإرهاب أصبح تجارة ويتم تمويله من جهات ومؤسسات ودول تعمل على تصديره إلى دول ومجتمعات فتهدد أمنها وتزعزع استقرارها ، داعيًا إلى ضرورة التكاتف لحماية اوطاننا من هذه الآفة الخطيرة، مطالبًا علماء الأمة للقيام بدورهم في تفكيك هذا الفكر ونشر قيم التسامح الإسلامي.
وفي ختام كلمته أشاد بجهود أ.د/ محمد مختار جمعة وزير الأوقاف الفذ النشط الذي أحدث تغيرًا ملحوظًا في فترة وجيزة.
وفي ختام الجلسة المسائية العلمية أكد المستشار الدكتور / على عمارة رئيس محكمة استئناف القاهرة على أهمية دور القانون المصري في مجابهة تحديات الإرهاب ، مضيفًا سيادته أن القوات المسلحة المصرية والشرطة في حالة حرب شاملة لاقتلاع الإرهاب من جذوره.