هجوم "نصرة الإسلام والمسلمين" في بوركينا فاسو هدفه الإنتقام من فرنسا
الأحد 04/مارس/2018 - 03:07 م
طباعة
تعرضت مدينة واغادوغو، عاصمة بوركينافاسو لهجوم من كتائب "نصرة الإسلام والمسلمين" التابعة لتنظيم القاعدة، أسفر عن مقتل ما يقرب من 30 شخص، مصادر محلية قريبة من الجماعة المتواجدة بمنطقة الساح الأفريقي، ادعت أن الهجوم جاء في اطار انتقامي من القوات الفرنسية التي نفذت خلال الأسابيع الأخيرة عمليات راح ضحيتها عدد من القيادات البارزة في الجماعة على رأسهم القيادي في جماعة « المرابطون » محمد ولد النويني، الذي يعد أحد المقربين من زعيم الجماعة مختار بلمختار.
وكان ولد النويني، المكنى الحسن الأنصاري، أحد الشخصيات المساهمة في تأسيس جماعة « نصرة الإسلام والمسلمين »، وظهر في الشريط المصور الذي أعلن تأسيس الجماعة، إلى جانب قائدها إياد أغ غالي، وبقيت ممثلي الجماعات المندمجة.
وكان الجيش الفرنسي قد كثف من هجماته في الفترة الأخيرة ضد الجماعات المسلحة التي تنشط في شمال مالي، وقصف معسكرات وبعض السيارات التابعة لهذه الجماعات مخلفاً مقتل العديد من عناصرها، واستهدف هجوم « نصرة الإسلام » مبنى السفارة الفرنسية ومعهد تابع لها، بالإضافة إلى قيادة أركان الجيش التي كان ينعقد فيها اجتماعاً أمنياً لدول الساحل، ولكن الهجوم الذي استخدمت فيه سيارة مفخخة، لم يود بحياة أي مواطن فرنسي، فيما قتل المهاجمون السبعة.
الجماعة التابعة لتنظيم القاعدة فى مالي، أعلنت رسميًا، هذا الهجوم، بقولها في بيانها المنشور السبت، إنها تمكنت من استهداف مبنى السفارة الفرنسية ومرافق تابعة له، بالإضافة “لرمزالقوة العسكرية البوركينية”، مقر هيئة أركان القوات المسلحة ، وأوضح التنظيم أن العملية ، التى أسفرت عن قتل العشرات تحمل عدة رسائل منها أن استهداف السفارة هو تعزية لأسر القتلى ، الذين لقوا مصرعهم فى غارة فرنسية سابقة ، وقتل خلالها عدة قادة من أفراد التنظيم .
وذكر التنظيم فرنسا و “أحلافها” أنهم سيسيرون “على الدرب ، الذى سلكه من قبلهم “، مشيرا إلى أن العميلة جاءت لردع النظام البوركيني وجميع الدول الساحل الخمس للقتال نيابة عن الجيش الفرنسي ، ونوه البيان بسياسة الحكومة البوركينية السابقة ، التى كانت تتجنب الدخول فى صراع مع التنظيم ، ولم تخضع للإملاءات ، بحسب ما جاء في البيان.
بعد تبني الجماعة لهذة العملية، لابد من العودة إلى بدايات تأسيس هذا التنظيم إلى وقت إعلان كلٍّ من "إمارة منطقة الصحراء الكبرى" و"تنظيم المرابطون" و"جماعة أنصار الدين" و"جبهة تحرير ماسينا"، في 2 مارس 2017، عن تأسيس تحالف إرهابي جديد باسم "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين"، واختيار إياد أغ غالي -زعيم "جماعة أنصار الدين"- قائدًا له، إلى سعى "تنظيم القاعدة"-الذي بايعته تلك التنظيمات- نحو تعزيز نفوذه وتنفيذ عمليات نوعية في منطقة الساحل والصحراء من جديد، في رسالة إلى كل من تنظيم "داعش"-المنافس الرئيسي لـ"القاعدة"- والقوى المعنية بالحرب ضد الإرهاب وفي مقدمتها فرنسا التي شنت عملية عسكرية لإخراج عناصر بعض تلك التنظيمات من شمال مالي في بداية عام 2013.
ومما سبق، يبدو ان الخطوات التى تبذلها هذه الجماعة تأتي في سياق الجهود التي تبذلها التنظيمات الموالية لـ"تنظيم القاعدة" من أجل تفعيل نشاطها من جديد، بالتوازي مع حرصها في الوقت ذاته على تأكيد تراجع دور ونفوذ تنظيم "داعش" في بعض الدول والمناطق، وهو ما تشير إليه تصريحات عضو مجلس شورى "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" أبو هشام أبو أكرم، في يناير 2017، التي قال فيها أن "داعش انتهى من الجزائر سواء من حيث اسمه أو تركيبته".