خريطة لمركز CFR.. «القاعدة» يعيد ترتيب صفوفه علي أنقاض «داعش»
الخميس 08/مارس/2018 - 05:03 م
طباعة
في الوقت الذي انشغل فيه المجتمع الدولي بمحاربة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا والعراق ومحاولات القضاء عليه، يبدو أن التنظيم الأم "القاعدة" يستغل ذلك لصالحه ليعيد فرض نفوذه وترتيب صفوفه في سرية وهدوء عن طريق قيامه ببناء بتمركزات بعدة دول في آسيا وأفريقيا، وفق ما ذكره بحث لمركز العلاقات الدولية الأمريكي CFR حول النمو الجديد للقاعدة.
ووفق ما ذكرت الورقة البحثية التي نشرها المعهد الأمريكي، فقد نشر تنظيم القاعدة أتباعه في مناطق الصراع المختلفة؛ ففي آسيا، رصد المركز ظهور عدد من أتباع القاعدة وإعلانات الولاء للتنظيم في كشمير وأفغانستان، إضافة إلى تأثير كبير في كل من سوريا واليمن والصومال، الأمر الذي يضع الأمن العالمي في خطر داهم من ذلك المد السري، بحسب البحث.
وذكر المعهد أن البحث تناول كيفية استغلال القاعدة لأحداث الاضطرابات في الدول العربية عام 2011، حيث قام بإعادة ترتيب صفوفه بعد هزيمة فادحة تكبدها في أفغانستان، معقل العديد من مؤسسي التنظيمات الإرهابية الذين يطلق عليهم "المجاهدون" أو "الأفغان العرب"، الذين كان منهم قائد التنظيم السابق أسامة بن لادن، وزعيم التنظيم الحالي أيمن الظواهري.
كذلك استغل تنظيم القاعدة الفراغ الأمني الذي نتج عن الاضطرابات التي تسببت فيها أحداث ما سمي بالربيع العربي لحشد مقاتليه وتوزيعهم في عدد من الدول التي تعاني من الانفلات الأمني، إلا أنه قام بتجنيد عدد من الجماعات الإرهابية المحلية في تلك المناطق لتصبح أذرعا له لزيادة نفوذه في تلك المناطق، وللقيام بعمليات تخدم مصالحه في نشر الإرهاب والفكر المتطرف.
ووفق الخريطة التي أعدها المعهد فقد تبين أن عدد المقاتلين التابعين للقاعدة، سواء من الأفراد الأصليين للتنظيم أو من الجماعات التي أعلنت ولاءها للقاعدة، في كل من آسيا وأفريقيا والشيشان أكثر من 47 ألف مقاتل موزعين كالتالي؛ 20 ألف في سوريا، 4000 في اليمن، 9000 في الصومال، 6000 في ليبيا، 4000 في دول المغرب العربي وأفريقيا الوسطى، 800 في أفغانستان وباكستان والهند، 300 في بنجلاديش وميانمار، 3000 في إندونيسيا وأخيرا نحو 100 مقاتل في الشيشان.
وتشير الورقة البحثية أهمية الحرب السورية في تطور تنظيم القاعدة من حيث التأثير والقوة، حيث نجح في إظهار تنظيم داعش بأنه لا يمتلك القدرة على التخطيط طويل المدى، معللا أنه فضّل استعمال القوة على التخطيط الاستراتيجي، وكان ذلك المفتاح الذي جعل العديد من أعضاء داعش السابقين في سوريا ينضمون إلى تنظيم يبدو أنه قادر على مواصلة القتال في إحدى أكثر بؤر الصراع تعقيدا في الشرق الأوسط.
وقالت الورقة البحثية، إن نجاح القاعدة في إعادة إحياء شبكتها العالمية هو نتيجة لثلاث خطوات استراتيجية قام بها الظواهري، الأول هو تعزيز نهج الامتياز اللامركزي الذي سهل بقاء الحركة، على مر السنين، تم دمج قادة ونواب الامتيازات البعيدة للقاعدة في العمليات التداولية والاستشارية للحركة واليوم ، أصبحت القاعدة "زائفة" بحق، بعد أن أدرجت المظالم والمخاوف المحلية بشكل فعال في رواية عالمية تشكل الأساس لإستراتيجية شاملة شاملة.
الخطوة الثانية هي الأمر الذي أصدره الظواهري في عام 2013 لتفادي عمليات الإصابات الجماعية، خاصة تلك التي قد تقتل المدنيين المسلمين وهكذا أصبحت القاعدة قادرة على تقديم نفسها عبر وسائل الإعلام الاجتماعية ، على نحو متناقض ، كـ "متطرفين معتدلين" ، أكثر ظهوراً من داعش.
أما التطور القرار الاستراتيجي الثالث الذي اتخذته الظواهري، سمح لداعش باستيعاب كل الضربات من الائتلاف الذي استهدفه في حين أن القاعدة أعادت بناء قوتها العسكرية بشكل غير مقصود، أي شخص يميل إلى أن تؤخذ في هذه الحيلة من شأنه أن نفعل جيدا أن نلبي حذر ثيو بادنوس (ني بيتر ثيو كورتيس)، الصحفي الأمريكي الذي قضى عامين في سوريا كرهينة النصرة بادنوس في عام 2014 كيف كان كبار قادة الجماعة "بدعوة الغربيين إلى الجهاد في سوريا ليس كثيرا لأنهم كانوا بحاجة إلى المزيد من الجنود القدمين - لم يفعلوا ذلك ولكن لأنهم يريدون تعليم الغرباء لاتخاذ النضال في كل حي ومترو الانفاق محطة العودة الى الوطن ".
وذكر البحث أن أيمن الظواهري، الزعيم الحالي للقاعدة، عمل بشكل سري على نشر تأثير التنظيم فور ورود أنباء عن سقوط تنظيم داعش الإرهابي في الشرق الأوسط، حيث استطاع إقناع العديد من التنظيمات الإرهابية في الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا بأن داعش أصبح "ورقة محروقة"، وأن التخطيط على المدى الطويل هو الحل لاستمرار تلك الجماعات في أنشطتها، الأمر الذي يجعل القاعدة يعيد تقلد زعامة الإرهاب العالمي.