«الهروب إلى الأمام».. «داعش» يواصل إرهابه في أفغانستان بالقرب من الأماكن العامة
الأحد 25/مارس/2018 - 09:45 م
طباعة
أعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن تفجير مدينة هرات الأفغانية والذي أسفر عن قتل شخص وإصابة سبعة آخرين، وقالت الشرطة الأفغانية، إن مهاجمين انتحاريين فجرا نفسيهما قرب مسجد في مدينة هرات غرب البلاد عندما هاجمهم الحراس، وكانت أفغانستان شهدت يوم الجمعة الماضي 23 مارس تفجير سيارة خارج استاد رياضي في محافظة هلمند، أسفر عن مقتل 12 شخصا وجرح 40 آخرين، وقال بيان صادر عن المكتب الإعلامي لحاكم هلمند إن 10 أفغان قتلوا وأصيب 35 آخرين، إثر تفجير انتحاري بسيارة مفخخة، وأكد البيان أن الانفجار وقع قرب ملعب رياضي في ولاية هلمند، في أثناء تجمع لمواطنين يشاهدون مسابقة للمصارعة المحلية.
وتعاني أفغانستان اضطرابا أمنيا بسبب انتشار تنظيمات مسلحة مثل حركة "طالبان"، وحركات متحالفة معها، وتنظيم داعش الإرهابي، فخلال السنوات الماضية، في حين واصلت الولايات المتحدة قيادة حملة عسكرية تستهدف التنظيم، صعد التنظيم اعتداءاته في كابول، ما اضاف مخاطر جديدة لتلك التي يعانيها المدنيون بالفعل في العاصمة التي تصنفها الأمم المتحدة أحد أخطر الأماكن في البلاد، ويذكر أن التنظيم الداعشي، ظهر لأول مرة في افغانستان في 2014 حين انسحبت قوات حلف الاطلسي القتالية من البلاد وسلمت المسؤولية لقوات الأمن الأفغانية، واستولى مقاتلو التنظيم على مساحات كبيرة من ولايتي ننغرهار وكونار في شرق البلاد، قرب الحدود مع باكستان، وخاضوا معارك شرسة مع طالبان.
ولأشهر طويلة، دار نقاش بين المسؤولين الأفغان والامريكيين إذا كان عناصر التنظيم يمثلون خطراً حقيقياً أم انهم مجرد مقاتلين من طالبان بدلوا ولاءهم، وقلل وزير الدفاع الأمريكي السابق آشتون كارتر من التهديد الذي يمثلونه، قائلا إن مقاتلي طالبان يحاولون "تغيير جلدهم"، وذلك حين سُئل عن تواجد تنظيم داعش في افغانستان في فبراير 2015، وأكد كارتر أن "التقارير التي اطلعت عليها لا تزال تفيد أنهم قليلو العدد ويطمحون للبروز"، لكن بعد شهرين فقط، نفذ التنظيم أول اعتداء كبير لها في افغانستان بعد أن قتل انتحاري عشرات الاشخاص.
وحذر تقرير للأمم المتحدة في صيف 2015 من تحقيق التنظيم الجهادي المتطرف نجاحات في افغانستان، بعد أن اجتذب اعداداً متزايدة من المتعاطفين وجندت عناصر في 25 من أصل 34 ولاية افغانية، وفي 2016، تلاشت اي شكوك حول وجود التنظيم في افغانستان حين اعلنت وزارة الخارجية الامريكية رسميا تصنيف فرع التنظيم في افغانستان وباكستان، منظمة "ارهابية" تحت مسمى "ولاية خراسان"، ويشير الاسم خراسان إلى منطقة تاريخية تضم مناطق من افغانستان الحالية، باكستان، وبعض الدول المجاورة في آسيا الوسطى.
وبعد تنفيذ عدد من الاعتداءات في انحاء افغانستان، اعلن التنظيم مسؤوليته عن تفجيرين استهدفا حشودا من أقلية الهزارة الشيعية في كابول في يوليو 2016، ما تسبب بمقتل 85 شخصا وإصابة أكثر من 400 آخرين بجروح. وكان هذا أول اعتداء يتبناه التنظيم في العاصمة الأفغانية، وفي نهاية العام نفسه، نفذ التنظيم هجومين استهدفا مزارا ومسجدا شيعيا في كابول ايضا، وأسفرا سويا عن مقتل 45 شخصا وإصابة نحو 80 آخرين، ما اثار مخاوف من إذكاء صراع طائفي.
وفي 2017، أعلن الجيش الأمريكي ما يطلق عليه "أم القنابل" على مخابئ لتنظيم الدولة تضم مجموعة من الانفاق في اقليم ننغرهار في شرق البلاد، ما اسفر عن مقتل 90 من عناصر التنظيم، وقال البنتاجون إن القنبلة هي أكبر سلاح غير نووي استخدمه على الإطلاق في المعارك.
وفي 11 يوليو 2017، قتلت القوات الامريكية زعيم التنظيم ابو سيد وعدد من كبار قادته في ضرب جوية في كونار، على ما أعلن البنتاجون في خضم حملة عسكرية تستهدف التنظيم، وعلى الرغم من ذلك، واصل عناصر التنظيم الزحف شمالا بما فيه ولاية وزيرستان على الحدود مع اوزبكستان، وكثف التنظيم ضغطه على كابول حيث شن 14 هجوما على الاقل خلال 2017 ضد قوات الامن الافغانية والشيعة، مشكلا خلايا مكونة بشكل كبير من سكان الطبقة الوسطى في كابول.
وأخيرًا، يبدو أن تنظيم «داعش»، لم يجد خيارا لتعويض خسائره على الأرض، سوى فى تكتيك «الهروب إلى الأمام»، الذي يعنى الانتقال إلى خارج حدود مناطق تمركزه المعتادة، لإثبات أنه لا يزال موجودا.