رغم دعوات الميلشيات لوقف المفاوضات.. مساعي مصر لحل الأزمة الليبية مستمرة
الإثنين 26/مارس/2018 - 02:33 م
طباعة
علي الرغم من دعوات بعض الشخصيات الليبية والميلشيات المسلحة لوقف المفاوضات التي تسعي إليها القاهرة لتوحيد الأطراف المتنازعة، إلا أن المساعي مازالت مستمرة، حيث عقد وفدا ليبيا العسكريان الجولة السادسة من المفاوضات بمشاركة رئيس أركان الجيش الوطني الفريق عبدالرازق الناظوري، ورئيس الأركان المكلف من قبل المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني اللواء عبدالرحمن الطويل.
واحتضنت القاهرة 5 اجتماعات بشأن الأزمة الليبية علي مدار المرحلة الماضية، بحضور المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي، وفايز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية، للتشاور حول النقاط الخلافية في الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات المغربية نهاية عام 2015.
وتهدف كافة المساعى التى تقوم بها مصر مع مختلف القوى السياسية الليبية إلى التوصل لصيغة عملية لاستئناف الحوار من أجل مناقشة القضايا المحددة المتوافق على أهمية تعديلها باتفاق الصخيرات، باعتباره المرجعية السياسية المتوافق عليها".
ووفق تقارير إعلامية، قالت مصادر ليبية إن الخلافات بشأن بعض الأمور التنظيمية أرجأت التوقيع على مسودة الاتفاق النهائي، متوقعة أن تعقد الجولة السابعة خلال شهر أبريل المقبل عقب الانتهاء من الانتخابات الرئاسية في مصر.
وأوضحت أن مصر حاولت إنهاء هذا الملف بالجولة السادسة لكنها فشلت في ظل رغبة اللواء عبدالرحمن الطويل بالعودة لطرابلس ولقاء بعض الكتائب وفي مقدمتها البنيان المرصوص للحيلولة دون وقوع أي مواجهات عسكرية.
وتواجه مساعي القاهرة نحو توحيد الجيش الليبي العديد من المخاطر بعد دعوة مفتي ليبيا صادق الغرياني من سمّاهم بـ"الضباط الأحرار" إلى تشكيل مجلس عسكري لمواجهة مشروع توحيد الجيش في البلاد، كما هددت بعض الكتائب باقتحام طرابلس حال تعيين شخصيات معينة في مناصب قيادية بالجيش.
وقال عبدالقادر عوكلي، رئيس إحدى الكتائب العسكرية بمصراتة، إن هناك خلافات واضحة بين الأطراف المشاركة بالمفاوضات حول وضع أسماء بعينها على رأس الجيش، إلى جانب التخوّف من ردة فعل الجماعات الراديكالية على هذا الاتفاق، مضيفًا أن الجولة السابعة ستأتي بجديد مع انعقاد اجتماعات بين وفدي الجيش في الغرب والشرق، مبيناً أن مصر “تعمل حاليًا على جمع هيكلية عسكرية تتبع المؤسسة المدنية.
ولفت إلى أن هناك خطوات أخرى سيتم العمل على تطبيقها بعد الانتهاء من توحيد المؤسسة العسكرية في مقدمتها ضم سلاح الأطرف العسكرية والعمل على محاربة الجماعات المتطرفة والتشكيلات المتشددة.
من جانب أخر، جاء في البيان الختامي الذي صدر، بعد الجولة السادسة لاجتماعات وفد الجيش الليبي برعاية مصر، والتي بدأت في القاهرة 20 مارس الجاري، أن مسار توحيد المؤسسة العسكرية الليبية بمثابة نواة صلبة لدفع المسار السياسي إلى الأمام خلال هذه المرحلة الحرجة والدقيقة من تاريخ البلاد التي تشهد أخطارا جسيمة تهدد سلامتها في ظل الصعوبات التي تعتري تحقيق استقرار الدولة الليبية، بما يستجيب لتطلعات وطموحات الشعب الليبي.
وذكر البيان أنه برعاية وجهد وطني صادق بذلته القيادة السياسية في مصر انطلاقاً من دورها التاريخي تجاه أشقائها في ليبيا، واصل أبناء المؤسسة العسكرية الليبية الجولات التي استضافتها مصر لتوحيد الجيش الليبي على أسس مهنية واحترافية خالصة بما يجعله قادراً على الاضطلاع بدوره كضامن لوحدة الدولة المدنية في ليبيا وسيادتها على كامل ترابها الوطني، وحماية مقدراتها وثرواتها باعتبارها ملكاً خالصاً لأبناء الشعب الليبي.
وشدد البيان على ضرورة المضي في مشروع توحيد الجيش الليبي بما يجعله قادراً على التعاطي بشكل إيجابي وفاعل مع التحديات التي تواجهها الدولة الليبية حالياً ومستقبلاً في ضوء المخاطر المحدقة بها، سواء ما يتعلق بخطر الإرهاب أو الهجرة غير الشرعية أو الجريمة المنظمة أو غيرها من التهديدات التي من شأنها تهدد استقرار ليبيا.
كما أكد على مواصلة الاجتماعات في القاهرة خلال الفترة المقبلة بهدف استكمال اللجان الفنية الأربع- التي تشكلت خلال الجولات الست السابقة- لعملها فيما يتعلق بآليات التنفيذ والتطبيق الفعلي للمشروع الوطني لتوحيد الجيش الليبي، بما يتلاءم مع مهامه المنوط بها، وكذلك لتلبية متطلبات واحتياجات الدولة الليبية والتغلب على التحديات التي تواجهها على صعيد مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود ومكافحة الهجرة غير الشرعية.
ووفق ما ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، تسعى مصر للوصول إلى توافق في الآراء المختلفة بين النخب الليبية، وتحاول أن تقف على مسافة واحدة من مختلف أطراف الصراع في ليبيا للوصول إلى صيغة ملائمة للمصالحة من خلال التنسيق مع عدة أطراف.
ويعتبر مراقبون أن توحيد المؤسسة العسكرية من شأنه أن يكون نقطة البداية لحل الأزمة الليبية، بإعتبارها الوحيدة القادرة على الوفاء بالمتطلبات الأمنية ومكافحة الإرهاب فى كل ربوع ليبيا،حيث يأمل الليبيون فى استعادة وطنهم من المتطرفين والميليشيات المسلحة والبدء فى إعادة إعمار ما دمرته سنوات الدم المؤلمة.
وتعيش ليبيا منذ سقوط معمر القذافي في 2011 حالة من الانقسام السياسي والتوتر العسكري، نتج عنها وجود حكومتين وبرلمانين وجيشين متنافسين في طرابلس غربا ومدينتي طبرق والبيضاء شرقا.
وتدعم القاهرة بقوة الجيش الليبي بقيادة حفتر، وتعول عليه في تحقيق الاستقرار في الدولة المحازية لها من الجهة الغربية، والتي تمتد فيها الحدود بين البلدين لنحو 1500 تتحمل القاهرة وحدها مسؤولية مهام تأمينها.
وتنفي القاهرة تقديم أي دعم عسكري لحفتر وتقول إنها تحث كل أطراف النزاع الليبي في الوصول إلى حل للأزمة الليبية، لكن تمسك القاهرة بعدم الجلوس مع جماعة الإخوان على أي مائدة للتفاوض ربما يكون هو سبب تعثر المفاوضات بين حفتر ورئيس حكومة الوفاق الوطني فائز السراج، المدعوم من جماعة الإخوان.