تنامي متزايد "للميلشيات" الإيرانية فى سوريا
الإثنين 26/مارس/2018 - 03:02 م
طباعة
لازال التنامي الكبير "للميلشيات" الإيرانية فى سوريا يتزايد فقد تداولت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لمعسكر تدريبي في ريف دير الزور الشرقي، يضم المئات من ميليشيا إيران التي تقاتل لحسابها في سوريا.
ونشرت شبكة (فرات بوست) صوراً لمئات العناصر من ميليشيا "لواء الفاطميون" الأفغاني الشيعي التابع للحرس الثوري الإيراني، وهم داخل إحدى المدارس التي جرى تحويلها إلى معسكرات تدريبي في إحدى قرى الضفة اليمنى(شامية) من نهر الفرات.
وبيّنت الصور المنشورة تنظيم مليشيا "فاطميون" نشاطات جماعية منها كرة القدم، إضافة إلى إعطاء دروس دينية، كما ظهرت صور المرشد علي خامنئي داخل المدرسة.
وكانت ميليشيا "لواء الفاطميون" اتخذت منازل المدنيين في قرى ريف ديرالزور الشرقي(الضفة اليمنى من نهر الفرات- شامية) مقرات لهم، وسكنا لعائلاتهم، عقب هروب الأهالي من المنطقة أواخر العام الماضي، جراء المعارك مع تنظيم داعش التي انتهت بسيطرت ميليشات إيران على المنطقة، واقتصار تواجد التنظيم في عُمق البادية.
وتعتبر ميليشيا "لواء فاطميون" من أكبر الميليشيات التي تقاتل إلى جانب قوات الأسد بسوريا، وتتشكل من الشيعة الأفغان أو ما يعرف بالشيعة الهزارة، وأغلب عناصره من اللاجئين المقيمين في إيران.
وفي لقاء مع موقع (مشرق نيوز) الإيراني، في 2016، أعلن العميد (محمد علي فلكي)، أحد قيادات الحرس الثوري الإيراني في سوريا، عن تشكيل قوات عسكرية شيعية عابرة للحدود، تحت عنوان "الجيش الشيعي الحر" (لواء الفاطميون)، بقيادة الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق قدس الإيراني، الجناح الخارجي للحرس الثوري الإيراني في المنطقة، مشيراً إلى أن أغلب قواته هم من الشيعة الأفغان، مضيفا "أن الشيعة الأفغان تحت قيادة سليماني كانوا السبب الرئيس في عدم سقوط دمشق بيد المعارضة السورية".
وأشار (فلكي) إلى الأذرع العسكرية الشيعية التي تقاتل تحت إمرة الحرس الثوري في سوريا، قائلاً: لدينا "لواء زينبيون" الذي يتشكل من شيعة باكستان، و"لواء حيدريون" الذي يضم شيعة العراق، وهناك "لواء حزب الله" الذي يتفرع إلى جناحين، حيث يتشكل الجناح الأول من شيعة لبنان، والجناح الآخر من شيعة سوريا، وأغلب عناصر حزب الله في سوريا ينحدرون من شيعة دمشق ونبل والزهراء، وجميع هذه الألوية العسكرية الشيعية تعدّ النواة الأولية لتشكيل الجيش الحر الشيعي بقيادة سليماني في المنطقة".
يذكر ان إيران أقحمت الميليشيا الأفغانية في سوريا عام 2013، ويقدر عدد عناصرها بأكثر من 25.000 عنصر، ويتوزعون على أغلب المدن السورية، بينما أصبحت بعض المناطق والأحياء والمخيمات في ريف دمشق خاضعة تماماً لإدارة "لواء فاطميون"، وتم جلب العديد من عوائل عناصره من إيران، وجرى توطينهم بريف دمشق ضمن مشروع استيطاني ممنهج يهدف إلى تغيير هوية العاصمة السورية دمشق.
كما يوجد نحو 50 ميليشيا تابعة لطهران، قوامها أكثر من 60 ألف مسلح وتتوزع الميليشيات، التي جاءت من إيران وأفغانستان والعراق ولبنان إلى جانب ميليشيات محلية، على مختلف المناطق السورية لكن الوجود الأبرز للميليشيات يتركز في محيط مطار دمشق، وعلى الأخص مسلحي فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، حيث تدار معظم العمليات العسكرية.
وفي العاصمة كذلك تنتشر الميليشيات في المدينة القديمة ومحيط السيدة زينب ومحيط قصر الشعب الرئاسي وصولا إلى جبل قاسيون، كما توجد ميليشيات في ريفي دمشق الجنوبي والغربي أما في المنطقة الوسطى فهناك وجود عسكري إيراني في قاعدة الشعيرات الجوية ومطار تي فور العسكري بريف حمص الشرقي.
وفي حمص المدينة تتركز كذلك الميليشيات الإيرانية، فهي تتخذ المدينة مركزا للانطلاق نحو المحافظات الساحلية والشرقية والشمالية كما أن هناك وجودا عسكريا كثيفا للميليشيات التي تقاتل بقيادة طهران، في حلب وريفها، خصوصا قرب نبل والزهراء وفي بلدة العيس وتنتشر ثكنات عسكرية لميليشيات إيرانية في البادية السورية للسيطرة على طريق دمشق الدولي، كما يوجد مسلحون إيرانيون قرب معبر التنف الحدودي مع العراق.
وتنشر الميليشيات كذلك في دير الزور والريف الغربي للرقة وإدلب والريف الشمالي لحماة، دعما للعمليات العسكرية إلى جانب القوات الحكومية وتعد القصير بريف حمص الغربي نقطة ارتكاز لميليشيات حزب الله اللبناني للتمدد صوب حلب وحماة وإدلب ودير الزور، فضلا عن وجودها كذلك بالقلمون والقنيطرة والسويداء ومناطق في البادية.
وفيما يتعلق بالقواعد العسكرية الإيرانية فقد أشارت صور التقطت عبر الأقمار الصناعية إلى وجود قاعدة عسكرية إيرانية قيد الإنشاء في مدينة الكسوة بريف دمشق وجاءت هذه الصور عقب تقارير إعلامية تحدثت عن مفاوضات إيرانية جارية مع دمشق لاستئجار مطار من النظام، إلى جانب إقامة قاعدة برية، وإنشاء مرسى إيراني خاص في ميناء طرطوس شمالي سوريا.
مما سبق نستطيع التأكيد على انه يبدو ان هناك تنامي كبير "للميلشيات" الإيرانية فى سوريا وانه سوف يتزايد مع مرور الوقت حيث ان المئات من ميليشيا إيران التي تقاتل لحسابها في سوريا تعتبر ان وجودها استمرار للتمدد الشيعي بالمنطقة العربية .