تخوفا من ثورة شعبية في إيران.. زعر نظام خامنئي من "تلجرام"

الإثنين 02/أبريل/2018 - 01:13 م
طباعة تخوفا من ثورة شعبية
 
يعيش نظام المرشد علي خامنئي حالة من الزعر والخوف، في ظل استمرار الاحتجاجات داخل الشارع الإيراني، فقد أن مسؤول إيراني غلق "تلجرام" في ايران في 20 ابريل المقبل ، نظرا لدوره في فضح القمع نظام المرشد لتظاهرات الإيرانية.
حجب التلجرام:
وأعلن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية علاء الدين وقال بروجردي، في حديث لإذاعة محلية إيرانية، السبت، إن الإيرانيين سيودعون برنامج التواصل الاجتماعي" تلجرام"، على أن يتم وضع برنامج وطني للتواصل الاجتماعي يكون مماثلًا للخدمات التي يقدمها تلجرام.
ورأى أن حجب تطبيق" تلجرام" أمر مهم للحفاظ على الأمن القومي الإيراني، منوهًا إلى أن تلجرام لعب دورًا خطيرًا خلال الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت العام الماضي، في مناطق مختلفة من إيران.
وأكد المسئول الإيراني أن بلاده لديها اليوم القدرة على وضع نظام وطني في مجال الفضاء الإلكتروني، مثل سروش وغيره للتواصل، مبينًا أن “عدد مستخدمي برنامج "سروش" حاليًا يصل إلى 3 ملايين، فيما عدد مستخدمي "تلجرام" بلغ أكثر من 40 مليون إيراني”، مشددًا على أن “حجب تلجرام سيدفع جميع مستخدميه للجوء إلى برامج التواصل الاجتماعي الإيرانية”.
يشار إلى أنه تم إغلاق تطبيق" تلجرام "مؤقتًا خلال الاحتجاجات في أوائل يناير، لكن نحو 10% من المستخدمين الإيرانيين تمكنوا من الوصول إليه عبر برامج تجاوز الحجب.
التلجرام والثورة:
وتحوي إيران حوالي 40 مليون مستخدم لتطبيق "تلجرام"، في دولة تملك 45 مليون مستخدم للإنترنت، وفقاً للاتحاد الدولي للاتصالات "ITU".
ووفقاً لوزير الإرشاد الإيراني، فإن 80٪ من المعلومات باللغة الفارسية يتم نقلها عبر تلجرام إلى الإنترنت، وطبقاً لنواب في مجلس شورى النظام، «حجب تلجرام سيضر بـ 200 ألف وظيفة ويصيب نصف مليون شخص في ضائقة مالية».
وقال خامنئي خلال اجتماع مع قادة النظام يوم 12 يونيو الماضي: «في الفضاء السيبراني، أهم شيء هو شبكة المعلومات الوطنية. لسوء الحظ، هناك قصور في هذا المجال: أن نعمل بقصور وعيوب في هذه المجالات بقولنا لا ينبغي المنع من الفضاء المجازي، فهذا لا يحل مشكلة، وهو ليس منطقيا بشكل صحيح … لماذا يجب أن نسمح لتلك الأفعال، التي بالضد من قيمنا، و خلافا لمبادئنا الأساسية، أن تتوسع داخل البلاد … لذلك ، فإن مسألة شبكة المعلومات الوطنية مهمة جدا أيضا».
وقد استخدم عدد من المتظاهرين التطبيق لتنظيم الاحتجاجات ، وقد لعبت القنوات العامة للتطبيق دوراً أساسياً في بث المعلومات لجمهور أوسع، بينما ساهمت الرسائل المشفّرة على نقل الصور ومقاطع الفيديو للمواجهات الدموية.
وفي عام 2009، استخدم موقع "تويتر" لتنسيق وتنظيم ما سمي بـ "انتفاضة الحركة الخضراء الإيرانية"، والتي سميت أيضاً بـ "انتفاضة تويتر"، وقد حجبت السلطات أيضاً قدرة الوصول إلى "تويتر للحد من المظاهرات.
وخلال "الحركة الخضراء"، طلبت وزارة الخارجية الأمريكية من "تويتر" تأجيل موعد للصيانة كي لا تتوفر الفرصة أمام الإيرانيين للدخول إلى المنصة الاجتماعية، وذكرت الخارجية حينها الدور الأساسي الذي لعبته المنصة لنشر المعلومات حول المظاهرات.  
معارضة تطالب بحماية حق الانترنت:
من جانبها اعتبرت المعارضة الإيرانية فرض قيود على الإنترنت وحجب موقع  تلجرام من قبل نظام خامنئي، يأتي بأمر من خامنئي وخوفا من تصاعد الانتفاضة داخل إيران ضد حكم المرشد، مطالبة الأمم المتحدة والهيئات الدولية بالتدخل لحماية حق الشعب الإيراني في الحصول على الإنترنت، وأكدت على أنه انتهاكا لحقوق الإنسان.
وطالبت المقاومة الإيرانية مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والدول الأعضاء والهيئات الدولية ذات الصلة، مثل الاتحاد الدولي للاتصالات، إلى إدانة قوية لقرصنة الإنترنت وقمع الاتصالات من قبل نظام خامنئي في إيران.
واعتبرت المقاومة الإيرانية، أن وضع قيود على الإنترنت وحجب تلجرام ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، يعد خرقا لكثير من المعاهدات الدولية، وتوفر المتطلبات اللازمة للشعب الإيراني للوصول إلى الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعية.
ودعت المقاومة الإيرانية عامة الشعب الإيراني، وخاصة الشباب، للاحتجاج على قيود الإنترنت وإغلاق تلجرام، والثورة على نظام الملالي القمعي والديكتاتوري.
وأكدت المقاومة الإيرانية، أن نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران، يهدف إلى زيادة القيود على الإنترنت وحجب مواقع التواصل الاجتماعي مثل تلجرام، زعما منه بمنع تصعيد الانتفاضة وانتشار حالات النهوض والاحتجاج الشعبية التي تحدث كل يوم في أجزاء مختلفة من البلاد.
ختاما يبدو أن نظام المرشد علي خامنئي يعيش حالة خوف وقلق من ثورة قادمة، في ظل تدجني الاوضاع الاقتصادية وقمع الحريات، وارتفاع  معدل التظاهرات في البلاد والتي وصلت لنحو  5762 من الاحتجاجات، مما يعني أنه في المتوسط كان هناك 480 حركة احتجاجية في الشهر و 16 حركة احتجاجية في اليوم، وأغلب هذه التظاهرات يتم  نقلها عبر "التلجرام" مع التضيق نظام "آيات الله" علي وسائل الإعلام في إيران وغلق المعارضة له.
الأوضاع تشير إلي أن إيران مقبلة علي مرحلة ثورة، تهدد بقاء عرش خامنئي، وكل الأساليب التي يستخدمها النظام لمنع الثورة قد تكون هي جزء من اندلاع الثورة ضد النظام.

شارك