مع استمرار خروج المسلحين.. والجيش السوري يكتشف أنفاق بالغوطة الشرقية
الإثنين 02/أبريل/2018 - 10:52 م
طباعة
المسلحون يعقدون الأزمة السورية
بالتماشي مع خروج المسلحين من الغوطة الشرقة، عثر الجيش السوري على شبكات من الأنفاق، خلال تمشيطه القرى والبلدات في الغوطة الشرقية من مخلفات المسلحين، الذين أخرجوا مؤخرا منها، وكشفت وحدات من الجيش على مشفيين ميدانيين تحت الأرض يصل بينهما نفق يبلغ طوله أكثر من 400 متر ومجهز بوسائل الإضاءة في بلدة عربين، إلى جانب العثور على نفق ضخم في بلدة عين ترما في الغوطة الشرقية يمتد عدة كيلومترات ويتفرع إلى فرعين، يصل الأول بلدة عين ترما ببلدة زملكا شمالا بينما يمتد الآخر من عين ترما إلى جوبر غربا.
من جانبه أكد المركز الروسي لتنسيق المصالحة في سوريا خروج أكثر من 154 ألف شخص من غوطة دمشق الشرقية منذ بدء الهدنات الإنسانية في سوريا، وأوضح رئيس مركز المصالحة، اللواء يوري يفتوشينكو أنه منذ 28 فبراير الماضي غادر 30376 شخص مدينة دوما،. وإجمالا منذ بدء الهدنة الإنسانية، خرج 154286 شخص من منطقة الغوطة الشرقية بمساعدة مركز المساعدة الروسي".
أكد مواصلة خروج المسلحين مع أفراد عائلاتهم من دوما عبر ممر مخيم الوافدين لليوم الثاني على التوالي، وأنه تم نقلهم إلى بلدة قلعة المضيق بمحافظة إدلب، مشيرا إلى أنه على المسلحين عند خروجهم من دوما تقديم خرائط لحقول الألغام والأنفاق وتطهير المباني من الألغام وإزالة الحواجز بموجب مطالبات الجانب الروسي.
وتشير تقارير عن بدء خروج مقاتلي جيش الإسلام من دوما، آخر معاقل المعارضة في الغوطة الشرقية، وسط تساؤلات حول المكان الذى سيتم ترحيل هؤلاء المقاتلين.
الجيش السوري يتقدم
ونقلت مصادر سورية حكومية أن آخر جماعة معارضة في منطقة الغوطة الشرقية القريبة من دمشق بدأت الانسحاب اليوم بموجب اتفاق مع الحكومة، لكن مصدراً عسكرياً قال إن مجموعة من المقاتلين لا تزال ترفض القبول بالاتفاق مع الدولة، بعد أن ظلت جماعة جيش الإسلام تقاتل في مدينة دوما، إحدى مدن الغوطة الشرقية، في مواجهة هجوم عنيف تشنه القوات الحكومية المدعومة من روسيا، لكن الجماعة لم تؤكد التوصل لاتفاق مع الحكومة. وفي مؤشر على وجود انقسامات داخل الجماعة قال مصدر عسكري سوري إن بعض المقاتلين يرفضون الاتفاق وإن الجيش سيلجأ إلى القوة ما لم يقبلوا به. وتابع: "سيضطرون جميعا للقبول بالتسوية في النهاية".
وحتى الآن لم يصدر جيش الإسلام أي تعليق حول اتفاق الإجلاء إلى شمال سوريا، وسط معلومات تشير إلى أنه إذا تأكد التوصل إلى اتفاق فإن مغادرة جيش الإسلام لمدينة دوما تعني نهاية الصراع على الغوطة وسحق المعارضة في معقلها قرب دمشق وبالتالي تعزيز موقف الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب، وسيمثل ذلك أيضاً أكبر انتصار للأسد على المعارضة منذ استعادة السيطرة على شرق حلب عام 2016.
ونقلت ثماني حافلات تقل 448 شخصاً، وهم مقاتلون من المعارضة وأسرهم- غادرت دوما اليوم الإثنين في طريقها إلى شمال البلاد، حيث ينتظر انسحاب مقاتلي المعارضة إلى مناطق قريبة من الحدود التركية تسيطر عليها جماعات معارضة.
وتم تأكيد خروج 20 حافلة تقل 1065 إرهابياً من جيش الإسلام وعائلاتهم من دوما تمهيداً لنقلهم إلى جرابلس" الواقعة تحت سيطرة فصائل سورية موالية لانقرة في ريف حلب الشمالي الشرقي.
خروج المعارضة من الغوطة الشرقية
وأشارت تقارير حقوقية مقربة من المعارضة السورية المسلحة أن عشرات الحافلات كانت قد دخلت دوما في ساعة مبكرة من اليوم الإثنين، استعداداً لإجلاء مقاتلي المعارضة وأسرهم إلى مدينتي جرابلس والباب الواقعتين في شمال سوريا قرب الحدود التركية، وتقع المدينتان داخل قطاع من الحدود أقامت فيه تركيا منطقة عازلة يسيطر عليها جيشها ومقاتلون متحالفون معها من جماعات الجيش السوري الحر المناهض للأسد.
كانت الغوطة أكبر مركز حضري في ضواحي دمشق الشرقية تهيمن عليه المعارضة المسلحة وفقدت الحكومة السورية السيطرة عليها في المراحل المبكرة من الحرب السورية، وغادر آلاف المقاتلين وأسرهم ومدنيون آخرون بالفعل أنحاء أخرى من الغوطة الشرقية باتجاه إدلب، وهي منطقة أخرى تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا. كما فر عشرات الآلاف إلى ملاجئ في منطقة تسيطر عليها الحكومة قرب الغوطة.
وتسيطر الحكومة السورية حالياً على معظم سوريا غير أنه ربما يكون من الصعب عليه استعادة مزيد من الأراضي دون المخاطرة بصدام مع قوى أجنبية أخرى لديها قوات في سوريا، كما تسيطر قوات سوريا الديمقراطية على ثاني أكبر جزء من الأراضي السورية.
وتعد قوات سوريا الديمقراطية تحالف من فصائل مسلحة تشكل وحدات حماية الشعب الكردية، المدعومة من تحالف تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، رأس الحربة فيه، وأضفى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مزيداً من الغموض على آفاق الصراع في سوريا، عندما لمح الأسبوع الماضي إلى أن الولايات المتحدة ستغادر سوريا قريباً.
بينما عززت تركيا من وجودها غير الشرعى في شمال سوريا بالسيطرة على منطقة عفرين بشمال غرب البلاد بعد دحر وحدات حماية الشعب، بدعم من فصائل مسلحة سورية حليفة لتركيا، بالرغم من الانتقادات الدولية للتحرك التركى فى سوريا والعراق.