ليبيا: «الجيش الوطنى» يحارب الإرهابيين.. و«الإخوان» يقسِّمون البلاد

السبت 21/أبريل/2018 - 07:17 م
طباعة ليبيا: «الجيش الوطنى»
 
أصبحت ليبيا من أخطر البؤر التى تتركز بها الجماعات المسلحة فى المنطقة العربية، وذلك بسبب حالة الفوضى التى سيطرت عليها، بعد مقتل الرئيس الليبى السابق معمر القذافى، حيث تنتشر بها العشرات من الميليشيات المتقاتلة فيما بينها، كما يتراوح عدد حاملى السلاح ما بين ٢٠٠ و٢٥٠ ألفًا.
ويعد جنوب ليبيا المعقل الأخطر للإرهابيين، حيث يشهد حاليًا ظهور نقاط ترابط بين تنظيم «داعش» الإرهابى، ومجموعات كانت مرتبطة بتنظيم «القاعدة» الإرهابى، فى منطقة الساحل والصحراء، وتستطيع هذه المجموعات خوض حرب عصابات فى المدن وممارسة إرهاب كلاسيكى بل وربما حرب تقليدية.
خريطة الجماعات المسلحة
وتتركز فى العاصمة طرابلس ٨ ميليشيات مسلحة، أبرزها «درع ليبيا»، وهى تجمع لعدد من الكتائب التى شاركت فى الإطاحة بالقذافى، وتسيطر على مصراتة، وسرت، والجفرة، وبنى وليد، وترهونة، والخمس، ومسلاتة، وزليطن، وتصر قوات «درع ليبيا» على الحياد وعدم الانخراط فى الاشتباكات بين قوات «فجر ليبيا» الإخوانية وقوات المشير خليفة حفتر، ولها نفوذ كبير فى طرابلس، وتتهم بأنها وراء اختطاف رئيس الوزراء السابق على زيدان، وهى مقربة من الإسلاميين.
أما «كتائب الزنتان» فتتشكل من قبيلة جبلية فى منطقة الجبل الأخضر، وتقع فى الجنوب الغربى لطرابلس، وكانت لها سيطرة على المطار، وطرابلس الغربية بالكامل، وتوجهها وطنى وتحالفت مع الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، وساهمت فى تحرير طرابلس، وسيطرت على المطار، وقبضت على سيف الإسلام القذافى، وهى التى اقتحمت مقر البرلمان الليبى، وهناك من يتهمها بأنها تتبع لمحمود جبريل رغم نفى هذا الأخير، وسبق لها دعم رئيس الحكومة السابق على زيدان عند اختطافه، وهناك كذلك «كتيبة ثوار طرابلس»، والتى بدأت تفكك نفسها للاندماج فى الجيش الليبى.
وهناك أيضًا قوات «فجر ليبيا»، وهى ميليشيات من مصراتة ومدعومة من «الإخوان»، وكتائب إسلامية متحالفة معها، و«غرفة ثوار ليبيا»، و«قوة درع ليبيا الوسطى»، و«المعسكر ٢٧»، وكتائب من غريان، وكتائب من مصراتة وكتائب من زليتن، ومن قاعدة معيتيقة والزاوية ومسلاته، إضافة إلى الحرس الوطنى، بقيادة خالد الشريف، وسيطرت «فجر ليبيا»، أيضًا على مطار طرابلس الدولى، بعد نحو شهر من المعارك العنيفة مع «ميليشيات الزنتان» المدعومة من «حفتر».
أما الجماعات السلفية، فيقدر عددها بالآلاف، وتنتشر فى غرب طرابلس وضواحيها، والزاوية، ومصراتة، والخمس، وزليتن، وبعد سقوط القذافى حاولت الاندماج فى الحياة السياسية، وكونت حزب «الأصالة والتجديد» السلفى. 
وهناك أيضًا ميليشيات متفرقة، تكونت بالعاصمة، منها ميليشيا «النواصي» بقيادة عبدالرؤوف كارة، وتعد من أشرس الميليشيات، وتسيطر على قاعدة معيتيقة، وبعض السجون، وعلى منطقة سوق الجمعة بالكامل ومحيطها، وكذلك ميليشيا «صلاح البركي» وتتبع إداريًا لميليشا «غنيوة»، وهى تجمع لمجموعات ومزيج من الثوار السابقين واللاحقين والإسلاميين.
أما ميليشيا «بشير السعداوي»، فتسيطر على محيط الهضبة الشرقية، وجامعة طرابلس، وباب بن غشير.
ميليشيا بنى غازى
وفى بنغازى وشرق ليبيا، تتواجد ٩ ميليشيات رئيسية، بالإضافة إلى قوات حفتر «الجيش الوطني»، والتى استطاعت السيطرة على معظم مناطق بنى غازى وشرق ليبيا، بالتحالف مع إقليم برقة، الذى يهدف إلى الحصول على الفيدرالية للمناطق الشرقية من ليبيا، وتتركز القوات التابعة له فى حوض سرت وفى طبرق أقصى الشرق الليبى.
أما قوات «حفتر»، فيطلق عليها «الجيش الوطني»، وهى مكونة من ضباط فى الجيش، وثوار شاركوا فى الحرب ضد القذافى، ويقودهم الجنرال المتقاعد خليفة حفتر، وسيطرعلى بنغازى، ويهاجم طرابلس حاليًا، وانحازت له عدة قطاعات عسكرية فى الجيش الليبى خاصة من القوات الجوية، وانضم إليه «إقليم برقة»، وقوات الصاعقة فى بنغازى، وكتائب القعقاع، والصواعق فى الزنتان وطرابلس، وشكلوا تحالف عسكرى ضد الكتائب الإسلامية، سواء كانت محسوبة على الإخوان أو محسوبة على السلفية الجهادية.
ومن أبرز الميليشيات الموجودة بشرق ليبيا، «قوات الصاعقة»، وهى قوات خاصة انشقت عن نظام القذافى وانحازت للثورة، وتعدادها ٣ آلاف مقاتل، وكان يفترض أن تكون نواة الجيش الليبى الجديد، لكنها اصطدمت بالكتائب الإسلامية وخاصة تنظيم أنصار الشريعة، وحتى تلك التابعة لقيادة الأركان، وتدعم قوات خليفة حفتر رغم إعلانها الحياد.
وكذلك» اللواء ٣١٩»، ويسمى أيضا «كتيبة شهداء ١٧ فبراير»، وهى من الكتائب القوية التى شاركت فى الثورة الليبية، ومحسوبة على تنظيم الإخوان المسلمين، وانضمت إلى قيادة الأركان الجيش الليبى، ولكن شكليًا فقط، خاصة بعد رفضها الانسحاب من مقرها فى بنغازى بطلب من قيادة الأركان، مشترطة انسحاب كافة الكتائب المسلحة من المدن دون استثناء.
كتائب الصحراء
وتعد منطقة الصحراء الليبية الجنوبية، وأهم مدنها الكفرة فى الجنوب الشرقى، وسبها وغات فى الجنوب الغربى، من أخطر المناطق التى يسيطر عليها مجموعات قبلية مسلحة صغيرة، .
قادة «القاعدة»
وينتشر حاليًا فى ليبيا العشرات من قادة «القاعدة»، ومعهم المئات من أتباعهم، حيث كانوا يفرضون سطوتهم بقوة السلاح على المدن الليبية قبل عملية الكرامة بقيادة خليفة حفتر، ومن أبرزهم:
- مختار بلمختار، وكان قائدًا لكتيبة «المرابطون» فى مالى، وانتقل إلى ليبيا ليقود تنظيم القاعدة فيها، وهناك أنباء عن وجوده فى الصحراء الكبرى المترامية الأطراف ما بين الجنوب الليبى وموريتانيا.
- إسماعيل الصلابى، من بنغازى، أمير أكبر الكتائب فى المنطقة الشرقية المعروفة باسم «شهداء ١٧ فبراير» و«سرايا راف الله السحاتي» و«أنصار الشريعة»، بمنطقة الهوارى فى مدينة بنغازى، ولهم محل أدوات منزلية بالمدينة.
- عبدالحكيم بلحاج، وهو أمير الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة.

شارك