مع تنامي الإرهاب في القارة السمراء.. أمريكا توسع نفوذها في إفريقيا بإنشاء قاعدة عسكرية بالنيجر
الجمعة 27/أبريل/2018 - 12:17 م
طباعة
مع العمليات الدموية التي تقوم بها التنظيمات الإرهابية في دول إفريقيا الأن، ينشئ الجيش الأمريكي قاعدة عسكرية جديدة في أفريقيا، لتوسيع النفوذ الأمريكي في القارة السمراء، وستكون نقطة انطلاق لطائرات من دون طيار مسلحة، يمكنها ضرب أهداف في العديد من دول وسط وشمالي القارة الأفريقية، وفق تقرير إعلامي.
ووفق صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تم إنشاء قاعدة عسكرية أمريكية ضخمة بواسطة القوات الخاصة في وسط النيجر، لملاحقة وتصفية الإرهابيين في حرب جديدة على الإرهاب في القارة السمراء.
وفي أكتوبر الماضي، قُتل جنود عندما هاجم عشرات المسلحين بالأسلحة الآلية وقاذفات الصواريخ دوريتهم المشتركة قرب قرية تونجو تونجو على الحدود بين مالي والنيجر في 4 أكتوبر، وتبنت جماعة إرهابية على صلة بتنظيم داعش الإرهابي بالنيجر، مسؤوليتها عن الهجوم.
وفي مارس الماضي، نشر تنظيم "داعش" الإرهابي مقطع فيديو، تضمن نصبه كمينا، أسفر عن مقتل 4 جنود أمريكيين في النيجر.
ووقع هذا الكمين، خلال عودة وحدة مكونة من 12 جنديا من القوات الخاصة الأمريكية، و30 جنديا نيجريا في قرية بالقرب من الحدود مع مالي، للبحث عن أحد كبار عناصر تنظيم "داعش".
وطرحت تساؤلات حول دور الجيش الأمريكي في النيجر، خاصة وأن هناك 800 جندي أمريكي، موجودين لتدريب القوات المحلية ولتشغيل طائرات بدون طيار.
وأعدت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" تقريرا سريا، بأن قادة عسكريون أمريكيون خاضوا معارك خاسرة في النيجر، بسبب سوء تقدير وضعف تدريب، ما أودى بحياة 4 جنود في كمين نصبه مسلحون بالبلد الأفريقي، قبل نصف عام، وذكر أن التدريبات الضعيفة والمخاطر المفرطة، هي ما كبّد القوات الخاصة الأمريكية تلك الخسارة الفادحة في أرواح جنودها.
وقالت الصحيفة، في تقرير لها، إن القاعدة العسكرية تكلفت أكثر من 110 ملايين دولار، حيث سيتم استخدامها لطائرات الدرونز العسكرية من دون طيار، حيث سيتم استهداف الإرهابيين في غرب وشمال أفريقيا، وهي منطقة معظم الأمريكيين لا يعلمون أن بلادهم تشن حرباً على الإرهاب فيها.
وتقوم القوات الخاصة الأمريكية في تلك القاعدة بتدريب القوات في النيجر على سبل وتكتيكات مكافحة الإرهاب، إضافة إلى الطرق التي يمكنهم بها كسر أي كمائن قد يعدها الإرهابيون على غرار الكمين الذي أعده إرهابيون على حدود مالي الخريف الماضي الذي أدى إلى مقتل 4 جنود أمريكيين.
وترى الصحيفة أن المهام المتوازية التي تقوم بها القوات الأمريكية في أفريقيا الوسطى تعكس وجوداً أمريكيا مكثفا خارج ساحات القتال في كل من العراق وأفغانستان، حيث قامت مؤسسة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بزيادة عدد جنود القوات الخاصة لديها إلى الضعف، ليصل أكثر من 800 جندي من قوات "جرين باريتس" الخاصة، وذلك لتطهير جيوب تنظيمي القاعدة وداعش الموجودين في أفريقيا.
وأشار التقرير إلى أن بناء تلك القاعدة المخصصة لطائرات الدرونز العسكرية يعد فصلا جديدا في حرب الولايات المتحدة ضد الإرهاب، حيث إن الضربات الأمريكية ضد التنظيمات الإرهابية تضاعف في مناطق عديدة حول العالم مثل الصومال واليمن.
وكشف أن إحدى العمليات الناجحة التي قامت بها القوات الخاصة الأمريكية باستعمال الدرونز نتجت عن تصفية أحد القادة البارزين لتنظيم القاعدة في جنوب ليبيا، الأمر الذي يشير إلى توسع في عمليات رصد وتصفية الإرهابيين في القارة السمراء.
جنود من القوات الخاصة الأمريكية ينالون قسطاً من الراحة بعد يوم شاق بالقاعدة الأمريكية
وقامت حكومة النيجر بالموافقة على إقامة القاعدة التي تدعى "القاعدة الجوية 201" في 2014، وتم إتمامها في نوفمبر الماضي، حيث أعطت الحكومة المحلية الضوء الأخضر لاستعمال مجالها الجوي لإطلاق طائرات الدرونز من منطقة نيامي جنوب غربي النيجر، حيث يتوقع أن تستهدف مناطق وبؤرا يتمركز بها الإرهابيون في منطقة أغاديز في وسط النيجر.
وتستعمل طائرات درونز من طراز "إم كيو 9" التي تصنعها شركة جنرال أتوميكس الأمريكية فور انتهاء تجهيز المدرج الخاص بالقاعدة الجوية الأمريكية بالنيجر، وذلك لدعم أكثر من 4000 جندي أمريكي في جيبوتي، في مهمة هدفها دحر التنظيمات الإرهابية في أفريقيا.
وفي أعقاب الثورات العربية عام 2011، وخاصة سقوط ليبيا، استغلت الجماعات الإرهابية العمليات الكثيفة لتداول الأسلحة بين الفئات المختلفة في توفير إمدادات مستمرة من الأسلحة التي مكنتها من تنفيذ عمليات إرهابية ضخمة في كل من مالي ونيجريا وبوركينا فاسو، ذلك فضلاً عن ضعف الرقابة على الحدود الذي سمح لتلك الجماعات بالتنقل من بلد لآخر بمنتهى السهولة، يظهر ذلك جليًا في تقرير مركز «دراسات الإرهاب» بالولايات المتحدة الذي أكد ارتفاع نسبة الهجمات في منطقة الساحل وشمال أفريقيا خلال عام 2014 عن سابقتها بنسبة 25%.
وفي يوليو الماضي 2017، أصدرت الخارجية الأمريكية تقريرها السنوي حول تطورات ظاهرة الإرهاب في العالم خلال عام 2016.
وحظيت القارة الأفريقية بنصيب وافر في هذا التقرير الذي حاول استعراض حالة الإرهاب في القارة خلال عام 2016، والجهود التي بذلتها الولايات المتحدة لمساندة شركائها الأفارقة لمواجهة هذه الظاهرة، وكذلك الإجراءات والترتيبات التي تبنتها الدول الأفريقية للحد من التأثيرات المختلفة لظاهرة الإرهاب، حيث أشاد التقرير بالجهود التي بذلتها هذه الدول في هذا المجال.
وركز التقرير الأمريكي على تطور عمليات حركة "شباب المجاهدين" في شرق أفريقيا، وجماعة "بوكو حرام" في الساحل والغرب الأفريقى، باعتبارهما أخطر جماعتين إرهابيتين في القارة، حيث تبنت الجماعتان مجموعة من العمليات الإرهابية التي أودت بحياة المئات خلال عام 2016و2017، كان أبرزها استهداف حركة الشباب بعثة الاتحاد الأفريقي، ومسئولين أمنيين وموظفين في الحكومة الصومالية، بينما ركزت عمليات "بوكو حرام"على أهداف مدنية وعسكرية، وذلك في الوقت الذي ساندت فيه الولايات المتحدة شركاءها في شرق أفريقيا لبناء قدراتهم في مجال مكافحة الإرهاب من خلال تقديم المساعدة الاستشارية لبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال.