"اللاجئون فى ألمانيا" بين بيع وثائق الهوية.. وتحديات الاندماج

الأحد 29/أبريل/2018 - 07:39 م
طباعة اللاجئون فى ألمانيا
 
اللاجئون فى ألمانيا
تتواصل معاناة اللاجئين فى ألمانيا، ما بين عدم الاندماج السريع مع المجتمع الألمانى، وبين ظهرو عدد من الاشكاليات يوما بعد يوم تشير إلى تورط البعض منهم فى الانضمام لصفوف الجماعات الإرهابية، أو بيع وثائق السفر والإقامة الخاصة بهم على مواقع الانترنت، يأتى ذلك فى الوقت  أكدت فيه تقارير إلى تزايد عدد اللاجئين الذين التحقوا بدورات التدريب المهني في مختلف المجالات والمهن، وفقا لدراسة الوكالة الاتحادية للعمل في ألمانيا، وأنه وحتى نهاية شهر سبتمبر الماضي وصل عدد اللاجئين الذين أنهوا تدريبهم المهني إلى 27648 لاجئا، في حين كان عددهم قبل عام 15400، وأغلب هؤلاء اللاجئين سوريون وأفغان، فيما شهدت الجامعات الألمانية إقبالا ضعيفا للإناث بنسبة 25 بالمائة فقط من إجمالي عدد اللاجئين الذين التحقوا بالجامعات.
ونقلت عن اللاجئ السوري أمير وزير واحد من الذين نجحوا في الحصول على فرصة للتدريب المهني وتعلم مهنة الحلاقة، حيث قطع أمير دراسته بجامعة حلب في سنته الدراسية الثانية، ولجأ إلى ألمانيا عام 2015 واستقر في مدينة زالتسغيتر بولاية ساكسونيا السفلى. وفور استقراره بدأ بالبحث عن السبل التي تمكنه من الاندماج في المجتمع الجديد وبدء حياة جديدة في ألمانيا، إذ دأب على ممارسة النشاطات والرحلات الجماعية والالتحاق بدورات اللغة الألمانية. 
اللاجئون فى ألمانيا
واهتمت صحيفة "دي تسايت" الألمانية بهذه الإشكالية بقوله:  أنا لم أتخلَ عن طموحي في الالتحاق بالجامعة، لكن أريد أن أعتمد على نفسي ماديا، كما أجد أنَ التدريب والعمل طريق سريع لاتقان اللغة، أن مستواه اللغوي تحسَن كثيرا بعد التحاقه بالتدريب قبل 8 أشهر، لدرجة أن كثيرا من الألمان يظنون أنه ولد في ألمانيا، وهو ما يفتخر به كثيرا. كما أشار إلى أنه أخذ بنصيحة أصدقائه الألمان بتعلم مهنة جديدة، ولم يواجه أي صعوبة في إيجاد فرصة التدريب، ويقول "تحصَلت على القبول من أول طلب أرسلته".
من جانبه قال أندرياس أومه المدير التنفيذي لجمعية الحرفيين في غربي ألمانيا:  وظَف قطاع الحرف اليدوية عام 2017 في ولاية شمال الراين-ويستفاليا وحدها29282  متدربا، بزيادة قدرها 803 متدربا. وبحسب البيانات، فإنه من بين هؤلاء المتدربين تمَ إحصاء 1527 لاجئا، بزيادة قدرها ثلاثة أضعاف مقارنة بعام 2016.
 من ناحية أخري كشفت مجلة "شبيجل" الألمانية عن تحذير الشرطة الاتحادية من رواج الاتجار بوثائق اللجوء الألمانية عبر الإنترنت، والإشارة إلى  أن وثائق السفر الألمانية على وجه الخصوص تُعرض للبيع على وسائل التواصل الاجتماعي، وبحسب البيانات، فإن لاجئين سوريين على وجه الخصوص أبلغوا منذ نهاية عام 2016 في تركيا عن فقدان مزعوم لوثائقهم الأوروبية التي تثبت أنهم لاجئون، ووفقاً للتحقيق، فإنه من المرجح أنه تم تسليم هذه الوثائق لأطراف أخرى، مقابل المال في بعض الأحيان.
اللاجئون فى ألمانيا
وتمت الإشارة إلى تقارير وزارة الداخلية الألمانية والتى أكدت أن الشرطة الاتحادية رصدت العام الماضي 554 حالة تم فيها استخدام وثائق حقيقية للدخول إلى ألمانيا على نحو غير مصرح به، حيث يوجد  100 وثيقة من هذه الوثائق صادرة من ألمانيا، بينما صدرت 99 وثيقة من إيطاليا، و52 وثيقة من فرنسا، بالإضافة إلى وثائق من السويد واليونان وبلجيكا بأعداد أقل.
وفي إحدى المجموعات العربية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، والتي تحمل اسم "الهجرة العكسية من أوروبا إلى تركيا"، تم مؤخراً عرض جواز سفر نرويجي، ذلك إلى جانب بطاقة هوية ألمانية مع بطاقة صحية للبيع مقابل 1400 دولار. وبحسب البيانات، فإن مكان تسليم هذه الأوراق يكون في الغالب اليونان أو تركيا. وينشر بعض عارضي هذه الوثائق صورتهم المرفقة بالوثائق، حيث لن تفلح عملية الاحتيال بدون تشابه بين ملامح البائع والمشتري.

اللاجئون فى ألمانيا
ويري محللون أن أحد الأسباب الرئيسية لعودة لاجئين سوريين من أوروبا إلى تركيا أو سوريا هي القيود المفروضة على قواعد استقدام عائلات اللاجئين، ذلك إلى جانب شعور بعض اللاجئين بالإحباط من الظروف المعيشية وفرص كسب الرزق في ألمانيا، وأنه في حالات قليلة معلومة لدى المكتب الاتحادي للشرطة الجنائية، استغل أفراد مشتبه في صلتهم بالإرهاب أوراقاً ثبوتية ألمانية للاجئين في الدخول إلى ألمانيا.
وفى هذا الإطار حذر خبير الشؤون الداخلية في الحزب المسيحي الديمقراطي، أرمين شوستر، من الاستهانة بهذه الجرائم، وقال: "الأمر هنا في النهاية يدور حول تهريب بشر أو المساعدة في دخول البلاد على نحو غير شرعي عبر بائع وثائق الهوية، أو السفر غير الشرعي للبلاد أو إساءة استخدام الهوية لتسهيل الحصول على وضع إقامة أو إساءة استخدام المعونات الاجتماعية عبر مشتري الوثائق، معتبرا  أن هناك حالات احتيال أخرى تتم في هذا الإطار، وذلك في حال ادعى بائع الوثائق فقدانها وحصل بعد ذلك على وثائق بديلة لها.

شارك