التعليم الديني.. ورقة أردوغان لحكم المانيا
الثلاثاء 01/مايو/2018 - 04:50 م
طباعة
غزو تركي بالتعليم الديني للجاليات العربية والاسلامية في ألمانيا حيث كشفت تقارير عديدة عن وجود أكثر من 800 مدرسة تابعة للاتحاد الإسلامي التركي تقدم حصص تربية دينية إسلامية في ألمانيا، بالاضافة لاشرافه علي أكثر من 900 مسجد في عموم ألمانيا، وهو ما يشير إلي أن التعليم الديني والمساجد ورقة اردوغان لسيطرة الخفية على مسلمي ألمانيا بكل جنسياتهم وخاصة الاتراك.
و كشف استطلاع ألماني حديث أن نحو 55 ألف تلميذة وتلميذ يحضرون حصة تربية دينية إسلامية في ألمانيا. وجاء في الاستطلاع الذي أجرته الهيئة الإعلامية المعنية بتقديم معلومات عن الهجرة واللجوء والدمج في ألمانيا وشمل وزارات التعليم في الولايات الاتحادية الستة عشر، أن أكثر من 800 مدرسة تقدم هذه الحصص المدرسية.
وأوضح الاستطلاع زيادة عدد الفتيات والفتيان الذين يتلقون حصة التربية الدينية الإسلامية على ما كان عليه قبل عامين، حيث كان نحو 42 ألف طفل ومراهق يتلقون هذه الحصص.
ويتفاوت تأثير الروابط الإسلامية ذات الأغلبية السنية، على محتوى دروس التربية الإسلامية من ولاية إلى أخرى، فبينما تبقي ولايات مثل بافاريا وشلزفيج هولشتاين، هذه الروابط بعيدا عن الدروس، فإن ولاية برلين تنيط مسؤوليتها إلى رابطة "الاتحاد الإسلامي في برلين" وحدها، بينما تتعاون روابط دينية مع هيئات حكومية في كل من هيسن وسكسونيا السفلى.
وهناك تجارب نموذجية مع شركاء إسلاميين في ولايات شمال الراين فيستفاليا وبادن فورتمبرج وراينلاند بفالتس وزارلاند، فيما تعتمد ولايتا هامبورج وبريمن على دروس التربية الدينية المتعددة الطوائف لكل الطلاب من كل الاتجاهات الدينية، وتخلو الولايات الخمس مِكلنوبورج فوربومرن وبراندنبورج وسكسونيا وسكسونيا آنهالت وتورينجن الواقعة شرقي ألمانيا من عروض للطلاب المسلمين.
ويبدي مسلمون ليبراليون وساسة من التيار اليميني المحافظ ممن لهم تحفظات على الإسلام، اعتراضهم على أن يكون للروابط ذات الأغلبية المحافظة، مزيد من التأثير على دروس التربية الإسلامية.
ومن بين الحجج التي تساق في هذا الإطار، هو مخاطرة نشوء تأثير سياسي أجنبي على الطلاب، ولاسيما في الدروس التي يشارك فيها الاتحاد التركي الإسلامي (ديتيب) القريب من الحكومة التركية.
وعلى الرغم من خلو الخطط التدريسية من مثل هذه المحتويات السياسية، إلا أن أصحاب التحفظات يرون أن من غير المستبعد أن يتم طرحها من قبل مدرسين أثناء الدرس.
ويرى بعض علماء الدين الإسلامي مثل اسماعيل يافونتسكان من ولاية توبينجن أن دورس التربية الإسلامية في المدارس يمكن أن تكون وسيلة مضادة "للأمية الدينية"، وقال إن هذه الدروس يمكن أن تحمي الشباب من دعوات الاستقطاب من قبل المتطرفين.
"ديتيب" والسيطرة علي مسلمي أمانيا:
ويواجه الاتحاد الإسلامي التركي في ألمانيا "ديتيب"، انتقادات في ألمانيا بسبب قربه من الحكومة التركية، ويعتبره ناقدون اليد الطولى للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتأسس الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية المعروف اختصار بـ "ديتيب" بمدينة كولونيا عام 1984، وهو منظمة إسلامية غير حكومية في ألمانيا تابعة لهيئة الشؤون الدينية في تركيا، وهي من أكبر المنظمات الإسلامية في البلاد.
وتشير المنظمة في موقعها الرسمي إلى أنها تهدف إلى تطوير وتقديم الخدمات الدينية وتعزيز الحوار بين الأديان والثقافة والنهوض بالتعايش بين الناس من مختلف الأديان والثقافات، كما أنها تعمل على تنسيق الأنشطة الدينية والاجتماعية والثقافية للجمعيات المنضوية تحت لوائها في ألمانيا.
وتعمل ديتيب على تنسيق وتطوير جهود إدماج المسلمين في البلديات الألمانية، وتشجيع اكتساب المهاجرين اللغة الألمانية، ورعاية وتطوير المساجد وأماكن العبادة، فضلا عن النهوض بالرياضة والعمل الشبابي والأنشطة الموجهة لكبار السن.
تضم ديتيب في عضويتها 930 جمعية بعدما كان العدد لا يتعدى 135 جمعية فقط عند تأسيس المنظمة، والجمعيات المنضوية تحت لواء الاتحاد مستقلة عنها قانونيا وماليا، لكنها تشترك معها في الأهداف، ووفق استطلاعات رأي فإن المنظمة تمثل 70% من المسلمين المقيمين في ألمانيا.
كما يمثل اتحاد "ديتيب" أكثر من 900 مسجد في عموم ألمانيا ويعتبر امتدادا لوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في أنقرة، حيث يتم تعيين خطباء المساجد في تركيا قبل مجيئهم إلى المانيا.
اداة بيد لأردوغان
ووُجهت لاتحاد "ديتيب" انتقادات داخل ألمانيا بأنها أداة بيد الحكومة التركية وبتجسس بعض الأئمة التابعين لها على أعضاء جماعة رجل الدين التركي فتح الله جولن عقب الانقلاب الفاشل بتركيا في 2016، وهو الاتهام الذي ترفضه ديتيب جملة وتفصيلا.
ويُشتبه في أن عددا من أئمة الاتحاد الإسلامي التركي في ألمانيا "ديتيب" كانوا يتجسسون على معارضي أردوغان وينددون بهم بتعليمات من أنقرة.
وفي يناير 2017، أعلن جهاز المخابرات الداخلية الألمانية أنه يحقق في اتهامات بالتجسس ضد الاتحاد الإسلامي التركي المعروف، ويتهم الجهاز أئمة المساجد التابعة لـ "ديتيب" بتقديم معلومات عن معارضين للرئيس أردوغان للقنصليات التركية.
وحسب مصادر الهيئة فإن أئمة مساجد الاتحاد قدموا معلومات عن معارضين للرئيس التركي رجب طيب أردوغان للملحق الديني في القنصليات التركية في عدة مدن ألمانية منها كولونيا ودوسلدورف وميونيخ. وأكد متحدث باسم وزارة داخلية ولاية شمال الراين ـ فيستفاليا معلومات وردت في تقرير صحفي متطابق لصحيفة "كولنر شتات أنتسايغر".
وحسب الصحيفة فقد تم تقديم قوائم اسمية تحوي أسماء 28 شخصاً ومؤسسات، يُعتقد بصلتها بفتح الله غولن، الذي تتهمه السلطات التركية بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية الفاشلة منتصف يوليو الماضي. وتحوي القوائم أيضاً أسماء خمسة مدرسين من ولاية شمال الراين- فيستفاليا.
وجمدت الحكومة الاتحادية دعما ماليا بقيمة مليون يورو لثلاثة مشروعات اجتماعية تسهم فيها منظمة ديتيب، ومن بينها مشروعان لوقاية الشباب من التطرف والعنف وإغاثة اللاجئين، وجاء هذا التجميد بعد مداهمة الشرطة بولايتي شمال الراين وراينلاند بفالز في فبراير 2017 منازل أربعة أئمة من ديتيب ضمن تحقيقات تجريها النيابة العامة والشرطة الجنائية بشأن ضلوعهم في التجسس على أعضاء جماعة جولن.
وفي مارس 2017، طالب وزير الداخلية الألماني توماس ديميزير الاتحاد الإسلامي التركي للشؤون الدينية بالنأي بنفسه عن الحكومة التركية، كما جمّدت ولاية هيسن تعاونها مع الاتحاد في تدريس التربية الإسلامية بمدارس الولاية، وجمّدت حكومة سكسونيا السفلى مشروعا تشارك فيه ديتيب للاعتراف الرسمي بالإسلام بالولاية.
ونفت المنظمة ضلوعها أو ضلوع أحد فروعها في جمع أو نقل معلومات سرية لأي جهة، وقال الأمين العام للمنظمة بكير البوغا إن ديتيب محايدة سياسيا، وتأسست وفق مبادئ الدستور الألماني وتحترم قوانين البلاد.