مجددا.. الأزمة الليبية علي طاولة المباحثات المصرية
الثلاثاء 01/مايو/2018 - 06:12 م
طباعة
في ظل الدور الذي تلعبه القاهرة في الوساطة لحل الأزمة الليبية، والاجتماعات المتتالية لجمع الأطراف المتنازعة، تواصل مصر دورها في إيجاد حل لإنهاء الصراعات العالقة منذ الاطاحة بمعمر القذافي في 2011، حيث بدأ وفد من المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، اليوم الثلاثاء1 مايو 2018، زيارة رسمية إلى القاهرة، في إطار مساعٍ تهدف إلى حل القضايا في الأزمة الليبية وإنهاء حالة الانقسام.
واحتضنت القاهرة 6 اجتماعات بشأن الأزمة الليبية حتي الأن، بحضور المشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبي، وفايز السراج رئيس حكومة الوفاق الليبية، للتشاور حول النقاط الخلافية في الاتفاق السياسي الموقع في الصخيرات المغربية نهاية عام 2015.
وتهدف كافة المساعى التى تقوم بها مصر مع مختلف القوى السياسية الليبية إلى التوصل لصيغة عملية لاستئناف الحوار من أجل مناقشة القضايا المحددة المتوافق على أهمية تعديلها باتفاق الصخيرات، باعتباره المرجعية السياسية المتوافق عليها".
ومن المقرر أن يبحث الوفد الرسمي الليبي، سبل التوافق مع مجلس النواب الليبي والوصول إلى حل يرضي الطرفين وينهي النزاع القائم، إضافة إلى بحث اللقاء الذي جمع رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، برئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا خالد المشري في المغرب الأسبوع الماضي، والذي نتج عنه عدة اتفاقات.
ووفق صحيفة الوسط الليبية، نقلت عن عضو مجلس الدولة، صلاح ميتو، قوله إن الوفد سيعقد خلال زيارته اجتماعات مع مسؤولين مصريين لمتابعة تطورات الأزمة الليبية.
وتقول تقارير إعلامية إن هذه الاجتماعات ستناقش الملفات السياسية المتعلقة بحل الأزمة، منها تشكيل حكومة موحدة، وإنجاز القوانين العالقة بالبرلمان الخاصة بالانتخابات الرئاسية، وكذلك الوضع الاقتصادي في الدولة الليبية، وتوحيد المؤسسات السياسية والعسكرية، ومحاربة الإرهاب.
ويترأس وفد المجلس الأعلى للدولة الليبي، النائب الثاني لرئيس المجلس، فوزي العقاب، والتقى النائب الثاني لرئيس المجلس الأعلى للدولة في ليبيا، فوزي العقاب، الأربعاء الماضي، بالمبعوث الخاص للأمم المتحدة في ليبيا، غسان سلامة، بمقر البعثة بالعاصمة الليبية طرابلس، لبحث التطورات الأخيرة في ليبيا.
ويزور المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة، حاليًا القاهرة، حيث التقى وزير الخارجية المصري، سامح شكري، لبحث آخر تطورات الملف الليبي، ومنها لقاء صالح-المشري.
وعرض المبعوث الأممى خلال الزيارة نتائج اتصالاته ومشاوراته الأخيرة مع الأطراف المختلفة والجهود التى يبذلها من أجل تهدئة الأوضاع والمساعدة فى بناء التوافق الوطنى بالبلاد، بما فى ذلك الإعداد للانتخابات.
واستعرض وزير الخارجية المصري، الرؤية المصرية تجاه آخر التطورات السياسية والأمنية فى ليبيا، مؤكداً على أن مصر تبذل قصارى جهدها فى التواصل والحوار مع جميع الأطراف الليبية، كما أنها مستمرة بكل جدية فى استضافة اجتماعات دورية من أجل توحيد المؤسسة العسكرية الليبية بما يسهم فى تحقيق الاستقرار ويدعم من جهود مكافحة الإرهاب وتهريب السلاح والهجرة غير الشرعية.
وأكد فى هذا الصدد على دعم مصر للوساطة التى يقودها المبعوث الأممى بغية التوصل إلى حل سياسى شامل وتحقيق المصالحة الوطنية وتوحيد المؤسسات الوطنية الليبية، مع تأكيده على الموقف المصرى الثابت بضرورة أن يكون الحل النهائى للأزمة من صنع الليبيين أنفسهم، ونتاج للتوافق بين أبناء الشعب الليبى بجميع أطيافه.
وعقدت جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، اجتماعها الرابع بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أمس الإثنين، لمناقشة الوضع في ليبيا وتعزيز سبل التنسيق فيما بين جهودها لمساندة العملية السياسية وعملية الانتقال الديمقراطي في ليبيا.
وأضاف المبعوث الأممي، في مؤتمر صحفي عقب الاجتماع الرباعي حول ليبيا في القاهرة، أن البعثة تعمل -كذلك- على أن يكون هناك حضانة دولية مؤازرة لهذا العمل الداخلي، مشيرًا إلى أن اللجنة الرباعية التي اجتمعت في جامعة الدول العربية هي شكل متقدم من أشكال هذه الحضانة التاريخية للعملية السياسية في ليبيا.
واستعرضت المجموعة الرباعية الوضع السياسي والأمني في ليبيا منذ اجتماعها الأخير في نيويورك سبتمبر 2017، حيث أعربت عن تطلعها لإحراز المزيد من التقدم نحو ترسيخ الأمن في كافة أنحاء ليبيا وتجاوز الانسداد السياسي بين الأطراف للوصول إلى حل جامع ودائم وسلمي للوضع بقيادة ليبية.
وجددت المجموعة الرباعية التأكيد على التزامها بسيادة واستقلال ليبيا وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية، ودعمها للمجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً. كما اتفقت على الاستمرار في جهودها المتناسقة والتكاملية لدعم العملية السياسية الجامعة التي تسيّرها الأمم المتحدة وفق الإطار العام للاتفاق السياسي الليبي.
وقد نشرت "بوابة الحركات الإسلامية" في تقرير سابق لها، رؤية مصر لحل الأزمة الليبية، حيث قالت إنها لا تريد لحفتر السيطرة على السلطة بقوة الساح لكنها تريد المجيئ للسلطة بظهير مدني، ولعل تلك الخطوة هي نقطة الخلاف الوحيدة بين مصر والمشير حفتر الذي يستعجل السيطرة على السلطة في ليبيا.
وتقول القاهرة إنها ملتزمة بالقرارات الدولية يعدم تسليح الجيش الليبي، لكنها في الوقت نفسه تشكو من استمرار تدفق الدعم اللوجستي على التنظيمات الإرهابية من قبل دول لم تسمها لكن وسائل إعلام تقول إنها قطر وتركيا.
وتسعى مصر للوصول إلى توافق في الآراء المختلفة بين النخب الليبية، وتحاول أن تقف على مسافة واحدة من مختلف أطراف الصراع في ليبيا للوصول إلى صيغة ملائمة للمصالحة من خلال التنسيق مع عدة أطراف.
ويعتبر مراقبون أن توحيد المؤسسة العسكرية من شأنه أن يكون نقطة البداية لحل الأزمة الليبية، بإعتبارها الوحيدة القادرة على الوفاء بالمتطلبات الأمنية ومكافحة الإرهاب فى كل ربوع ليبيا،حيث يأمل الليبيون فى استعادة وطنهم من المتطرفين والميليشيات المسلحة والبدء فى إعادة إعمار ما دمرته سنوات الدم المؤلمة.
وتعيش ليبيا منذ سقوط معمر القذافي في 2011 حالة من الانقسام السياسي والتوتر العسكري، نتج عنها وجود حكومتين وبرلمانين وجيشين متنافسين في طرابلس غربا ومدينتي طبرق والبيضاء شرقا.