«التَّقِيَّة».. سر تخلي «قاعدة درنة» عن ثوب الجهاد
السبت 19/مايو/2018 - 04:43 م
طباعة
وسط إضاءة خافتة توزعت بحرص على جدار مزركش، أطل القاعدي الليبي، زعيم ما يُعرف بـ«مجلس شورى المجاهدين» عطية الشاعري، بحلّة مدنيّة اختار أن تكون ظهوره الإعلامي الأول، فالرجل الذي توارى عن الأعين باعتباره أحد رجالات «القاعدة» في ليبيا، خرج في أقل من خمس دقائق عبر إصدار بتاريخ الجمعة الماضي، وأعلن فيه حل كيانه المسلح المدعوم من «القاعدة»، «مجلس شورى المجاهدين»، تزامنًا مع العمليات العسكرية التي يشنّها الجيش الليبي منذ 7 مايو الحالي؛ لتطهير المدينة.
بالنظر إلى الرسالة التي عمد «الشاعري» إلى توصيلها عبر الإصدار، وأعلن عبرها استبدال كِيانه القديم بما سمَّاه «قوة حماية درنة»، يمكن الخروج بالسبب الذي دفع بجهادي قاعدي إلى زي مدني؛ إذ تلعب «القاعدة» اليوم في درنة -بحسب المحلل السياسي الليبي، فوزي الحداد- لعبة تسعى من خلالها لتوصيل تصور أنّ من يحملون السلاح في درنة مدنيون لا «جهاديون»، ومن ثَمّ تصبح عمليات تطهير درنة من الإرهابيين عمليات قصف لمدنيين.
وأوضح «الحداد» في تصريح خاص لـ«المرجع»، أن التنظيم الإرهابي يجتهد في تصدير هذه الصورة، مدعومًا من كيانات سياسية في المشهد من مصلحتها بقاء الوضع الليبي متأزمًا، وعلى رأسهم جماعة الإخوان، مفسرًا بذلك موقف الجماعة من رفض العمليات العسكرية التي يقيمها الجيش الليبي.
وأكد المحلل السياسي الليبي، أن ظهور «الشاعري» بزي مدني يخدم التوجّه الساعي لتشويه صورة العمليات، واصفًا التصرف بـ«التَّقِيَّة»، والتقية هي عقيدة عند المذهب الشيعي تبيح لأفراده الكذب؛ من أجل المصلحة.
اللافت أن «الشاعري» الذي فضّل الظهور كرجلٍ عصريٍّ منمقٍ، هو أخطر إرهابيي القاعدة في ليبيا، وعرف كأمير لكتيبة شهداء «أبوسليم» التابعة للقاعدة، التي دخلت في تحالف مع كيانات قاعدية أخرى، وشكلوا «مجلس شورى مجاهدي درنة» بزعامة «الشاعري».
ومثلت هذه الكتيبة خطرًا خاصًّا على مصر؛ إذ عمل فيها جهاديان مصريان، هما: «هشام عشماوي، وعمر رفاعي سرور» الهاربان في درنة، وأرسلا من خلالها متطرفين مُدرّبين؛ لتنفيذ عمليات في مصر، وتشكيل الخلايا الإرهابية.