اتهامات أمريكية لإيران بدعم «طالبان»
السبت 19/مايو/2018 - 04:59 م
طباعة
ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية «بنتاجون» اليوم الجمعة 18 مايو 2018، أنها لا تستبعد تورط إيران في الهجوم الكبير الذي ينفذه مسلحو طالبان في إقليم فراه غربي أفغانستان.
وحسب ما نقلت وكالة أنباء «خامة برس» الأفغانية أن دانا وايت المتحدثة باسم «بنتاجون»، صرحت قائلة: «لا أعتقد أنه يمكننا استبعاد التدخل الكبير لإيران في المنطقة، إيران تظل العنصر الأكثر زعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط، ولهذا لا يمكننا أن نستبعد تعمدهم للأذى».
وكانت حركة طالبان الإرهابية قد شنت هجومًا على مدينة فراه غربيّ أفغانستان في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء 15 مايو 2018، في محاولة ثالثة منذ 2017 للسيطرة على المدينة الحيوية، وقامت قوات الشرطة وتعزيزات من الجيش الأفغاني وقوات التحالف (الأمريكية) مع دعم من سلاحي الجو الأفغاني والأمريكي في صد هذا الهجوم واستعادة السيطرة الحكومية على المدينة، وحسب ما نشرت وكالة الأنباء الألمانية (D.B.A) بأن عدد القتلى يتراوح بين 35 و40 قتيلًا، بينهم عدد من أفراد الشرطة الأفغانية.
وعقب هذا الهجوم صرحت البنتاجون بأنها لا تستبعد ضلوع إيران في الهجوم الكبير الذي نفذه مسلحو طالبان على إقليم فراه غربي أفغانستان، وجاءت هذه الاتهامات نظرًا للتدخل الإيراني في المنطقة، ومحاولة لعب دور إقليمي كبير سواء في آسيا الوسطى أو غربها.
وعلى الصعيد الحكومي تشهد العلاقات الإيرانية الأفغانية علاقات جيدة، وتوطدت هذه العلاقات بعدما أصبح كريم خليلي (زعيم حزب الوحدة الإسلامي الشيعي والممثل لأقلية الهزارا) نائبًا للرئيس الأفغاني، إضافة إلى التحسن الملحوظ في العقد الأخير في علاقة طالبان أفغانستان بإيران، ومرجع هذا التحسن إلى نظرية العدو المشترك، فكان كل من الكيانين يتخذ من أمريكا عدوًا أساسيًّا، وبات هذا العداء بمثابة الأرضية المشتركة لإعادة بناء علاقات استراتيجية بين طالبان وإيران.
وعلى مدار التاريخ لم تشهد أفغانستان خلافات حادة بين السنة والشيعة، ورغم أن أفغانستان تاريخيًّا تُحكم عن طريق قبائل البشتون (التي خرجت منها طالبان)، فلم تتخوف إيران بعد رغبتها في تصدير الثورة الإيرانية والتشيع السياسي والديني، مع سيطرة طالبان، والتي تشكلت مع خبرة الجهاد الأفغاني ضد السوفييت.
وأدى التنافس بين داعش وطالبان إلى تقارب بين حركة طالبان والنظام الإيراني في الآونة الأخيرة، وذلك لموقفهما المشترك من داعش أو القوات الأمريكية الموجودة في أفغانستان، وما يحد من الصراعات المذهبية، خاصة لثقل قبائل البشتون في هذه المنطقة، والتي تنتمي لها حركة طالبان.
وتجدر الإشارة إلى أن الملا أختر محمد منصور (زعيم طالبان السابق) قتل أثناء عودته من إيران في مايو 2016، جراء غارة أمريكية استهدفته، ويرجح الباحث أن وجود الملا منصور في إيران إنما يشير إلى هذا التقارب الواقع بين طالبان والإيرانيين، خاصةً بعد ظهور تنظيم داعش هناك.
ويُعدُّ أهم الأسباب في تعاون أي نظام سياسي إقليمي مع حركة طالبان تحديدًا هو إدراك الأنظمة السياسية -سواء أمريكا، أو روسيا، أو الصين، أو إيران، أو باكستان، أو أي بلد آخر يرغب في لعب دور إقليمي في أفغانستان- بأنه لا تسوية حقيقية للأزمة في أفغانستان دون أن تكون حركة طالبان شريكًا أساسيًّا وضامنًا لتوقف العنف أيضًا، ومرجع هذه الحقيقة إلى أن قبائل البشتون تاريخيًّا تحكم هذه البلاد، وأن حركة طالبان أشبه بالذراع السياسية لهذه القبائل.