«الإرهاب الحوثي».. يُحمل الشعب اليمني ضريبة الحرب

الإثنين 11/يونيو/2018 - 10:37 ص
طباعة إسلام محمد
 
وَحْدَهُ الشعب اليمني هو من يدفع ثمن إرهاب الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران؛ ففي الساحل الغربي اليمني يتحمل السكان المحليون من دمائهم وأمنهم النتائج الكارثية لـ«الهلع الحوثي» الناتج من إدراك الحوثيين أن أيامهم باتت معدودة، فراحوا يشنون حملات اعتقال ضد الشباب الرافض للقتال في صفوفهم، كما فرضوا قانونًا يمكنهم من الاستيلاء على أموال المواطنين القاطنين في المناطق الخاضعة لسيطرتهم تحت ذريعة أداء فريضة الزكاة، وهي الأموال التي تخصص لدعم مسلحيهم.

واضطر عدد من الأهالي أمام هذا «الإرهاب الحوثي»؛ إلى النزوح من المناطق التي يقطنون فيها، خاصة بعد تدهور الأحوال المعيشية في ظل سيطرة الحوثيين، والذي وصل إلى حد نهب المتمردين للمساعدات الإنسانية وتوزيعها على أتباعهم ومناصريهم، كما أن الصيادين في المناطق الساحلية أصبحت حياتهم في خطر بعد زرع الميليشيات العديد من الألغام البحرية قرب السواحل، والخطر نفسه يلاحق حياة السكان المحليين بعد انتشار الألغام الأرضية في مناطق كثيرة لا يعرفها أحد سوى عناصر الميليشيات الحوثية.

ووجهت منظمة «سياج» لحماية الطفولة في بيان لها نداءً لإغاثة السكان الفارين من مناطق النزاع، مؤكدةً أن «النازحين من قرى الجاح والتحياتا والنخيلة والشجيرة والطائف بمحافظة الحديدة يعانون وضعًا إنسانيًّا وأمنيًّا بالغ السوء؛ بسبب الاستهداف الجوي والأرضي لهم قبل وأثناء النزوح من قراهم».

وأشار بيان «سياج» إلى أن «عشرات الأسر من الذين نزحوا إلى مركزي مديرتي بيت الفقية والدريهمي، يعانون وضعًا حرجًا بعد مقتل العديد منهم وإصابة آخرين وانعدام المساعدات الإنسانية لهم»، موضحًا أن هناك حاجة ماسة إلى «مخيمات إيواء وغذاء ومياه شرب لعشرات الأسر النازحة من تلك القرى».

وأعلن التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية مساء الجمعة الماضية التزامه بتسهيل عمل المنظمات الدولية في اليمن، معربًا عن قلقه من سحب اللجنة الدولية للصليب الأحمر 71 من موظفيها هناك لأسباب أمنية.

وتسعى دول التحالف العربي إلى تأمين الحاجات الإنسانية للسكان المحليين في مناطق الحرب؛ فعلى سبيل المثال يأوي مخيم «الخوخة» الذي أقامه الهلال الأحمر الإماراتي في محافظة الحديدة، أكثر من 4 آلاف عائلة نزحت من المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.

يذكر أن الوضع الإنساني ازداد تدهورًا بعد اقتراب قوات المقاومة المدعومة من التحالف العربي من ميناء الحديدة الذي تمر عبره معظم الواردات وإمدادات الإغاثة في اليمن، وذلك بعد رفض الحوثيين إدخال شحنات الإغاثة إلى البلاد واحتجازها في عرض البحر.

من جانبه أكد الباحث المتخصص في شؤون الحركات الشيعية، محمد عبادي، أن المدنيين اليمنيين يعيشون ظروفًا بالغة القسوة وسط المعارك إذ يتخذ عناصر الميليشيات الحوثية السكان دروعًا بشرية، ويشنون الهجمات بالقرب من المناطق السكنية ولا يبالون بما تجرَّه مغامراتهم الحربية من ويلات وكوارث على الأهالي.

وأضاف «عبادي» في تصريح خاص لـ«المرجع» أن ما يؤخر تقدم قوات المقاومة المدعومة من التحالف العربي حتى الآن رغم التفوق العسكري الكبير هو الخشية على مصير المدنيين القاطنين في مناطق الساحل الغربي.

شارك