وقود الصراعات الطائفية يغذى نار الإرهاب في سريلانكا
الأحد 24/يونيو/2018 - 12:52 م
طباعة
نهلة عبدالمنعم
تكافح «سريلانكا»، تلك الجزيرة الواقعة على أطراف المحيط الهندي بالجنوب الآسيوي، تلوث مناخها، بعقائد التطرف والإرهاب، وفي سبيل ذلك منعت السلطات السريلانكية، اليوم السبت، 14 شخصًا من دخول أراضيها على خلفية اتهامهم بالتورط بإقامة علاقات مع جماعات إرهابية.
وفي إطار الحفاظ على الأمن العام في الدولة، اعتمدت السلطات قانونًا جديدًا، نهاية 2017، لمكافحة تمويل الإرهاب ومراقبة الإجراءات الماليَّة، للحد من عمليات غسيل الأموال، بالإضافة إلى الإشراف على عمليات تداول النقد الأجنبي للسيطرة على عملية تدفق الأموال من وإلى البلاد.
فيما يفسر تصريح سابق لوزير الدفاع، جوتابايا راجاباكسه، عن مخاوف الدولة من إمكانية استغلال الصراع القائم بين الحكومة وطائفة التاميل، من قبل متطرفي الراديكالية الإسلاميَّة، حرص السلطات على محاربة الإرهاب، إذ كشف «جوتابايا» عن تدفق عناصر تنتمي للفكر الراديكالي إلى داخل أراضي الدولة، ما يرجح احتمالية استخدامهم لتأجيج مزيد من الصراعات الطائفية في المنطقة ذات الأغلبية البوذية، وهو ما لاتحتمله الدولة بعد سنوات من كفاحها نحو الاستقرار.
الصراع الطائفي
ويعزز الصراع العقائدي والطائفي في البلاد، من مخاوف الحكومة تجاه زيادة وتيرة العنف والعمليات الإرهابيَّة، إذ قامت جماعة من البوذيين السنهاليين(مجموعة عرقية تعود إلى أصول هندو أوروبية، وتمثل الأغلبية الدينية في البلاد، حيث يمثلون نحو 75% من مجموع السكان) في 2014، بقتل أربعة مسلمين، وإصابة وتشريد العشرات، بعد هجمات متفرقة على المنازل والمحلات ودور العبادة في مناطق بيروالا، ودارجاتاون في كالوتارا.
وفي مارس 2018، فرضت السلطات السيرلانكية حالة الطوارئ لمدة عشرة أيام على إثر زيادة عمليات العنف الطائفي بين البوذيين والمسلمين خاصة وسط البلاد، حيث تفاقمت الأحداث بعد قيام عناصر من السنهالية البوذية، بحرق مبنى عثر بين أنقاضه على جثمان شخص مسلم، كما شن المسلمون هجومًا مضادًا على الطائفة نفسها، ما أدى إلى مقتل بوذي متأثرًا بجراحه.
وفي ضوء ذلك الصراع القائم في البلاد شنت أجهزة الأمن حملات واسعة لاعتقال مثيري الشغب والفتن، كما حجبت خدمات الإنترنت لعدم استخدامه في سكب مزيدٍ من النار على الحرب الدائرة، وبالتالي تقود حالة الشحن العاطفي والصراعات الدمويَّة، بين الطائفتين لاحتمالية دخول تيارات الإسلام الراديكالي على خط الصراع بحجة حماية المسلمين، وهو ما أشار إليه وزير الدفاع، كما أن تنظيم «داعش» سبق وروج لاستغلال قضية مسلمي الروهينجا في «ميانمار»، في محاولة لإيجاد موطئ قدم له بديلًا عن أماكن دحره في سوريا والعراق.
نمور التاميل
وتلقى جماعة «نمور التاميل» بظلالها على جذب مزيدٍ من التطرف نحو سريلانكا، تلك الجماعة التي أعلنتها الولايات المتحدة في 1997 إرهابية، ومع غرار محاولات الجماعات الراديكالية لمد نفوذها في المناطق التي تشهد نعرات انفصاليَّة، مثل محاولات الإخوان لضخ تمويلات للسيطرة على مساجد كتالونيا، التي تتمنى الاستقلال عن إسبانيا، يتخوف المجتمع والحكومة الرسميَّة للبلاد من مد إرهابي جديد.
ودخلت «نمور التاميل» في صراع طويل مع الحكومة المركزيَّة في العاصمة «كولومبو» منذ 1983 للانفصال وتأسيس دولة مستقلة يطلقون عليها دولة «إيلام التاميليَّة»، تشمل شمال وشرق الجزيرة، التي تشهد حضورًا طاغيًا لعرق السنهاليَّة البوذيَّة.
فيما تعد «نمور التاميل» من أشهر الحركات الإرهابيَّة، التي تمارس تطرفًا من نوع آخر، فهي حركة سياسيَّة تكمن خطورتها في امتلاكها سلاحًا جويًا، وقاعدة طيران تخول لها تهديد من تشاء وفق ما تشاء، وهو ما يفسر مقتل نحو 70 ألف شخص نتيجة هجماتها منذ أن أعلن عن تأسيسها.
كما أن تلك الحركة أشعلت حربًا أهلية في البلاد استمرت زهاء 26 عامًا، قبل أن تتمكن القوات النظامية من هزيمتها في 2009، ونتيجة لتلك الحرب اغتالت «نمور التاميل» رئيس الوزراء الهندي الأسبق، «راجيف غاندي»، عقابًا على مساعدته الحكومة السريلانكية ضدها، عن طريق حزام ناسف اتشحت به سيدة أثناء إحدى الوقائع الانتخابية بمنطقة سريبرومبودا بالقرب من مدينة «مدراس» في الهند، 21 مايو 1991.
وتعتمد الحركة في تكوينها الهيكلي على ثلاثة مرتكزات رئيسية أهمها وأعنفها هو الجناح العسكري، الذي يمتلك قوة جوية وبحرية ينفذ من خلالهما هجماته، بالإضافة إلى هيئة متخصصة في جمع الأموال والتنظيم السياسي والمخابراتي، ويتزعم الجماعة الإرهابية «فيلوبيلاى برابهاكاران».
وفي إطار الحفاظ على الأمن العام في الدولة، اعتمدت السلطات قانونًا جديدًا، نهاية 2017، لمكافحة تمويل الإرهاب ومراقبة الإجراءات الماليَّة، للحد من عمليات غسيل الأموال، بالإضافة إلى الإشراف على عمليات تداول النقد الأجنبي للسيطرة على عملية تدفق الأموال من وإلى البلاد.
فيما يفسر تصريح سابق لوزير الدفاع، جوتابايا راجاباكسه، عن مخاوف الدولة من إمكانية استغلال الصراع القائم بين الحكومة وطائفة التاميل، من قبل متطرفي الراديكالية الإسلاميَّة، حرص السلطات على محاربة الإرهاب، إذ كشف «جوتابايا» عن تدفق عناصر تنتمي للفكر الراديكالي إلى داخل أراضي الدولة، ما يرجح احتمالية استخدامهم لتأجيج مزيد من الصراعات الطائفية في المنطقة ذات الأغلبية البوذية، وهو ما لاتحتمله الدولة بعد سنوات من كفاحها نحو الاستقرار.
الصراع الطائفي
ويعزز الصراع العقائدي والطائفي في البلاد، من مخاوف الحكومة تجاه زيادة وتيرة العنف والعمليات الإرهابيَّة، إذ قامت جماعة من البوذيين السنهاليين(مجموعة عرقية تعود إلى أصول هندو أوروبية، وتمثل الأغلبية الدينية في البلاد، حيث يمثلون نحو 75% من مجموع السكان) في 2014، بقتل أربعة مسلمين، وإصابة وتشريد العشرات، بعد هجمات متفرقة على المنازل والمحلات ودور العبادة في مناطق بيروالا، ودارجاتاون في كالوتارا.
وفي مارس 2018، فرضت السلطات السيرلانكية حالة الطوارئ لمدة عشرة أيام على إثر زيادة عمليات العنف الطائفي بين البوذيين والمسلمين خاصة وسط البلاد، حيث تفاقمت الأحداث بعد قيام عناصر من السنهالية البوذية، بحرق مبنى عثر بين أنقاضه على جثمان شخص مسلم، كما شن المسلمون هجومًا مضادًا على الطائفة نفسها، ما أدى إلى مقتل بوذي متأثرًا بجراحه.
وفي ضوء ذلك الصراع القائم في البلاد شنت أجهزة الأمن حملات واسعة لاعتقال مثيري الشغب والفتن، كما حجبت خدمات الإنترنت لعدم استخدامه في سكب مزيدٍ من النار على الحرب الدائرة، وبالتالي تقود حالة الشحن العاطفي والصراعات الدمويَّة، بين الطائفتين لاحتمالية دخول تيارات الإسلام الراديكالي على خط الصراع بحجة حماية المسلمين، وهو ما أشار إليه وزير الدفاع، كما أن تنظيم «داعش» سبق وروج لاستغلال قضية مسلمي الروهينجا في «ميانمار»، في محاولة لإيجاد موطئ قدم له بديلًا عن أماكن دحره في سوريا والعراق.
نمور التاميل
وتلقى جماعة «نمور التاميل» بظلالها على جذب مزيدٍ من التطرف نحو سريلانكا، تلك الجماعة التي أعلنتها الولايات المتحدة في 1997 إرهابية، ومع غرار محاولات الجماعات الراديكالية لمد نفوذها في المناطق التي تشهد نعرات انفصاليَّة، مثل محاولات الإخوان لضخ تمويلات للسيطرة على مساجد كتالونيا، التي تتمنى الاستقلال عن إسبانيا، يتخوف المجتمع والحكومة الرسميَّة للبلاد من مد إرهابي جديد.
ودخلت «نمور التاميل» في صراع طويل مع الحكومة المركزيَّة في العاصمة «كولومبو» منذ 1983 للانفصال وتأسيس دولة مستقلة يطلقون عليها دولة «إيلام التاميليَّة»، تشمل شمال وشرق الجزيرة، التي تشهد حضورًا طاغيًا لعرق السنهاليَّة البوذيَّة.
فيما تعد «نمور التاميل» من أشهر الحركات الإرهابيَّة، التي تمارس تطرفًا من نوع آخر، فهي حركة سياسيَّة تكمن خطورتها في امتلاكها سلاحًا جويًا، وقاعدة طيران تخول لها تهديد من تشاء وفق ما تشاء، وهو ما يفسر مقتل نحو 70 ألف شخص نتيجة هجماتها منذ أن أعلن عن تأسيسها.
كما أن تلك الحركة أشعلت حربًا أهلية في البلاد استمرت زهاء 26 عامًا، قبل أن تتمكن القوات النظامية من هزيمتها في 2009، ونتيجة لتلك الحرب اغتالت «نمور التاميل» رئيس الوزراء الهندي الأسبق، «راجيف غاندي»، عقابًا على مساعدته الحكومة السريلانكية ضدها، عن طريق حزام ناسف اتشحت به سيدة أثناء إحدى الوقائع الانتخابية بمنطقة سريبرومبودا بالقرب من مدينة «مدراس» في الهند، 21 مايو 1991.
وتعتمد الحركة في تكوينها الهيكلي على ثلاثة مرتكزات رئيسية أهمها وأعنفها هو الجناح العسكري، الذي يمتلك قوة جوية وبحرية ينفذ من خلالهما هجماته، بالإضافة إلى هيئة متخصصة في جمع الأموال والتنظيم السياسي والمخابراتي، ويتزعم الجماعة الإرهابية «فيلوبيلاى برابهاكاران».