إرهابيون يدعمون «أردوغان».. وعليه تسديد الفاتورة حال فوزه
الأحد 24/يونيو/2018 - 12:54 م
طباعة
نورا البنداري
تنتظر تركيا أهم حدث سياسي تشهده البلاد؛ حيث تعد الانتخابات البرلمانية، والرئاسية المبكرة المرتقبة، والتي ستُجرى في 24 يونيو 2018، هي الحدث الأبرز والأهم لرسم ملامح السياسة التركية (الداخلية والخارجية) خلال الفترة المقبلة.
وتحديدًا ستكون الانتخابات الرئاسية التركية أكثر الاختبارات أهمية لـ«رجب طيب أردوغان» في مسيرته السياسية، خاصة إذا استطاع أردوغان -الذي قاد تركيا منذ عام 2003 كرئيس للوزراء ثم رئيسًا منذ عام 2014- أن يحسم هذه الانتخابات لصالحه؛ لأن هذا يعني استمراره في الهيمنة على مفاصل الدولة التركية إلى ما بعد عام 2028، والذي سيؤثر هذا بالطبع على تعامل تركيا مع العديد من قضايا المنطقة.
في إطار ذلك؛ مازالت قضية الدعم التركي للإرهاب وتنظيماته وكياناته المشبوهة في المنطقة العربية، تُلقي بظلالها على المشهد السياسي التركي بشكل عام؛ إذ هي القضية الأبرز والأخطر، فإذا فاز أردوغان وحزبه في هذه الانتخابات، فعلى العالم أن ينتظر المزيد من العمليات الإرهابية، وأن يستعد لجولة أخرى من معركته ضد الإرهاب وتحمل فاتورة فوز أردوغان المعروف بتدخله في بعض الدول؛ خاصة العربية والإسلامية منها، لإثبات أنه زعيم الأمة الإسلامية وتحقيق أهدافه السياسيَّة، محاولًا السيطرة على المنطقة؛ لذلك فهو يُقدم الدعم لجماعات الإسلام السياسي والتنظيمات الإرهابية، ومنها على وجه الخصوص «جماعة الإخوان»، التي تُعد الجماعة الأكثر دعمًا للرئيس التركي، وتنظيم «داعش» الإرهابي، وهذا الدعم يوضح بشكل لا جدال فيه أبعاد العلاقة بين أردوغان وهذه الجماعات، ويكشف أيضًا أسباب انتشار الإرهاب في المنطقة.
دعم إخواني وقطري
دشَّنت جماعة الإخوان خلال الفترة الماضية -عبر منصاتها الإعلامية المختلفة- حملات إعلامية ودعائية لدعم الرئيس التركي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، هذا إضافة إلى إبرام اتفاق بين حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان والهيئة الإدارية لجماعة الإخوان المصريين في تركيا التي يتزعمها مدحت الحداد، ينص على حشد القيادات الإخوانية وعناصر الجماعة لأنصار أردوغان وللشعب التركي لدعم ومساندة الرئيس التركي في مؤتمراتها الجماهيرية التي أقيمت قبيل انطلاق ماراثون الانتخابات الرئاسية.
إضافة لذلك؛ قدمت قطر (الدولة التي تدعم وتمول التنظيمات الإرهابية في عديد من دول المنطقة)؛ دعمًا لحملات أردوغان الانتخابية من خلال منصاتها الإعلامية، وذلك لاستمرار دعم النظام التركي لها، خاصةً بعد قطع كلٍّ من (مصر، والسعودية، والبحرين، والإمارات) في يونيو 2017 لعلاقتها الدبلوماسية مع قطر؛ بسبب تدخلها في شؤون هذه الدول ودعمها للجماعات الإرهابية التي تُهدد أمن واستقرار الدول العربية.
وأشار الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية «طارق البشبيشي»، إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية، تدرك تمامًا خطورة انهيار نظام أردوغان؛ لذا فهي تستخدم كل ألاعيبهم الخبيثة؛ لكي تفتن معسكر خصوم الرئيس التركي، بما فيه الإسلاميون، وهذا من خلال استخدام الشعارات الدينية لدغدغة مشاعر المعارضة الإسلامية، التي يتزعمها فتح الله جولن؛ حتى يصوتوا لأردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة، إضافةً إلى أنه من أحد مهام الإخوان في تركيا استقطاب من كانوا يتهمونهم بمحاولة الانقلاب المزعومة ضد أردوغان، لكي يحافظوا على النظام الذي يحتضنهم، ويوفر لهم كل أشكال الدعم والملاذ الآمن.
أردوغان كنز استراتيجي للإرهابيين
إذا استطاع أردوغان أن يحسم سباق الانتخابات الرئاسية لصالحه، فسيتوجب عليه تسديد فاتورة نجاحه لكل من قدَّم الدعم ووقف بجانبه، ومن سانده للسيطرة والهيمنة على مقاليد السلطة في تركيا، وهذا متمثل -كما تمت الإشارة سابقًا- في الجماعات والدول الراعية للإرهاب، ولكن يجب العلم بأن الرئيس التركي سيقدم لهم المزيد من الدعم لتحقيق أهدافه في المقام الأول والأخير، وليس لأي شيء آخر، فمن المعروف أن أردوغان هو من قدم سابقًا لجماعة الإخوان وقيادتها خاصة بعد سقوطهم في مصر في يوليو 2013، وبعد أن قامت دول عدة عربية يأتي على رأسها كل من الإمارات والسعودية، باعتبار هذه الجماعة تنظيمًا إرهابيًّا.
ومن ثم، فإن فوز أردوغان في هذه الانتخابات سيؤثر بشكل كبير على الدعم المقدم للإخوان والتنظيمات الإرهابيَّة الأخرى، وتتمثل أشكال هذا الدعم في زيادة توفير الملاذ الآمن للقيادات الإخوانيَّة الموجودة في تركيا، بل ومساندتهم على استمرار بث قنواتهم الإعلامية لسياساتها التحريضية ضد مصر والدول العربية، إضافة إلى قيام التنظيم الإرهابي بالتوغل والانتشار أكثر في تركيا، من خلال زيادة استثماراته في أنقرة للحصول على الأموال التي تُعدُّ العامل الأساسي للتنظيمات الإرهابية لبثِّ سمومها في دول المنطقة.
سيواصل الرئيس التركي حال فوزه تقديم الدعم للتنظيمات الإرهابية الموجودة في سوريا، الدولة التي يتنافس عليها العديد من القوى الإقليمية والدولية، محاولين الحصول على ما تبقى من الدولة السورية، فدعم أردوغان للتنظيمات الإرهابية في سوريا، خاصة «داعش» و«جبهة النصرة» يسهل له مواجهة وحدات حماية الشعب الكردية التي تسعى لإنشاء كيان كردي في شمال سوريا؛ لأن هذا الكيان سيؤدي إلى تشجيع كرد جنوب تركيا على التمرد ضد الدولة التركية والتفكير في إقامة دولة لهم، وهذا ما لا يريده الرئيس التركي، كما أن فوز أردوغان وحزبه في الانتخابات سيترتب عليه الهيمنة على مؤسسات الدولة وعلى رأسها المؤسسة العسكرية، ومن ثم زيادة تقدم الأسلحة والذخيرة لتسليح التنظيمات الإرهابية بالمنطقة، وفوزه أيضًا يعني استمرار جعل تركيا المحطة الرئيسية لتجنيد الدواعش الجدد المهاجرين من كلِّ بقاع العالم الأجنبي والعربي، الذين يتم نقلهم عبر الحدود التركية إلى شمال العراق وسوريا.
وفي مصر، ستواصل تركيا إذا فاز أردوغان في الانتخابات؛ دعمها للعناصر الإرهابية الموجودة في سيناء، يأتي هذا في ظلِّ الخسائر التي لحقت بهذه العناصر في إطار العملية الشاملة سيناء 2018، التي أطلقتها الدولة المصرية للتصدي للعناصر التكفيرية، كما أن الخسائر التي يتعرض لها داعش بسوريا والعراق، وأدت لانحسار نفوذه، جعلت أنقرة تلجأ اليوم إلى توفير ملاذ آمن لعناصره المسلحة، فأردوغان أكد في وقت سابق أن المقاتلين في سوريا سيتم نقلهم إلى مصر لاستخدامهم هناك في صحراء سيناء، ويوضح هذا أن أنقرة تسعى لتحويل بعض المناطق في ليبيا وسيناء بمصر إلى ثكنات عسكرية بديلة لمسلحي داعش، لحرصها على حماية أذرعها الإرهابية بالمنطقة لخدمة مصالحها السياسية.
ولهذا فإن أكثر ما تخشاه التنظيمات الإرهابية هو عدم تمكن الرئيس التركي من الفوز في الانتخابات الرئاسية؛ لأن خسارة أردوغان ستترتب عليها نتائج كارثية بالنسبة للجماعات الإرهابية التي تعول بشكل كبير على النظام التركي لتوفيره الدعم لها.
وتحديدًا ستكون الانتخابات الرئاسية التركية أكثر الاختبارات أهمية لـ«رجب طيب أردوغان» في مسيرته السياسية، خاصة إذا استطاع أردوغان -الذي قاد تركيا منذ عام 2003 كرئيس للوزراء ثم رئيسًا منذ عام 2014- أن يحسم هذه الانتخابات لصالحه؛ لأن هذا يعني استمراره في الهيمنة على مفاصل الدولة التركية إلى ما بعد عام 2028، والذي سيؤثر هذا بالطبع على تعامل تركيا مع العديد من قضايا المنطقة.
في إطار ذلك؛ مازالت قضية الدعم التركي للإرهاب وتنظيماته وكياناته المشبوهة في المنطقة العربية، تُلقي بظلالها على المشهد السياسي التركي بشكل عام؛ إذ هي القضية الأبرز والأخطر، فإذا فاز أردوغان وحزبه في هذه الانتخابات، فعلى العالم أن ينتظر المزيد من العمليات الإرهابية، وأن يستعد لجولة أخرى من معركته ضد الإرهاب وتحمل فاتورة فوز أردوغان المعروف بتدخله في بعض الدول؛ خاصة العربية والإسلامية منها، لإثبات أنه زعيم الأمة الإسلامية وتحقيق أهدافه السياسيَّة، محاولًا السيطرة على المنطقة؛ لذلك فهو يُقدم الدعم لجماعات الإسلام السياسي والتنظيمات الإرهابية، ومنها على وجه الخصوص «جماعة الإخوان»، التي تُعد الجماعة الأكثر دعمًا للرئيس التركي، وتنظيم «داعش» الإرهابي، وهذا الدعم يوضح بشكل لا جدال فيه أبعاد العلاقة بين أردوغان وهذه الجماعات، ويكشف أيضًا أسباب انتشار الإرهاب في المنطقة.
دعم إخواني وقطري
دشَّنت جماعة الإخوان خلال الفترة الماضية -عبر منصاتها الإعلامية المختلفة- حملات إعلامية ودعائية لدعم الرئيس التركي في الانتخابات الرئاسية المقبلة، هذا إضافة إلى إبرام اتفاق بين حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان والهيئة الإدارية لجماعة الإخوان المصريين في تركيا التي يتزعمها مدحت الحداد، ينص على حشد القيادات الإخوانية وعناصر الجماعة لأنصار أردوغان وللشعب التركي لدعم ومساندة الرئيس التركي في مؤتمراتها الجماهيرية التي أقيمت قبيل انطلاق ماراثون الانتخابات الرئاسية.
إضافة لذلك؛ قدمت قطر (الدولة التي تدعم وتمول التنظيمات الإرهابية في عديد من دول المنطقة)؛ دعمًا لحملات أردوغان الانتخابية من خلال منصاتها الإعلامية، وذلك لاستمرار دعم النظام التركي لها، خاصةً بعد قطع كلٍّ من (مصر، والسعودية، والبحرين، والإمارات) في يونيو 2017 لعلاقتها الدبلوماسية مع قطر؛ بسبب تدخلها في شؤون هذه الدول ودعمها للجماعات الإرهابية التي تُهدد أمن واستقرار الدول العربية.
وأشار الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية «طارق البشبيشي»، إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية، تدرك تمامًا خطورة انهيار نظام أردوغان؛ لذا فهي تستخدم كل ألاعيبهم الخبيثة؛ لكي تفتن معسكر خصوم الرئيس التركي، بما فيه الإسلاميون، وهذا من خلال استخدام الشعارات الدينية لدغدغة مشاعر المعارضة الإسلامية، التي يتزعمها فتح الله جولن؛ حتى يصوتوا لأردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة، إضافةً إلى أنه من أحد مهام الإخوان في تركيا استقطاب من كانوا يتهمونهم بمحاولة الانقلاب المزعومة ضد أردوغان، لكي يحافظوا على النظام الذي يحتضنهم، ويوفر لهم كل أشكال الدعم والملاذ الآمن.
أردوغان كنز استراتيجي للإرهابيين
إذا استطاع أردوغان أن يحسم سباق الانتخابات الرئاسية لصالحه، فسيتوجب عليه تسديد فاتورة نجاحه لكل من قدَّم الدعم ووقف بجانبه، ومن سانده للسيطرة والهيمنة على مقاليد السلطة في تركيا، وهذا متمثل -كما تمت الإشارة سابقًا- في الجماعات والدول الراعية للإرهاب، ولكن يجب العلم بأن الرئيس التركي سيقدم لهم المزيد من الدعم لتحقيق أهدافه في المقام الأول والأخير، وليس لأي شيء آخر، فمن المعروف أن أردوغان هو من قدم سابقًا لجماعة الإخوان وقيادتها خاصة بعد سقوطهم في مصر في يوليو 2013، وبعد أن قامت دول عدة عربية يأتي على رأسها كل من الإمارات والسعودية، باعتبار هذه الجماعة تنظيمًا إرهابيًّا.
ومن ثم، فإن فوز أردوغان في هذه الانتخابات سيؤثر بشكل كبير على الدعم المقدم للإخوان والتنظيمات الإرهابيَّة الأخرى، وتتمثل أشكال هذا الدعم في زيادة توفير الملاذ الآمن للقيادات الإخوانيَّة الموجودة في تركيا، بل ومساندتهم على استمرار بث قنواتهم الإعلامية لسياساتها التحريضية ضد مصر والدول العربية، إضافة إلى قيام التنظيم الإرهابي بالتوغل والانتشار أكثر في تركيا، من خلال زيادة استثماراته في أنقرة للحصول على الأموال التي تُعدُّ العامل الأساسي للتنظيمات الإرهابية لبثِّ سمومها في دول المنطقة.
سيواصل الرئيس التركي حال فوزه تقديم الدعم للتنظيمات الإرهابية الموجودة في سوريا، الدولة التي يتنافس عليها العديد من القوى الإقليمية والدولية، محاولين الحصول على ما تبقى من الدولة السورية، فدعم أردوغان للتنظيمات الإرهابية في سوريا، خاصة «داعش» و«جبهة النصرة» يسهل له مواجهة وحدات حماية الشعب الكردية التي تسعى لإنشاء كيان كردي في شمال سوريا؛ لأن هذا الكيان سيؤدي إلى تشجيع كرد جنوب تركيا على التمرد ضد الدولة التركية والتفكير في إقامة دولة لهم، وهذا ما لا يريده الرئيس التركي، كما أن فوز أردوغان وحزبه في الانتخابات سيترتب عليه الهيمنة على مؤسسات الدولة وعلى رأسها المؤسسة العسكرية، ومن ثم زيادة تقدم الأسلحة والذخيرة لتسليح التنظيمات الإرهابية بالمنطقة، وفوزه أيضًا يعني استمرار جعل تركيا المحطة الرئيسية لتجنيد الدواعش الجدد المهاجرين من كلِّ بقاع العالم الأجنبي والعربي، الذين يتم نقلهم عبر الحدود التركية إلى شمال العراق وسوريا.
وفي مصر، ستواصل تركيا إذا فاز أردوغان في الانتخابات؛ دعمها للعناصر الإرهابية الموجودة في سيناء، يأتي هذا في ظلِّ الخسائر التي لحقت بهذه العناصر في إطار العملية الشاملة سيناء 2018، التي أطلقتها الدولة المصرية للتصدي للعناصر التكفيرية، كما أن الخسائر التي يتعرض لها داعش بسوريا والعراق، وأدت لانحسار نفوذه، جعلت أنقرة تلجأ اليوم إلى توفير ملاذ آمن لعناصره المسلحة، فأردوغان أكد في وقت سابق أن المقاتلين في سوريا سيتم نقلهم إلى مصر لاستخدامهم هناك في صحراء سيناء، ويوضح هذا أن أنقرة تسعى لتحويل بعض المناطق في ليبيا وسيناء بمصر إلى ثكنات عسكرية بديلة لمسلحي داعش، لحرصها على حماية أذرعها الإرهابية بالمنطقة لخدمة مصالحها السياسية.
ولهذا فإن أكثر ما تخشاه التنظيمات الإرهابية هو عدم تمكن الرئيس التركي من الفوز في الانتخابات الرئاسية؛ لأن خسارة أردوغان ستترتب عليها نتائج كارثية بالنسبة للجماعات الإرهابية التي تعول بشكل كبير على النظام التركي لتوفيره الدعم لها.