الأساطير الدينية.. سلاح للسيطرة في المنطقة العربية
الإثنين 25/يونيو/2018 - 12:13 م
طباعة
محمود عبدالواحد رشدي
تختلق الدول التوسعية أسبابًا وهميةً للتمدد نحو الأقاليم المجاورة، ويظل استخدام الدين –تاريخيًّا- من قبل السلطة السياسية منهجًا لتقوية عضد الملوك والحكام، كما استُخدم من قبل الدول الاستعمارية، كمنهاج للسيطرة على مستعمراتها، فقد جاءت الحملات الصليبية تحت ذريعة حماية الأقلية المسيحية، وتدخلت الدول العظمي في الإمبراطورية العثمانية -التي سُميت برجل أوروبا المريض في أواخر عهدها- بسبب تدخل القناصل الغربية في الإجراءات الداخلية؛ بدعوى رفع المظالم عن المسيحيين، وهنا نسلط الضوء على نموذجين للدول الطائفية في الشرق الأوسط وهما إسرائيل وإيران.
اتخذت إسرائيل الستار الديني ذريعة للتمدد واحتلال الأراضي الفلسطينية، و«فبركة» عدد من الأساطير الدينية، ومفاهيم التلمود، لاتخاذها مسارًا للتوغل داخل قطاع غزة، والضفة الغربية في القدس، والخليل، بَدءًا من أسطورة «هيكل سليمان» المزعوم وجوده تحت المسجد الأقصى، و«حائط البراق»، الذي يزيفون اسمه، مطلقين عليه «حائط المبكى»، والحرم الإبراهيمي، وقبر رحيل، زوجة النبي يوسف.
وفي الجانب نفسه على صعيد السياسة الإيرانية، استخدمت إيران في إطار توسعاتها داخل المنطقة العربية الأضرحة الدينية لبعض أولياء الطائفة الشيعية، ومراقد «آل البيت» منفذًا للهيمنة والتمدد داخل البلدان العربية، ونشر «التشيع»، ولكن تختلف سياسة الدولتين في أن إسرائيل تسعى للحصول على مزيد من الأراضي الفلسطينية، أما إيران فتسعى لاستقطاب عدد أكبر من العرب المسلمين، ضمن الاستراتيجية الكبرى وهي «الإمبراطورية الفارسية».
وتسعى إسرائيل سعيًا حثيثًا لفكرة تهويد القدس، ومن هنا رَوَّجت فكرة الهيكل المزعوم أو «هيكل سليمان» الموجود تحت قبة الصخرة المشرفة، بحسب عديد من الروايات الصهيونية؛ ولذا سعت للقيام بأعمال حفر أسفل المسجد الأقصى بحثًا عن الهيكل، بغرض تفريغ الأرض، وخلخلة أساسات المسجد الأقصى؛ تمهيدًا لانهياره وهدمه، ومن ثَمَّ فك ارتباط المسلمين بمدينة القدس التاريخية، عن طريق تدمير المسجد، وهنا يقول ديفيد بن جوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل: «لا قيمة لإسرائيل بدون القُدس، ولا قيمة للقدس بدون الهيكل».
ولهذا تستخدم إسرائيل الأساطير الدينية للتدليل -بحسب زعمهم- على وجود أماكن مقدسة يهودية، في أماكن متفرقة من فلسطين؛ تنفيذًا للتوسعات الاستعماريه بها، ولم تكن أسطورة الهيكل المزعوم وحدها للسيطرة على القدس، بل هناك العديد من الروايات المفبركة لتهويد القدس والخليل وبيت لحم ونابلس، والاستمرار في الاستيطان وتوسيعه.
أما الترويج الإيراني لحماية الأضرحة الشيعية المقدسة، فبدأ إبان دخولها الصراع السوري، من خلال الترويج لحماية تلك الأضرحة من التنظيمات الإرهابية ذات التوجه السُّني، وفي سياسة التغيير الديموغرافي التي تنتهجها في سوريا، واستقطبت ميليشياتها المسلحة داخل سوريا، واختيار «حي السيدة زينب» بدمشق، كنقطة تجمع لتلقي المسلحين التدريب العسكري والانطلاق بعدها لنشر التخريب في أنحاء سوريا.
وأنشأت إيران عددًا من الأضرحة الشيعية في العاصمة دمشق، واستقطبت عددًا كبيرًا من العائلات الشيعية إلى سوريا بعد تهجير العديد من الأسر السنية بها، فإيران تعتبر نفسها الحامي الشرعي للقطاع الشيعي في المنطقة العربية؛ ولذا تربط وجودها في أي مكان بنشر سياسة التشيع، وإيجاد مؤيدين لها، وعدد من الأضرحة الشيعية التي تؤكد – كذبًا- ارتباط المكان أو المنطقة الجغرافية بالقطاع الشيعي.
كما تُروِّج إيران داخل إعلامها الطائفي لمقتل أفراد ميليشياتها المسلحة داخل سوريا أو قتلى حزب الله، على أنه شهيد، ومن ثم تبدأ بناء الأضرحة والمراقد في مناطق عدة، لتجتمع حوله عدد من الأسر الشيعية فيما بعد.
كما تدخلت إيران داخل العراق؛ من أجل حماية المراقد الشيعية في سامراء شمالًا، وكربلاء والنجف جنوبًا، إضافةً إلى مرقد «موسى الكاظم» في بغداد، وحذر مسؤولون إيرانيون أثناء الحرب على تنظيم «داعش» من أن طهران ستتخذ إجراءات مباشرة، إذا ما تعرّضت بغداد أو مدن عراقية تضم أضرحة مقدسة لهجمات المسلحين.
وقال العميد الركن محمد باقري، نائب قائد القوات المسلحة الإيرانية: إن أضرحة الشيعة خطوط حمراء للجمهورية الإسلامية، وإن إيران ستتدخل مباشرة لقتل الإرهابيين، وتدمير مقراتهم إذا ما هددوا الأماكن المقدسة.
وختامًا نجد أن الاثنين؛ إيران وإسرائيل، استخدمتا بل وتستخدمان الأساطير الدينية نفسها ذريعة للنفوذ، وبسط السيطرة داخل الأراضي العربية؛ بحجة حماية المقدسات الخاصة بهما، ولكن يختلف المنهجان، فالصهيوني يسعى للتوسع دون الحصول على مزيد من الأتباع، أما الإيرانى فيسعى للوصاية على المناطق العربية، من خلال الأتباع وخلق قطاع شيعي داخل تلك البلدان، ومن ثم إيجاد فصيل تابع لها، لتسعى بعده لتسليح هذا الفصيل، وفتح قنوات اتصال رئيسية له مع إيران والمرجعية الدينية بها.
اتخذت إسرائيل الستار الديني ذريعة للتمدد واحتلال الأراضي الفلسطينية، و«فبركة» عدد من الأساطير الدينية، ومفاهيم التلمود، لاتخاذها مسارًا للتوغل داخل قطاع غزة، والضفة الغربية في القدس، والخليل، بَدءًا من أسطورة «هيكل سليمان» المزعوم وجوده تحت المسجد الأقصى، و«حائط البراق»، الذي يزيفون اسمه، مطلقين عليه «حائط المبكى»، والحرم الإبراهيمي، وقبر رحيل، زوجة النبي يوسف.
وفي الجانب نفسه على صعيد السياسة الإيرانية، استخدمت إيران في إطار توسعاتها داخل المنطقة العربية الأضرحة الدينية لبعض أولياء الطائفة الشيعية، ومراقد «آل البيت» منفذًا للهيمنة والتمدد داخل البلدان العربية، ونشر «التشيع»، ولكن تختلف سياسة الدولتين في أن إسرائيل تسعى للحصول على مزيد من الأراضي الفلسطينية، أما إيران فتسعى لاستقطاب عدد أكبر من العرب المسلمين، ضمن الاستراتيجية الكبرى وهي «الإمبراطورية الفارسية».
وتسعى إسرائيل سعيًا حثيثًا لفكرة تهويد القدس، ومن هنا رَوَّجت فكرة الهيكل المزعوم أو «هيكل سليمان» الموجود تحت قبة الصخرة المشرفة، بحسب عديد من الروايات الصهيونية؛ ولذا سعت للقيام بأعمال حفر أسفل المسجد الأقصى بحثًا عن الهيكل، بغرض تفريغ الأرض، وخلخلة أساسات المسجد الأقصى؛ تمهيدًا لانهياره وهدمه، ومن ثَمَّ فك ارتباط المسلمين بمدينة القدس التاريخية، عن طريق تدمير المسجد، وهنا يقول ديفيد بن جوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل: «لا قيمة لإسرائيل بدون القُدس، ولا قيمة للقدس بدون الهيكل».
ولهذا تستخدم إسرائيل الأساطير الدينية للتدليل -بحسب زعمهم- على وجود أماكن مقدسة يهودية، في أماكن متفرقة من فلسطين؛ تنفيذًا للتوسعات الاستعماريه بها، ولم تكن أسطورة الهيكل المزعوم وحدها للسيطرة على القدس، بل هناك العديد من الروايات المفبركة لتهويد القدس والخليل وبيت لحم ونابلس، والاستمرار في الاستيطان وتوسيعه.
أما الترويج الإيراني لحماية الأضرحة الشيعية المقدسة، فبدأ إبان دخولها الصراع السوري، من خلال الترويج لحماية تلك الأضرحة من التنظيمات الإرهابية ذات التوجه السُّني، وفي سياسة التغيير الديموغرافي التي تنتهجها في سوريا، واستقطبت ميليشياتها المسلحة داخل سوريا، واختيار «حي السيدة زينب» بدمشق، كنقطة تجمع لتلقي المسلحين التدريب العسكري والانطلاق بعدها لنشر التخريب في أنحاء سوريا.
وأنشأت إيران عددًا من الأضرحة الشيعية في العاصمة دمشق، واستقطبت عددًا كبيرًا من العائلات الشيعية إلى سوريا بعد تهجير العديد من الأسر السنية بها، فإيران تعتبر نفسها الحامي الشرعي للقطاع الشيعي في المنطقة العربية؛ ولذا تربط وجودها في أي مكان بنشر سياسة التشيع، وإيجاد مؤيدين لها، وعدد من الأضرحة الشيعية التي تؤكد – كذبًا- ارتباط المكان أو المنطقة الجغرافية بالقطاع الشيعي.
كما تُروِّج إيران داخل إعلامها الطائفي لمقتل أفراد ميليشياتها المسلحة داخل سوريا أو قتلى حزب الله، على أنه شهيد، ومن ثم تبدأ بناء الأضرحة والمراقد في مناطق عدة، لتجتمع حوله عدد من الأسر الشيعية فيما بعد.
كما تدخلت إيران داخل العراق؛ من أجل حماية المراقد الشيعية في سامراء شمالًا، وكربلاء والنجف جنوبًا، إضافةً إلى مرقد «موسى الكاظم» في بغداد، وحذر مسؤولون إيرانيون أثناء الحرب على تنظيم «داعش» من أن طهران ستتخذ إجراءات مباشرة، إذا ما تعرّضت بغداد أو مدن عراقية تضم أضرحة مقدسة لهجمات المسلحين.
وقال العميد الركن محمد باقري، نائب قائد القوات المسلحة الإيرانية: إن أضرحة الشيعة خطوط حمراء للجمهورية الإسلامية، وإن إيران ستتدخل مباشرة لقتل الإرهابيين، وتدمير مقراتهم إذا ما هددوا الأماكن المقدسة.
وختامًا نجد أن الاثنين؛ إيران وإسرائيل، استخدمتا بل وتستخدمان الأساطير الدينية نفسها ذريعة للنفوذ، وبسط السيطرة داخل الأراضي العربية؛ بحجة حماية المقدسات الخاصة بهما، ولكن يختلف المنهجان، فالصهيوني يسعى للتوسع دون الحصول على مزيد من الأتباع، أما الإيرانى فيسعى للوصاية على المناطق العربية، من خلال الأتباع وخلق قطاع شيعي داخل تلك البلدان، ومن ثم إيجاد فصيل تابع لها، لتسعى بعده لتسليح هذا الفصيل، وفتح قنوات اتصال رئيسية له مع إيران والمرجعية الدينية بها.