التشيع في المغرب يختبئ خلف ستار «المعارضة»

الإثنين 25/يونيو/2018 - 12:23 م
طباعة إسلام محمد
 
في المملكة المغربية؛ حيث البيئة المالكية التقليدية، والثقافة الشعبية الممتزجة بالتصوف، تبدو محاولات التبشير الشيعي صوتًا نشازًا يصطدم بالاتجاه العام الرسمي والشعبي.

وقد أصبح التَّشيع ظاهرة في المملكة، خلال السنوات الأخيرة، على ضآلة انتشاره؛ حيث نجح أصحابه في إيجاد مكان لهم تحت الشمس، رغم محاولات السلطات لتحجيمهم، فاستطاعوا إنشاء كيان يمثلهم خلف ستار المعارضة، تحت مسمى «رساليون تقدميون»، في 16 أبريل 2016، بمقر جمعية «الدفاع عن حقوق الإنسان» في مدينة تطوان، ويعرف عبدو الشكراني (رئيس الكيان) الرسالة التي يحملونها بأنها «الدفاع عن حقوق الأقليات الدينية والمذهبية، والقبول بالاختلاف والتنوع الثقافي والعرقي والديني والإثني وحرية المعتقد».

وتلقى العلاقات الرسمية المغربية الإيرانية المتوترة بظلالها على علاقات المتشيعين بالمغرب، فقد ظلت العلاقات الرسمية بين الدولتين مقطوعة لست سنوات، وما إن استؤنفت عام 2015، إلا وشابها التوتر من جديد بسبب نشر وكالة أنباء «فارس» المقربة من الحرس الثوري الإيراني تقريرًا بعنوان «المغرب أسير سياسات الصهيونية»، ما دعا الخارجية المغربية لاستدعاء السفير الإيراني الجديد لتبلغه «استياء المملكة من هذا الأسلوب غير المسؤول الذي يقوض جهود البلدين الرامية إلى إعادة بناء الثقة»، بعدها أصدرت الخارجية الإيرانية بيانًا أكدت فيه عدم التدخل في الشؤون المغربية.

لا توجد إحصائيات دقيقة لعدد المتشيعين في المغرب، لكن وزارة الخارجية الأمريكية أصدرت -عام 2014- تقريرًا يكشف عن وجود أكثر من ألفي شيعي في المملكة، وأن معظمهم ينحدرون من الطوائف الشيعية في سوريا والعراق ولبنان.

ويؤكد المفكر الإسلامي المغربي، يوسف احنانة، في حوار له أن «أموالًا إيرانية كثيرة تُرصد لتصدير المذهب الشيعي واستقطاب الناس إليه، فالمثقفون وأشباههم تم إغراؤهم وإغراقهم بالمال والإمكانات المادية والمنشورات والمطبوعات المجانية التي تروج للمذهب الشيعي الإمامي، أما العوام أصحاب الثقافة البسيطة فيكفي معهم أسلوب الخطابة ودغدغة المشاعر عبر سرد أحداث تاريخية مؤلمة من تاريخ الإسلام بأسلوب بكائي والمبالغة في تصوير مظلومية آل البيت وظالمية خصومهم، وهم في كل هذا يستغلون تعلق المغاربة والمسلمين عامة برسول الله -صلى الله عليه وسلم- وآل بيته»، مبينًا أن «الأموال الإيرانية أغنت أسرًا بكاملها وتم بواسطتها تحويل أفراد من بسطاء إلى أصحاب ثروة».

ويشير الباحث عمر البشير الترابي، في دراسة له بعنوان «التشيع في المغرب العربي تمرد ناعم»، إلى أن «التيارات الناشئة قد تظهر كحالة من التعبير عن التمرد السياسي أكثر من تعبيرها عن الحالة السياسية والفكرية»، وأن «السعي لمذاهب جديدة هو سعي مُركَّب يتفوق الحق والشر الدينيين بل يتعداهما للسعي إلى التمرد على الشخصية».

ويلفت «الترابي» إلى أن هناك «بعض المظاهر التي تعكس ولاء المغاربة لآل البيت، مثل تسميات فاطمة الزهراء وعلي والحسن والحسين وإدريس بشكل كبير، إضافة إلى بعض الطقوس الخاصة بعاشوراء مثل التصدق بالماء في صبيحتها تذكيرًا بمنع الماء عن الإمام الحسين -رضي الله عنه-، بعد محاصرته من طرف جيش الأمويين وإشعال النيران والقفز عليها كنوع من استدعاء مشهد الحرب التي قتل فيها الإمام الحسين ومن معه، إضافةً إلى طقوس الزيارة لأضرحة المولى إدريس الأكبر والأزهر، وغيرهما من الأولياء الأشراف مثل مولاي عبدالسلام بن مشيش وغيره، وحتى قوس قزح يسميه المغاربة بحزام فاطمة الزهراء»، لكنه يؤكد أن كل هذا يدخل في الإطار الثقافي للسنة المتشبعين بآل البيت وليس تعبيرًا عن انتماء عقدي، رغم دعاوى المتشيعين بأنهم يمثلون امتدادًا حضاريًّا لهذا الإرث التاريخي.

شارك