ترويج «الخيال».. أسلوب «الإخوان» لكسب التعاطف

الإثنين 25/يونيو/2018 - 12:25 م
طباعة ترويج «الخيال».. حور سامح
 
اعتاد اتباع جماعة «الإخوان» سرد الروايات التى تستميل تعاطف الناس معهم، وصبغها بالصبغة الدينية، ففى ذكرى غزوة بدر، ظهر القيادى هيثم أبو خليل، ليربط بين الغزوة، وبين أعمال الشغب التى مارسها الإخوان، فيما يعرف بحادث المنصة (26 يوليو 2013)، وذكر «أبو خليل» أرقام قتلى وعدد مصابين، لم تعلن عنه أى جهة حكومية، كونها غير صحيحة بالمرة، مشبها القتلى فى تلك الواقعة بشهداء غزوة بدر، فى إسقاط دينى ومتاجرة به فى غير موضعها، وهى واقعة ليست غريبة على الإخوان.
كان اعتصامى «رابعة» و«النهضة» منبع الروايات الكاذبة المنسوبة للدين، التى تحمل أطياف الخيال، وأولى تلك الأكاذيب والخيالات، هو تواجد «جبريل عليه السلام» أمين الوحى السماوى بين صفوف المتظاهرين، يحميهم ويبسط جناحيه عليهم، وفق مرددى الاكذوبة، أما الرواية الأكثر غرابة، فهى رؤيا أحد الإخوان التى ادعى فيها، إمامة المعزول محمد مرسى، للرسول محمد صلى الله عليه وسلم فى الصلاة.
ليس هذا وحسب بل بلغ الفجور مبلغه فى تشبيه «مرسي» بالذات الالهية، بأن قال أحد قيادات الاخوان، إن من يأس من عودة «مرسى»، فأنه قد يأس من الله، وأن من يشك فى عودته، يشك فى وجود الله، ولذلك لم يكف «الإخوان» طوال فترة الاعتصام، على المتاجرة بالدين، للإخضاع أتباعهم ومحاولة السيطرة عليهم.
تاريخ الإخوان ملئ باسقاط الثوابت الدينية على الواقع، لتحقيق أهداف سياسية، فطوال فترة الانتخابات التى ترشح خلالها المعزول محمد مرسى، كانت تٌستخدم قصة النبي يوسف عليه السلام، بشكل كبير بخصوص الصبر على المصائب للتمكين، خصوصا التمكين من حكم مصر، وكذلك يستشهد اعلام الجماعة، وشيوخها بقصة النبي يوسف، فيقول علي محيي الدين القره داغي، أحد أعضاء ما يعرف بـ«اتحاد علماء المسلمين»، المصنف جماعة إرهابية، إن النبي يوسف تمكن من الحكم بعد أن مر بعدد من المصائب، كما يحدث مع الأقليات المسلمة، التى تدافع عن الدين وتحارب من حولها، فى إشارة لجماعة الإخوان.
والمتاجرة بالدين تعود الى المؤسس حسن البنا (1928)، إذ أطل على اتباعه مستخدما الآية الكريمة (وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين)، قائلا يا أهل الإسماعيلية وسيناء، هذا بيان من رب العالمين، فوصف البيان بأنه من رب العالمين، أى فوض «البنا» نفسه متحدثا باسم الله، ويتابع: «لقد وصف الله تعالى دائرتكم بالآرض الطيبة ونبتت منها دعوة الحق والمبادىء الطيبة تلك هى دعوة الاخوان المسلمين، يا أهل الدائرة يتقدم المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين الاستاذ حسن البنا ليرفع صوت هذه الدعوة فى البرلمان وينادى بحقوق الجميع ويطالب بمصالح الجميع ويعمل انصرة الحق».
وبالتالى جاءت أولى أشكال التجارة بالدين، من حسن البنا المرشد الاول الذى تحدث بإسم الله ولم يكتف بذلك، بل أستخدم إسقاط من آيات القرآن الكريم لدعم الجماعة.
وبالرغم من أن «الإخوان» استخدموا اسقاط، غزوة بدر، فى وصف أحداث المنصة، نسوا أنه فى نفس اليوم جرت مذبحة رفح الأولى التى أسفرت عن استشهاد 16 ضابط وجندي مصري، وإصابة 7 آخرين.
وعلى ذكر أحداث المنصة التى يشبهها الاخوان بغزوة بدر، ففى يوم 26 يوليو 2013، والمعروف إعلاميا بـ«أحداث المنصة»، قاد الإخوان مسيرة خرجت من ميدان رابعة العدوية، وكانت في طريقها إلى ميدان التحرير فى قلب القاهرة، مخططين للإعتداء على متظاهرين، خرجوا يوم جمعة التفويض، لتفويض الرئيس عبد الفتاح السيسى، من قبل الشعب فى محاربة الارهاب، وعندما اقتربت المسيرات التى يقودها الإخوان من كوبرى 6 أكتوبر، وقعت اشتباكات بين الأهالى وبينهم، قام خلالها المسلحون بإطلاق النيران بشكل عشوائي عليهم، وإلقاء عبوات المولوتوف الحارقة تجاه منازلهم لإرهابهم.
ووصلت الاشتباكات للإعتداء على قوات الشرطة بالرصاص والخرطوش، ما دفع الشرطة لاستخدام قنابل الغاز في محاولة منهم لتفريق عناصر الإخوان، ومع اشتداد حدة الاشتباكات بدأ الأمن في اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة أعمال العنف والشغب.

شارك