«داعش والقاعدة».. الأهداف تفرقهما وفكر «الإخوان» يجمعهما
الإثنين 25/يونيو/2018 - 12:34 م
طباعة
شيماء حفظي
86 عامًا تفصل بين بزوغ فكر جماعة الإخوان وظهور «داعش»، التنظيم الأكثر تطرفًا في العالم، ورغم بُعد المسافة الزمنية فإن «خيوطًا عنكبوتية» متشابكة أسهمت بشكل كبير في نقل أفكار «حسن البنّا» مؤسس جماعة الإخوان، ليتم ترجمتها في أفعال «أبوبكر البغدادي» زعيم تنظيم داعش.
ومع بداية ظهور «داعش» على الساحة، حين أعلن عن نفسه في العراق عام 2014، شَكَّل التحول في عملياته الإرهابية لغزًا لدى المهتمين بمتابعة الجماعات المسلحة، فتلك الوحشية لم تخرج حتى من تنظيم القاعدة، وبات البحث عن روافد فكر التنظيم محور اهتمام عالميًّا.
دراسة نشرها مشروع مكافحة التطرف CEP) The Counter Extremism Project)، وهو منظمة سياسية دولية غير هادفة للربح، تكشف العلاقة الممتدة بين جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة، وصولًا إلى التطرف الأعنف في تنظيم داعش.
وتقول الدراسة المعنونة بـ«روابط الإخوان المسلمين مع داعش والقاعدة» The Muslim Brotherhood’s Ties to ISIS and Al-Qaeda، إنه قبل الصعود إلى أعلى المناصب في داعش والقاعدة، كان أبوبكر البغدادي، وأسامة بن لادن، وأيمن الظواهري ينتمون إلى سلالة أيديولوجية مشتركة، هي جماعة الإخوان المسلمين.
وسلطت الدراسة الضوء على مسارات التداخل الأيديولوجي الكبير للزعماء الثلاثة المتطرفين، وعلاقة فكر تنظيمي داعش والقاعدة بفكر جماعة الإخوان، كما اعتبرت الدراسة أن جماعة الإخوان أولى الحركات الإسلامية، وأن لها تأثيرًا عميقًا على المعتقدات التي تُغذي القاعدة وداعش، وتشترك هذه الجماعات في أسس أيديولوجية تستند إلى كتابات مؤيدي الإخوان مثل سيد قطب.
الإخوان والتطرف
لم يكن فكر الإخوان منذ أن وضع «البنّا» قواعد الجماعة خاليًّا من العنف، لكن تلك الأفكار أسهمت في خلق أفكار أكثر تطرفًا لاحقًا، إذ توضح الدراسة أن جماعة الإخوان كانت جسرًا للإسلاميين الشباب بمن فيهم «بن لادن، والبغدادي، والظواهري».
وأكدت أنه على الرغم من أن استراتيجيات التنفيذ الخاصة بهم تختلف في جوهرها، فإن المجموعات الثلاث تُحافظ على رؤية إسلامية مشتركة لإنشاء خلافة عالمية، مشيرة إلى أنه في حين تبادل الاتهامات بين الإخوان وداعش، وسط خلافات حول التكتيكات والاستراتيجية، إلا أن هناك عناصر داخل كل مجموعة وجدت أرضية مشتركة وتتعاون بسهولة من الناحية اللوجستية.
مصر.. التقاء المصالح
كانت مصر نقطة انطلاق جماعة الإخوان منذ عشرينيات القرن الماضي، وعلى مدار عدة سنوات مرَّت الجماعة بمحطات زهو وفتور، حتى استطاعت أن تصل للحكم في 2012، إلا أن الأمور تغيرت مع مطالبة المصريين بـ«عزل» الرئيس المنتمي للجماعة محمد مرسي في ثورة يونيو 2013.
ومنذ إطاحة المصريين بالإخوان من الحكم، أصبحت «المصالح المشتركة» بين داعش والإخوان محركًا رئيسيًّا لأفعال الطرفين، إذ شارك «داعش» والإخوان كعدو مشترك ضد الحكومة المصرية، خاصة أن مصر حظرت الجماعة في وقت لاحق من العام نفسه، ما جعلها منظمة إرهابية.
وأشارت الدراسة إلى دعوة الإخوان للتمرد على مستوى البلاد، بعدما وصفوه بأنه «نقطة تحول»، نتيجة اتهام الإخوان بالتعاون مع حماس لاغتيال النائب العام المصري هشام بركات، من خلال تفجير سيارة ملغومة في يونيو 2015.
كما أعلن «داعش» معارضته للحكومة المصرية، وتبنى حادث تحطم الطائرة الروسية «9268»، في 31 أكتوبر 2015، والذي أسفر عن مقتل 224 شخصًا.
«داعش» في سيناء
يُحاول «داعش» إظهار تمركزه في مصر من خلال ما أطلق عليه «ولاية سيناء» كفرع له يسمح بتوجيه ضربات إرهابية في الجمهورية، انطلاقًا من كسب تأييد الجماعة المعروفة سابقًا باسم «أنصار بيت المقدس»، والتي أعلنت ولاءها لـ«داعش» في نوفمبر 2014، ثم بدأت هجماتها العنيفة ضد القوات المصرية في 2015.
وفي 2016 خاطب تنظيم داعش، الإخوان، بضرورة التخلي عن فلسفة اللاعنف -التي حاولت الجماعة الترويج لها لكسب تأييد المصريين مرة أخرى والتبرؤ من أحداث الإرهاب- ودعاهم لحمل السلاح ضد الحكومة المصرية.
وتشير الدراسة إلى مقطع فيديو نشره «داعش» في 23 يناير 2016، دعا خلاله جماعة الإخوان في مصر لاستخدام الخبرة التي اكتسبتها من الإطاحة بنظام حسني مبارك، كما أشارت الدراسة إلى ما صرح به مؤيد داعش أبوعزام الأنصاري في يونيو 2015: «إن هدوء جماعة الإخوان، التي لاتزال تصر عليها، قاد قادتها إلى الموت وسمح لأعدائها بالخروج أبرياء تمامًا.. لا تقبل البهائم السلام».
وفي حين هاجم «داعش» سياسة اللاعنف التي دأبت الجماعة على إعلانها، تقول الدراسة: إن «تنظيم داعش استفاد من ميول العنف لجذب المصريين الأصغر إلى قضيته المزعومة».
وبحسب ما ذكرته الدراسة، فإن أحد شيوخ قبيلة «السواركة» في شبه جزيرة سيناء، يؤكد أن أعضاء جماعة الإخوان الذين يعيشون في سيناء أصبحوا موارد بشرية تستخدمها داعش لعملياتها في سيناء، مشيرًا أنه لا يمكن فصل جماعة الإخوان عن داعش.
وتؤكد الدراسة أن شبه جزيرة سيناء تعد أفضل مثال على التعاون المباشر بين الإخوان وداعش.
ومع بداية ظهور «داعش» على الساحة، حين أعلن عن نفسه في العراق عام 2014، شَكَّل التحول في عملياته الإرهابية لغزًا لدى المهتمين بمتابعة الجماعات المسلحة، فتلك الوحشية لم تخرج حتى من تنظيم القاعدة، وبات البحث عن روافد فكر التنظيم محور اهتمام عالميًّا.
دراسة نشرها مشروع مكافحة التطرف CEP) The Counter Extremism Project)، وهو منظمة سياسية دولية غير هادفة للربح، تكشف العلاقة الممتدة بين جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة، وصولًا إلى التطرف الأعنف في تنظيم داعش.
وتقول الدراسة المعنونة بـ«روابط الإخوان المسلمين مع داعش والقاعدة» The Muslim Brotherhood’s Ties to ISIS and Al-Qaeda، إنه قبل الصعود إلى أعلى المناصب في داعش والقاعدة، كان أبوبكر البغدادي، وأسامة بن لادن، وأيمن الظواهري ينتمون إلى سلالة أيديولوجية مشتركة، هي جماعة الإخوان المسلمين.
وسلطت الدراسة الضوء على مسارات التداخل الأيديولوجي الكبير للزعماء الثلاثة المتطرفين، وعلاقة فكر تنظيمي داعش والقاعدة بفكر جماعة الإخوان، كما اعتبرت الدراسة أن جماعة الإخوان أولى الحركات الإسلامية، وأن لها تأثيرًا عميقًا على المعتقدات التي تُغذي القاعدة وداعش، وتشترك هذه الجماعات في أسس أيديولوجية تستند إلى كتابات مؤيدي الإخوان مثل سيد قطب.
الإخوان والتطرف
لم يكن فكر الإخوان منذ أن وضع «البنّا» قواعد الجماعة خاليًّا من العنف، لكن تلك الأفكار أسهمت في خلق أفكار أكثر تطرفًا لاحقًا، إذ توضح الدراسة أن جماعة الإخوان كانت جسرًا للإسلاميين الشباب بمن فيهم «بن لادن، والبغدادي، والظواهري».
وأكدت أنه على الرغم من أن استراتيجيات التنفيذ الخاصة بهم تختلف في جوهرها، فإن المجموعات الثلاث تُحافظ على رؤية إسلامية مشتركة لإنشاء خلافة عالمية، مشيرة إلى أنه في حين تبادل الاتهامات بين الإخوان وداعش، وسط خلافات حول التكتيكات والاستراتيجية، إلا أن هناك عناصر داخل كل مجموعة وجدت أرضية مشتركة وتتعاون بسهولة من الناحية اللوجستية.
مصر.. التقاء المصالح
كانت مصر نقطة انطلاق جماعة الإخوان منذ عشرينيات القرن الماضي، وعلى مدار عدة سنوات مرَّت الجماعة بمحطات زهو وفتور، حتى استطاعت أن تصل للحكم في 2012، إلا أن الأمور تغيرت مع مطالبة المصريين بـ«عزل» الرئيس المنتمي للجماعة محمد مرسي في ثورة يونيو 2013.
ومنذ إطاحة المصريين بالإخوان من الحكم، أصبحت «المصالح المشتركة» بين داعش والإخوان محركًا رئيسيًّا لأفعال الطرفين، إذ شارك «داعش» والإخوان كعدو مشترك ضد الحكومة المصرية، خاصة أن مصر حظرت الجماعة في وقت لاحق من العام نفسه، ما جعلها منظمة إرهابية.
وأشارت الدراسة إلى دعوة الإخوان للتمرد على مستوى البلاد، بعدما وصفوه بأنه «نقطة تحول»، نتيجة اتهام الإخوان بالتعاون مع حماس لاغتيال النائب العام المصري هشام بركات، من خلال تفجير سيارة ملغومة في يونيو 2015.
كما أعلن «داعش» معارضته للحكومة المصرية، وتبنى حادث تحطم الطائرة الروسية «9268»، في 31 أكتوبر 2015، والذي أسفر عن مقتل 224 شخصًا.
«داعش» في سيناء
يُحاول «داعش» إظهار تمركزه في مصر من خلال ما أطلق عليه «ولاية سيناء» كفرع له يسمح بتوجيه ضربات إرهابية في الجمهورية، انطلاقًا من كسب تأييد الجماعة المعروفة سابقًا باسم «أنصار بيت المقدس»، والتي أعلنت ولاءها لـ«داعش» في نوفمبر 2014، ثم بدأت هجماتها العنيفة ضد القوات المصرية في 2015.
وفي 2016 خاطب تنظيم داعش، الإخوان، بضرورة التخلي عن فلسفة اللاعنف -التي حاولت الجماعة الترويج لها لكسب تأييد المصريين مرة أخرى والتبرؤ من أحداث الإرهاب- ودعاهم لحمل السلاح ضد الحكومة المصرية.
وتشير الدراسة إلى مقطع فيديو نشره «داعش» في 23 يناير 2016، دعا خلاله جماعة الإخوان في مصر لاستخدام الخبرة التي اكتسبتها من الإطاحة بنظام حسني مبارك، كما أشارت الدراسة إلى ما صرح به مؤيد داعش أبوعزام الأنصاري في يونيو 2015: «إن هدوء جماعة الإخوان، التي لاتزال تصر عليها، قاد قادتها إلى الموت وسمح لأعدائها بالخروج أبرياء تمامًا.. لا تقبل البهائم السلام».
وفي حين هاجم «داعش» سياسة اللاعنف التي دأبت الجماعة على إعلانها، تقول الدراسة: إن «تنظيم داعش استفاد من ميول العنف لجذب المصريين الأصغر إلى قضيته المزعومة».
وبحسب ما ذكرته الدراسة، فإن أحد شيوخ قبيلة «السواركة» في شبه جزيرة سيناء، يؤكد أن أعضاء جماعة الإخوان الذين يعيشون في سيناء أصبحوا موارد بشرية تستخدمها داعش لعملياتها في سيناء، مشيرًا أنه لا يمكن فصل جماعة الإخوان عن داعش.
وتؤكد الدراسة أن شبه جزيرة سيناء تعد أفضل مثال على التعاون المباشر بين الإخوان وداعش.