«جماعة الإخوان».. من هنا مرَّ زعماء «القاعدة وداعش»
الثلاثاء 26/يونيو/2018 - 09:14 ص
طباعة
شيماء حفظي
«كل زرعة لها آفة»، ربما لم يُدرك «حسن البنّا» هذا المعنى عندما أَسَّسَ لجماعة الإخوان، فالعنف الذي تبنته الجماعة، أخذت جذوره تشتد في قناعة أتباعه، كما بدأت تتشتت فروعه لتحيط العالم بـ«الدم»، مرورًا بتنظيم القاعدة، وصولًا لتنظيم داعش.
وفي حين كانت جماعة الإخوان منبعًا للفكر المتطرف، فإن روافد التنظيم كانت سببًا لتخريج قيادات التنظيمات الجهادية المتتابعة، لتكشف علاقة مؤسسي تلك التنظيمات بالإخوان.
ويعد أسامة بن لادن مؤسس تنظيم القاعدة، أشهر أعضاء جماعة الإخوان السابقين الذين أسَّسوا للعنف؛ حيث ينتمي «بن لادن» إلى فرع الإخوان في شبه الجزيرة العربية، وفقًا لأيمن الظواهري أحد مؤسسي القاعدة والزعيم الحالي لها.
ونقلت دراسة «روابط الإخوان المسلمين مع داعش والقاعدة» The Muslim Brotherhood’s Ties to ISIS and Al-Qaeda أن «بن لادن» قال في رسالة في أبريل عام 2011 -أرسلت قبل أسبوع من وفاته بقليل- إن جماعات مثل جماعة الإخوان تدعو فقط إلى «حلول نصفية»، لكن هناك تيارات سلفية داخل الجماعة تعترف بالحقيقة.
وتنبأ «بن لادن» بأن جماعة الإخوان ستصطف مع الجهادية العنيفة للقاعدة، قائلًا: «إن عودة جماعة الإخوان ومن هم على شاكلتهم إلى الإسلام الحقيقي هي مسألة وقت»، وفقًا للدراسة.
وبعد وفاة «بن لادن» في عام 2011، أصدرت جماعة الإخوان في مصر بيانًا يشيد «بالمقاومة» في أفغانستان والعراق، مبديةً اعتراضها على اغتيال «بن لادن».
ولفتت الدراسة إلى أن أيمن الظواهري، الذي يعد الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، وشارك في تأسيسه عام 1988، كان قبل سنوات عضوًا في جماعة الإخوان التي كانت محظورة آنذاك، وتم اعتقاله في سن 15 عامًا، ثم ذهب لينضم إلى تنظيم الجهاد الإسلامي المصري عام 1973، واعتقل مع أعضاء آخرين في عام 1981 في اغتيال الرئيس أنور السادات، وهو قائد سابق لجماعة العدالة الإسلامية التي اندمجت مع القاعدة في عام 2001.
كما كان لجماعة الإخوان تأثير عميق على ناشط القاعدة، وعلى العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر خالد شيخ محمد، الذي بدأ حضور معسكرات الإخوان في سنِّ الـ16 عامًا، تأثرًا بشقيقه الأكبر الذي كان عضوًا بالجماعة التي كانت محظورة بالكويت آنذاك.
تعلم «شيخ محمد» أيديولوجيا الجماعة، وأصبح معتنقًا تعاليم سيد قطب الجهادية والمعادية للغرب، وعلى الرغم من أنه درس في أمريكا، لكن تلك الفترة أصَّلت كرهه للغرب، «الذين يعادون العرب بسبب إسرائيل».
وبعد فترة وجيزة من عودته إلى الكويت، تبع «شيخ محمد» إخوانه إلى باكستان، ولم يكن اتباعه لأفكار سيد قطب أمرًا غريبًا؛ حيث يعتبر «قطب» مُنَظِّرًا بارزًا للإخوان، الذين ألهمت أعمالهم مجموعة من الإسلاميين العنيفين، بمن فيهم أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، كما وصفه النقاد الغربيون بأنه «والد» الأصولية الإسلامية الحديثة.
ووفقًا لتقرير لجنة 11 سبتمبر -الذي نقلته صحيفة الجارديان- كان لـ«قطب» نفوذًا فكريًّا قويًّا على «بن لادن»، وتتمحور أبرز قناعاته حول رفض العلمانية الغربية، وأن دولة مصر الحديثة «غير إسلامية»، ووصف الكنائس بأنها مراكز ترفيه وملاعب جنسية، واعتبر أن الثقافة الأمريكية كلها فاسدة، وغير عادلة، وعنصرية، ومادية، وشاغرة أخلاقيًّا.
ويعتقد «قطب»، أن البشرية لديها خيار بين الجاهلية والإسلام، وأنه لا يمكن أن يكون هناك حل وسط بين الاثنين، وأن الإسلام يمثل الله، في حين أن الجهالية كانت تمثل الشيطان، ليأتي «بن لادن» بعدها بسنوات لينظر إلى آراء «قطب»، ويبرر هجمات القاعدة العنيفة على أنها دفاع ضد أعداء الإسلام، وأهمهم الولايات المتحدة.
وألهمت تعاليم سيد قطب، أعضاء الإخوان الذين ذهبوا لتشكيل مجموعات، مثل الجماعة الإسلامية والجهاد الإسلامي المصري في السبعينيات والثمانينيات، واندمجت في تنظيم القاعدة في عام 2001.
وبحسب الدراسة، يمكن رؤية نفوذ «قطب» خارج جماعة الإخوان أيضًا؛ إذ أثر على جميع المهتمين بالجهاد في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وقال «الظواهري»: إن «قطب كان يدعو إلى الولاء لوحدانية الله والاعتراف بسلطة الله الوحيدة، والسيادة كانت هي الشرارة التي أشعلت الثورة الإسلامية ضد أعداء الإسلام في الداخل والخارج، وتستمر الفصول الدموية في هذه الثورة في الظهور يومًا بعد يومٍ».
وفي 2004، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الشيخ عبدالمجيد الزنداني –الذي قاد الحزب السياسي للإصلاح في جماعة الإخوان المسلمين في اليمن- من أجل تاريخ طويل من العمل مع أسامة بن لادن، الذي يعمل كواحد من قادته الروحيين، وفقًا للدراسة.
ونقلت الدراسة عن الكونجرس الأمريكي، أنه في عام 1994 اعتقلت السلطات الأمريكية محمد جمال خليفة –الذي كان زعيمًا كبيرًا في تنظيم الإخوان- فيما يتعلق بتفجير مركز التجارة العالمي عام 1993 وفقًا لحكومة الولايات المتحدة، ثم أدار لاحقًا جمعية خيرية في الفلبين زعم أنها أرسلت أموالًا إلى مجموعة «أبوسياف»، كما غسلت الأموال لصالح أسامة بن لادن، وقد قُتل في عام 2007.
ووفقًا لما ذكرته صحيفة الشرق الأوسط في تقرير بعنوان «مسلحون يقتلون جمال خليفة صهر بن لادن في منجمه بمدغشقر» في فبراير 2007، فيُعتقد أن محمد جمال الذي كان معروفًا باسم «أبو البراء» قد تلقى تدريبات مع «بن لادن» في معسكرات «المجاهدين الأفغان» بأفغانستان خلال فترة الاحتلال السوفييتي.
وكان جمال خليفة هدفًا لشكوك وتحريات كثيرة؛ ففي الفلبين؛ حيث استقر لفترة عقب مغادرته باكستان، اتهمه مسؤولون عام 1994 بإدارة أنشطة تجارية وأعمال خيرية كواجهات لتمويل الإرهابيين، بحسب الصحيفة.
وفي أعقاب هجمات سبتمبر 2001، أدان خليفة علنًا ما يقوم به صهره «بن لادن»، وحرص على أن ينأى بنفسه عن تلك الاعتداءات، وأكد في مقابلة أجرتها معه شبكة «سي إن إن» في نوفمبر 2004، أنه كان أول من صارح زعيم تنظيم القاعدة بأنه «يمضي في الاتجاه الخاطئ»، وأنه لم يكن يقرُّ ما كان يخطط له أسامة بن لادن ومستشاروه حينذاك من هجمات مسلحة تحت اسم «الجهاد».
وقال إنه كان صديقًا لـ«بن لادن» منذ أن كانا يدرسان معًا في جامعة الملك عبدالعزيز بمدينة جدة الساحلية غرب المملكة العربية السعودية في أواخر سبعينيات القرن العشرين، وتوطدت علاقتهما على مدى 10 أعوام كانا فيها معًا وعاشا في منزل واحد، لكن صداقته مع «بن لادن» انتهت في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، ولكنهما ظلَّا على اتصال؛ حيث التقيا للمرة الأخيرة عام 1992 في السودان خلال «زيارة عائلية»؛ حيث كان زعيم تنظيم القاعدة يقيم هناك في ذلك الوقت.
ولما كان أبوبكر البغدادي مؤسس آخر تنظيم إرهابي، فهو يعتبر «حبة» أخرى في سلسلة القيادات التي فرغتها أفكار القاعدة المنبثقة عن الإخوان.
والتحق «البغدادي» بجماعة التوحيد والجهاد التي تستلهم نهج تنظيم القاعدة، وكان يقودها الأردني أبومصعب الزرقاوي، وكانت تقاتل في محافظة الأنبار العراقية، وتشرّب أفكار القاعدة من المعتقلين معه، وقاتل «البغدادي» القوات الأمريكية في العراق تحت إمرة «الزرقاوي» حتى مقتل الأخير في غارة أمريكية عام 2006، ومن بعده خليفته أبوعمر البغدادي الذي قُتل هو الآخر في العام 2010، وهو العام الذي تزعم فيه أبوبكر البغدادي تنظيم داعش.
ونقلت «رويترز» عن مقاتل غير سوري من مقاتلي تنظيم داعش في العراق والشام، إنه عندما قُتل أسامة بن لادن مؤسس القاعدة على يد قوات أمريكية في باكستان، كان البغدادي الشخص الوحيد الذي لم يبايع الظواهري.
ووفقًا لتقرير معنون بـ«زعيم الدولة الإسلامية في العراق والشام نجم الجهاد الصاعد»، قال المقاتل للوكالة: «كَلَّفَه الشيخ أسامة بتأسيس الدولة (داعش).. كانت هذه خطته قبل أن يُقتل (بن لادن)».
وفي حين كانت جماعة الإخوان منبعًا للفكر المتطرف، فإن روافد التنظيم كانت سببًا لتخريج قيادات التنظيمات الجهادية المتتابعة، لتكشف علاقة مؤسسي تلك التنظيمات بالإخوان.
ويعد أسامة بن لادن مؤسس تنظيم القاعدة، أشهر أعضاء جماعة الإخوان السابقين الذين أسَّسوا للعنف؛ حيث ينتمي «بن لادن» إلى فرع الإخوان في شبه الجزيرة العربية، وفقًا لأيمن الظواهري أحد مؤسسي القاعدة والزعيم الحالي لها.
ونقلت دراسة «روابط الإخوان المسلمين مع داعش والقاعدة» The Muslim Brotherhood’s Ties to ISIS and Al-Qaeda أن «بن لادن» قال في رسالة في أبريل عام 2011 -أرسلت قبل أسبوع من وفاته بقليل- إن جماعات مثل جماعة الإخوان تدعو فقط إلى «حلول نصفية»، لكن هناك تيارات سلفية داخل الجماعة تعترف بالحقيقة.
وتنبأ «بن لادن» بأن جماعة الإخوان ستصطف مع الجهادية العنيفة للقاعدة، قائلًا: «إن عودة جماعة الإخوان ومن هم على شاكلتهم إلى الإسلام الحقيقي هي مسألة وقت»، وفقًا للدراسة.
وبعد وفاة «بن لادن» في عام 2011، أصدرت جماعة الإخوان في مصر بيانًا يشيد «بالمقاومة» في أفغانستان والعراق، مبديةً اعتراضها على اغتيال «بن لادن».
ولفتت الدراسة إلى أن أيمن الظواهري، الذي يعد الرجل الثاني في تنظيم القاعدة، وشارك في تأسيسه عام 1988، كان قبل سنوات عضوًا في جماعة الإخوان التي كانت محظورة آنذاك، وتم اعتقاله في سن 15 عامًا، ثم ذهب لينضم إلى تنظيم الجهاد الإسلامي المصري عام 1973، واعتقل مع أعضاء آخرين في عام 1981 في اغتيال الرئيس أنور السادات، وهو قائد سابق لجماعة العدالة الإسلامية التي اندمجت مع القاعدة في عام 2001.
كما كان لجماعة الإخوان تأثير عميق على ناشط القاعدة، وعلى العقل المدبر لهجمات الحادي عشر من سبتمبر خالد شيخ محمد، الذي بدأ حضور معسكرات الإخوان في سنِّ الـ16 عامًا، تأثرًا بشقيقه الأكبر الذي كان عضوًا بالجماعة التي كانت محظورة بالكويت آنذاك.
تعلم «شيخ محمد» أيديولوجيا الجماعة، وأصبح معتنقًا تعاليم سيد قطب الجهادية والمعادية للغرب، وعلى الرغم من أنه درس في أمريكا، لكن تلك الفترة أصَّلت كرهه للغرب، «الذين يعادون العرب بسبب إسرائيل».
وبعد فترة وجيزة من عودته إلى الكويت، تبع «شيخ محمد» إخوانه إلى باكستان، ولم يكن اتباعه لأفكار سيد قطب أمرًا غريبًا؛ حيث يعتبر «قطب» مُنَظِّرًا بارزًا للإخوان، الذين ألهمت أعمالهم مجموعة من الإسلاميين العنيفين، بمن فيهم أسامة بن لادن وأيمن الظواهري، كما وصفه النقاد الغربيون بأنه «والد» الأصولية الإسلامية الحديثة.
ووفقًا لتقرير لجنة 11 سبتمبر -الذي نقلته صحيفة الجارديان- كان لـ«قطب» نفوذًا فكريًّا قويًّا على «بن لادن»، وتتمحور أبرز قناعاته حول رفض العلمانية الغربية، وأن دولة مصر الحديثة «غير إسلامية»، ووصف الكنائس بأنها مراكز ترفيه وملاعب جنسية، واعتبر أن الثقافة الأمريكية كلها فاسدة، وغير عادلة، وعنصرية، ومادية، وشاغرة أخلاقيًّا.
ويعتقد «قطب»، أن البشرية لديها خيار بين الجاهلية والإسلام، وأنه لا يمكن أن يكون هناك حل وسط بين الاثنين، وأن الإسلام يمثل الله، في حين أن الجهالية كانت تمثل الشيطان، ليأتي «بن لادن» بعدها بسنوات لينظر إلى آراء «قطب»، ويبرر هجمات القاعدة العنيفة على أنها دفاع ضد أعداء الإسلام، وأهمهم الولايات المتحدة.
وألهمت تعاليم سيد قطب، أعضاء الإخوان الذين ذهبوا لتشكيل مجموعات، مثل الجماعة الإسلامية والجهاد الإسلامي المصري في السبعينيات والثمانينيات، واندمجت في تنظيم القاعدة في عام 2001.
وبحسب الدراسة، يمكن رؤية نفوذ «قطب» خارج جماعة الإخوان أيضًا؛ إذ أثر على جميع المهتمين بالجهاد في جميع أنحاء العالم الإسلامي، وقال «الظواهري»: إن «قطب كان يدعو إلى الولاء لوحدانية الله والاعتراف بسلطة الله الوحيدة، والسيادة كانت هي الشرارة التي أشعلت الثورة الإسلامية ضد أعداء الإسلام في الداخل والخارج، وتستمر الفصول الدموية في هذه الثورة في الظهور يومًا بعد يومٍ».
وفي 2004، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على الشيخ عبدالمجيد الزنداني –الذي قاد الحزب السياسي للإصلاح في جماعة الإخوان المسلمين في اليمن- من أجل تاريخ طويل من العمل مع أسامة بن لادن، الذي يعمل كواحد من قادته الروحيين، وفقًا للدراسة.
ونقلت الدراسة عن الكونجرس الأمريكي، أنه في عام 1994 اعتقلت السلطات الأمريكية محمد جمال خليفة –الذي كان زعيمًا كبيرًا في تنظيم الإخوان- فيما يتعلق بتفجير مركز التجارة العالمي عام 1993 وفقًا لحكومة الولايات المتحدة، ثم أدار لاحقًا جمعية خيرية في الفلبين زعم أنها أرسلت أموالًا إلى مجموعة «أبوسياف»، كما غسلت الأموال لصالح أسامة بن لادن، وقد قُتل في عام 2007.
ووفقًا لما ذكرته صحيفة الشرق الأوسط في تقرير بعنوان «مسلحون يقتلون جمال خليفة صهر بن لادن في منجمه بمدغشقر» في فبراير 2007، فيُعتقد أن محمد جمال الذي كان معروفًا باسم «أبو البراء» قد تلقى تدريبات مع «بن لادن» في معسكرات «المجاهدين الأفغان» بأفغانستان خلال فترة الاحتلال السوفييتي.
وكان جمال خليفة هدفًا لشكوك وتحريات كثيرة؛ ففي الفلبين؛ حيث استقر لفترة عقب مغادرته باكستان، اتهمه مسؤولون عام 1994 بإدارة أنشطة تجارية وأعمال خيرية كواجهات لتمويل الإرهابيين، بحسب الصحيفة.
وفي أعقاب هجمات سبتمبر 2001، أدان خليفة علنًا ما يقوم به صهره «بن لادن»، وحرص على أن ينأى بنفسه عن تلك الاعتداءات، وأكد في مقابلة أجرتها معه شبكة «سي إن إن» في نوفمبر 2004، أنه كان أول من صارح زعيم تنظيم القاعدة بأنه «يمضي في الاتجاه الخاطئ»، وأنه لم يكن يقرُّ ما كان يخطط له أسامة بن لادن ومستشاروه حينذاك من هجمات مسلحة تحت اسم «الجهاد».
وقال إنه كان صديقًا لـ«بن لادن» منذ أن كانا يدرسان معًا في جامعة الملك عبدالعزيز بمدينة جدة الساحلية غرب المملكة العربية السعودية في أواخر سبعينيات القرن العشرين، وتوطدت علاقتهما على مدى 10 أعوام كانا فيها معًا وعاشا في منزل واحد، لكن صداقته مع «بن لادن» انتهت في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي، ولكنهما ظلَّا على اتصال؛ حيث التقيا للمرة الأخيرة عام 1992 في السودان خلال «زيارة عائلية»؛ حيث كان زعيم تنظيم القاعدة يقيم هناك في ذلك الوقت.
ولما كان أبوبكر البغدادي مؤسس آخر تنظيم إرهابي، فهو يعتبر «حبة» أخرى في سلسلة القيادات التي فرغتها أفكار القاعدة المنبثقة عن الإخوان.
والتحق «البغدادي» بجماعة التوحيد والجهاد التي تستلهم نهج تنظيم القاعدة، وكان يقودها الأردني أبومصعب الزرقاوي، وكانت تقاتل في محافظة الأنبار العراقية، وتشرّب أفكار القاعدة من المعتقلين معه، وقاتل «البغدادي» القوات الأمريكية في العراق تحت إمرة «الزرقاوي» حتى مقتل الأخير في غارة أمريكية عام 2006، ومن بعده خليفته أبوعمر البغدادي الذي قُتل هو الآخر في العام 2010، وهو العام الذي تزعم فيه أبوبكر البغدادي تنظيم داعش.
ونقلت «رويترز» عن مقاتل غير سوري من مقاتلي تنظيم داعش في العراق والشام، إنه عندما قُتل أسامة بن لادن مؤسس القاعدة على يد قوات أمريكية في باكستان، كان البغدادي الشخص الوحيد الذي لم يبايع الظواهري.
ووفقًا لتقرير معنون بـ«زعيم الدولة الإسلامية في العراق والشام نجم الجهاد الصاعد»، قال المقاتل للوكالة: «كَلَّفَه الشيخ أسامة بتأسيس الدولة (داعش).. كانت هذه خطته قبل أن يُقتل (بن لادن)».