إيران تفتح مدارس لتعليم «الفارسية» بسوريا.. و10 آلاف ليرة للطالب شهريًّا

الثلاثاء 26/يونيو/2018 - 01:51 م
طباعة إيران تفتح مدارس أحمد سامي عبدالفتاح
 
كشف تقرير صدر عن جريدة «بغداد بوست» العراقية، قيام إيران بافتتاح مدارس لنشر اللغة الفارسية والمذهب الشيعي في عدد من المناطق السورية، أبرزها «دمشق، واللاذقية، ودير الزور، ومدينة البوكمال»، مشيرةً إلى أن طهران قد خصصت راتبًا شهريًّا قدره 10 آلاف ليرة سورية لكل طفل يلتحق بمدارسها، فضلًا عن مكافآت أخرى لمن يتقنون تعلم اللغة الفارسية بسرعة.

وفي يناير من العام الحالي، أعلنت جامعة «آزاد» الإيرانية تمكنها من الحصول على الموافقة القانونية؛ لافتتاح فروع لها في عدد من المدن السورية.

ويكشف هذا الأمر سعي إيران لترسيخ وجودها الثقافي والمذهبي في سوريا، وليس محاربة الإرهاب كما ادعت عند تدخلها في الأزمة السورية منذ بداية الأزمة عام 2011، بمعنى آخر، يمكننا أن نقول: إن إيران قد اتخذت من وجود التنظيمات الإرهابية في سوريا ذريعة لتتدخل عسكريًّا؛ بدعوى مواجهته، لكنها في واقع الأمر تعد أكثر المستفيدين من وجود تلك التنظيمات.

وتهدف إيران من افتتاح مدارس فارسية في سوريا إلى تكريس وجودها الثقافي إلى جوار وجودها العسكري؛ لأنها تدرك تمامًا أن وجودها العسكري قد يتم إنهاؤه في أي لحظة إذا ما توافقت القوى الدولية مع روسيا والنظام السوري على هذا الأمر.

وفي الصدد نفسه، تأمل إيران، من خلال مدارسها، أن تتمكن من السيطرة على عقول الدارسين من الأطفال؛ ليساعدها هذا الأمر في المستقبل على تنشئة جيل من السوريين تابع لها فكريًّا، ما سوف يضمن لها دورًا فاعلًا في سوريا تحت أسوأ الظروف.

ولا يمكننا أن نغفل دور هذه المدارس في تمويل الميليشيات الإيرانية الموجودة في سوريا، بمعنى آخر، أن الدولة الفارسية تأمل في أن تتمكن هذه المدارس من مساعدتها على إدخال الأموال؛ من أجل دعم الميليشيات الموالية لها، مستخدمةً هذه المدارس كغطاء لها، وذلك في حال اشتداد القيود والعقوبات الدولية على التحويلات المالية المتعلقة بإيران.

وتجدر الإشارة إلى أن إنشاء المؤسسات المدنية، أو الخيرية؛ من أجل تمويل الإرهاب يُعدُّ أمرًا شائعًا للغاية، فكلما أرادت دولة أن توفر تمويلًا لميليشيا أو تشكيل عسكري موالٍ لها، فإنها تقوم بإنشاء مؤسسة خيرية تقدم خدمات مجانية للمتضررين من الحرب داخل البلد الموجودة فيه الميليشيا، وفي الوقت ذاته، تقوم المنظمة الخيرية بالاقتطاع من ميزانيتها وإجراء تحويلات مالية للجهة المراد تمويلها، أو ربما يتم تسليم الأموال نقديًّا.

لم تكتفِ إيران بإنشاء المدارس فقط؛ حيث أنشأت أيضًا ما يُعرف بـ«المجلس الجعفري الأعلى»، الذي يترأسه شخص يُدعى «محمد علي المسكي»، ويخدم هذا المجلس كإطار سياسي وديني يعمل على التوفيق بين الفصائل الشيعية حتى لا تتنازع عسكريًّا فيما بينها، على غرار الميليشيات الإسلاموية.

ويولي «المجلس الجعفري» اهتمامًا كبيرًا للمناطق ذات الأغلبية الشيعية، مثل «المزرعة» في حمص، و«طرطوس» وعدد من أحياء مدينة دمشق، كما شوهد رئيسه يحضر جلسات التأبين الخاصة بالمقاتلين الشيعة، الذين لقوا حتفهم جراء المعارك الدائرة في سوريا، كما تصب أعمال هذا المجلس في صالح ترسيخ الوجود الشيعي المذهبي في سوريا اتساقًا مع سياسة إيران الطائفية.

شارك