«الزكاة» ومخاوف تحولها لـ«رأسمال» يُحيي الإرهاب
الأربعاء 27/يونيو/2018 - 10:05 ص
طباعة
هناء قنديل
أثارت فضيحة الكشف عن 416 ممولًا لـ«داعش» في فرنسا، استخدموا زكاة الفطر، غطاءً لتوفير رأسمال يسهم في إحياء التنظيم الإرهابي مجددًا، حالة من الجدل على مستوى العالم، خاصة في ظل التراجع الكبير لموارد التنظيم، ورصد محاولات خطيرة لإعادته إلى قوته التي كان عليها قبل عامين.
المعلومات الواردة حول استغلال العناصر الإرهابية، وفي صدارتهم الصادق الغرياني (مفتي ليبيا المعزول)، للزكاة في تمويل العمليات الإرهابية لـ«داعش»، أطلقت سؤالًا مهمًا وهو: هل تتحول الزكاة من وسيلة للتخفيف عن الفقراء إلى رأسمال يحيي الإرهاب ويمول نشاطه؟
خلال الأيام القليلة الماضية، فوجئ العالم بالمفتي المتطرف «الغرياني»، يدعو الشعب الليبي إلى ما وصفه، بـ(نصرة الجماعات المحتمية بمدينة «درنة»، مطالبًا بمدها بالمال، والعناصر البشرية)، لمواجهة هجمات الجيش الوطني الليبي.
ورغم عدم الاستجابة لهذه المطالب، ونجاح الجيش الليبي في مهمة تحرير درنة بنسبة كادت أن تصل إلى 100%، فإن النصائح المتواترة بتوجيه زكاتي «الفطر والمال» إلى تمويل الإرهاب في ليبيا وغيرها من الأماكن، تحمل خطورة شديدة، يمكن أن تفاجئنا بعودة تنظيم «داعش» بقوة.
وزعم المفتي الليبي المعزول أن ما تتعرض له مدينة درنة –يقصد عملية تحرير المدينة من الإرهابيين على يد الجيش الوطني الليبي- هو محاولة لإبعادها عن شرع الله، مدعيًا أن الاعتداء على المدينة اعتداءً على حرمات الله، محذرًا مَن يقف إلى جانب الجيش الوطني بأن الله سوف يخذله في حياته.
◄ معلومات خطيرة:
وكشف المدعي العام الفرنسي، خلال الشهرين الماضيين، عن التعرف على أسماء 416 ممولًا لتنظيم «داعش»، تحت غطاء الزكاة، موضحًا أن «عملًا منسقًا بين أجهزة الاستخبارات المالية، سمح بالتعرف على 416 متبرعًا في فرنسا في السنوات الأخيرة»، ولفت إلى أن هذا «العدد كبير جدًا»، وذلك وفق تصريحاته لوكالات الأنباء العالمية.
والمعلومات التي كشف عنها القضاء الفرنسي، أشارت إلى وجود أكثر من 320 شخصًا يجمعون أموال الزكاة في تركيا ولبنان، لتمكين الإرهابيين في سوريا من الحصول عليها، وأن «داعش» حصل على تمويلات الزكاة عبر جمعيات خيرية وهمية.
وأشار المسؤول الفرنسي إلى أن «هناك ملفات عديدة لدى القضاء تؤكد أن أهالي يُشتبه في إرسالهم أموالًا إلى أبنائهم الذين يشاركون في القتال في صفوف الجماعات الإرهابية، وقد صدرت أحكام في مثل هذه القضايا».
◄ ضعف السيطرة:
وفي هذا الشأن، يرى الخبير الأمني خالد عكاشة أن عدم السيطرة على مصارف الزكاة، وأساليب جمعها يمثل ثغرة كبرى في عدد من الدول، خاصة التي يتمتع الإرهاب فيها بوجود قوي، أو متوسط، مثل «ليبيا، الصومال، أفغانستان، ونيجيريا».
وأشار «عكاشة» إلى أن ضعف الرقابة والسيطرة على هذه الأموال منذ جمعها، وحتى وصولها إلى الجهات التي تتولى صرفها، وإبقاء هذا الأمر في أيدي أفراد، ينذر بتحول هذه الأموال إلى رأسمال إرهابي، يُعين تنظيم «داعش» على استعادة جانب كبير من موارده المفقودة، التي أسهمت في سقوطه.
ولفت «عكاشة» إلى أن ما جرى في مدينة درنة، ليس سوى نموذج لما يحدث في الخفاء، ضمن هذا الملف، مضيفًا: «حتى ما كشفته فرنسا، لا يمثل إلا جزءًا صغيرًا من آليات توفير التمويل للتنظيم الإرهابي».
وأوضح الخبير الأمني أن التنظيمات الإرهابية، ومنها «جماعة الإخوان، داعش، بوكو حرام، وطالبان»، تعتمد على تعاطف الكتل الاجتماعية، وبالتالي استدرار المال منها بزعم الجهاد، لافتا إلى أن الحصول على أموال الزكاة بات من أهم موارد تمويل الإرهاب حاليًا، في كثير من دول العالم الإسلامي.
وكشف أن تنظيم الإخوان الإرهابي، كان يحصل على 188 مليون جنيه مصري سنويًّا، كتبرعات وصدقات من داخل مصر.
◄ مخاوف متصاعدة:
في السياق نفسه، أكد الخبير في شؤون الجماعات الإسلاموية، أحمد بان، أن المخاوف من تحول أموال الزكاة إلى وسيلة لتمويل النشاط الإرهابي لتنظيم داعش، ليستعيد عافيته باتت متصاعدة إلى حد كبير، لافتًا إلى أن الكثير من الجماعات المتطرفة تعتبر الزكاة إحدى وسائل تمويلها، عبر استقطاب ضعاف النفوس، وإقناعهم بأن التنظيم يمارس الجهاد، وأن تمويله يعد من المصارف الشرعية للزكاة.
ودعا «بان» إلى حصر إدارة أموال الزكاة والتبرعات الخيرية، في جهات رسمية بالدول الإسلامية، مثل«الأزهر» في مصر، وذلك لضمان عدم وصولها إلى جهات متطرفة ومشبوهة.
◄ أرقام مهمة:
بقي أن نشير إلى نبذة بالأرقام حول أموال الزكاة، لتوضيح الصورة حول المبالغ التي يمكن أن تصل إلى أيدي الإرهابيين، حيث تبلغ حصيلة الزكاة سنويًّا في مصر، بحسب الإحصاءات الرسمية إلى ما يعادل نحو 3 مليارات دولار، ويستفيد منها 7 آلاف شخص من ذوي الأمراض المزمنة، و22 ألفا من المرضى العاديين، وكذلك 62 ألف أسرة من العائلات الفقيرة، والطلاب.
وإذا وضعنا في الاعتبار أن هناك جانبًا كبيرًا من مبالغ الزكاة التي يتصرف فيها أصحابها بشكل منفرد، نجد أنفسنا أمام مبالغ هائلة كفيلة بإحياء تنظيم «داعش» بسهولة، إذا لم يتم إحكام السيطرة على تلك الثغرة الخطيرة.
المعلومات الواردة حول استغلال العناصر الإرهابية، وفي صدارتهم الصادق الغرياني (مفتي ليبيا المعزول)، للزكاة في تمويل العمليات الإرهابية لـ«داعش»، أطلقت سؤالًا مهمًا وهو: هل تتحول الزكاة من وسيلة للتخفيف عن الفقراء إلى رأسمال يحيي الإرهاب ويمول نشاطه؟
خلال الأيام القليلة الماضية، فوجئ العالم بالمفتي المتطرف «الغرياني»، يدعو الشعب الليبي إلى ما وصفه، بـ(نصرة الجماعات المحتمية بمدينة «درنة»، مطالبًا بمدها بالمال، والعناصر البشرية)، لمواجهة هجمات الجيش الوطني الليبي.
ورغم عدم الاستجابة لهذه المطالب، ونجاح الجيش الليبي في مهمة تحرير درنة بنسبة كادت أن تصل إلى 100%، فإن النصائح المتواترة بتوجيه زكاتي «الفطر والمال» إلى تمويل الإرهاب في ليبيا وغيرها من الأماكن، تحمل خطورة شديدة، يمكن أن تفاجئنا بعودة تنظيم «داعش» بقوة.
وزعم المفتي الليبي المعزول أن ما تتعرض له مدينة درنة –يقصد عملية تحرير المدينة من الإرهابيين على يد الجيش الوطني الليبي- هو محاولة لإبعادها عن شرع الله، مدعيًا أن الاعتداء على المدينة اعتداءً على حرمات الله، محذرًا مَن يقف إلى جانب الجيش الوطني بأن الله سوف يخذله في حياته.
◄ معلومات خطيرة:
وكشف المدعي العام الفرنسي، خلال الشهرين الماضيين، عن التعرف على أسماء 416 ممولًا لتنظيم «داعش»، تحت غطاء الزكاة، موضحًا أن «عملًا منسقًا بين أجهزة الاستخبارات المالية، سمح بالتعرف على 416 متبرعًا في فرنسا في السنوات الأخيرة»، ولفت إلى أن هذا «العدد كبير جدًا»، وذلك وفق تصريحاته لوكالات الأنباء العالمية.
والمعلومات التي كشف عنها القضاء الفرنسي، أشارت إلى وجود أكثر من 320 شخصًا يجمعون أموال الزكاة في تركيا ولبنان، لتمكين الإرهابيين في سوريا من الحصول عليها، وأن «داعش» حصل على تمويلات الزكاة عبر جمعيات خيرية وهمية.
وأشار المسؤول الفرنسي إلى أن «هناك ملفات عديدة لدى القضاء تؤكد أن أهالي يُشتبه في إرسالهم أموالًا إلى أبنائهم الذين يشاركون في القتال في صفوف الجماعات الإرهابية، وقد صدرت أحكام في مثل هذه القضايا».
◄ ضعف السيطرة:
وفي هذا الشأن، يرى الخبير الأمني خالد عكاشة أن عدم السيطرة على مصارف الزكاة، وأساليب جمعها يمثل ثغرة كبرى في عدد من الدول، خاصة التي يتمتع الإرهاب فيها بوجود قوي، أو متوسط، مثل «ليبيا، الصومال، أفغانستان، ونيجيريا».
وأشار «عكاشة» إلى أن ضعف الرقابة والسيطرة على هذه الأموال منذ جمعها، وحتى وصولها إلى الجهات التي تتولى صرفها، وإبقاء هذا الأمر في أيدي أفراد، ينذر بتحول هذه الأموال إلى رأسمال إرهابي، يُعين تنظيم «داعش» على استعادة جانب كبير من موارده المفقودة، التي أسهمت في سقوطه.
ولفت «عكاشة» إلى أن ما جرى في مدينة درنة، ليس سوى نموذج لما يحدث في الخفاء، ضمن هذا الملف، مضيفًا: «حتى ما كشفته فرنسا، لا يمثل إلا جزءًا صغيرًا من آليات توفير التمويل للتنظيم الإرهابي».
وأوضح الخبير الأمني أن التنظيمات الإرهابية، ومنها «جماعة الإخوان، داعش، بوكو حرام، وطالبان»، تعتمد على تعاطف الكتل الاجتماعية، وبالتالي استدرار المال منها بزعم الجهاد، لافتا إلى أن الحصول على أموال الزكاة بات من أهم موارد تمويل الإرهاب حاليًا، في كثير من دول العالم الإسلامي.
وكشف أن تنظيم الإخوان الإرهابي، كان يحصل على 188 مليون جنيه مصري سنويًّا، كتبرعات وصدقات من داخل مصر.
◄ مخاوف متصاعدة:
في السياق نفسه، أكد الخبير في شؤون الجماعات الإسلاموية، أحمد بان، أن المخاوف من تحول أموال الزكاة إلى وسيلة لتمويل النشاط الإرهابي لتنظيم داعش، ليستعيد عافيته باتت متصاعدة إلى حد كبير، لافتًا إلى أن الكثير من الجماعات المتطرفة تعتبر الزكاة إحدى وسائل تمويلها، عبر استقطاب ضعاف النفوس، وإقناعهم بأن التنظيم يمارس الجهاد، وأن تمويله يعد من المصارف الشرعية للزكاة.
ودعا «بان» إلى حصر إدارة أموال الزكاة والتبرعات الخيرية، في جهات رسمية بالدول الإسلامية، مثل«الأزهر» في مصر، وذلك لضمان عدم وصولها إلى جهات متطرفة ومشبوهة.
◄ أرقام مهمة:
بقي أن نشير إلى نبذة بالأرقام حول أموال الزكاة، لتوضيح الصورة حول المبالغ التي يمكن أن تصل إلى أيدي الإرهابيين، حيث تبلغ حصيلة الزكاة سنويًّا في مصر، بحسب الإحصاءات الرسمية إلى ما يعادل نحو 3 مليارات دولار، ويستفيد منها 7 آلاف شخص من ذوي الأمراض المزمنة، و22 ألفا من المرضى العاديين، وكذلك 62 ألف أسرة من العائلات الفقيرة، والطلاب.
وإذا وضعنا في الاعتبار أن هناك جانبًا كبيرًا من مبالغ الزكاة التي يتصرف فيها أصحابها بشكل منفرد، نجد أنفسنا أمام مبالغ هائلة كفيلة بإحياء تنظيم «داعش» بسهولة، إذا لم يتم إحكام السيطرة على تلك الثغرة الخطيرة.