ندوة داكار الدولية: القوة وحدها لا تكفي لدحر الإرهاب

الأربعاء 27/يونيو/2018 - 10:06 ص
طباعة ندوة داكار الدولية: نهلة عبدالمنعم
 
شهد فندق قصر الملك فهد بالعاصمة السنغالية داكار، أمس أول الإثنين 25 يونيو 2018، انعقاد ندوة «داكار الدولية للسلام والأمن في أفريقيا»، تحت عنوان: «منع ومكافحة التطرف العنيف»؛ وذلك لمناقشة القضايا المتعلقة بالتطرف الدولي الذي يهدد القارة السمراء، إضافة إلى توغل الجماعات الإرهابية في أعماقها، وذلك بمشاركة باحثين ووفود من الدول المعنية.

فيما أعلنت وزارة الخارجية السنغالية، أن الندوة ستركز بشكل أساسي على بحث وسائل مكافحة التطرف والعنف بالقارة السمراء، استمرارًا للنهج الذي أرسته النسخة الرابعة من المنتدى الدولي، الذي عُقد في نوفمبر عام 2017، وتمهيدًا لإطلاق الدورة الخامسة من منتدى داكار الدولي للسلام والأمن في أفريقيا.

وخلال الندوة صرح الباحث في جامعة «Gaston Berger University» في سانت لويس بالسنغال، الدكتور بكاري سامبي، بأن القوة وحدها- متمثلة في الجهود العسكرية- لن تكفي لهزيمة الإرهاب الدولي ودحره في المناطق التي تتعرض له، ونصح «سامبي» باتباع نهج شامل يتضمن أساليب للوقاية والتدخل والتكامل والمصالحة مع جميع طوائف المجتمع، إلى جانب ضرورة اتباع سياسات تشارك فيها منظمات المجتمع المدني وقادة الدين والعائلات المختلفة؛ لحماية البلاد من احتمالية انجراف مواطنيها إلى تيار الإرهاب.

وفي رأي مختلف قال مدير مركز الدراسات العليا للدفاع والأمن «CHEDS»، الجنرال بول ندياي: إن الاستجابة الأمنية في الحرب ضد الإرهاب أمر مهم وضروري، إضافة إلى وجوب اشتراك الوكالات الأمنية والاستخباراتية ومراكز الدراسات الدفاعية والاستراتيجية كافة في مكافحة التطرف؛ لما لها من دور فاعل في هذا الأمر.

يُذكر أن «منتدى دكار للسلام والأمن» هو حدث دولي يُعقد بشكل سنوي، وتحضره وفود رفيعة المستوى تمثل وزارات الخارجية الأفريقية، إلى جانب رؤساء بعض الدول الأفريقية الحريصة على تجنيب بلادها ويلات التطرف.

وعن المرجعية التاريخية للدور العسكري في محاربة الإرهاب، ذكر بحث للمعهد الأمريكي للدراسات الاستراتيجية أن جذور الأهمية العسكرية في الحرب الدائرة على المتشددين تعود إلى فرقة «GSG9»، التي أنشأتها السلطات الألمانية في أبريل 1973 كأول وحدة مخصصة لمكافحة الإرهاب، ومن ثم تبعها المزيد من الوحدات الدولية التي وجدت خصيصًا للسبب نفسه.

فيما أشارت الدراسة إلى المساعدات التي تقدمها وحدات مكافحة الإرهاب على مستوى التعاون العسكري والتدريبات القتالية للدول الأخرى في المناطق التي تنشط فيها الجماعات الإرهابية، مثل المساعدات العسكرية، التي قدمتها الولايات المتحدة للقوات العسكرية في آسيا الوسطى إلى جانب الإسهامات الأوروبية في تدريب الجيوش بالقرن الأفريقي لمواجهة التطرف.

فيما تكمن أهمية وخطورة القوات المسلحة النظامية للدول في إقدامها على شن غارات وهجمات انتقامية، ضد الدول التي ترعى وتشجع الإرهاب؛ لإجبارها على التوقف عن دعم عناصر التطرف.

شارك