الفصائل المنشقة.. الأمل الأخير لـ«تحرير الشام»

الأربعاء 27/يونيو/2018 - 03:21 م
طباعة الفصائل المنشقة.. آية عز
 
في محاولة بائسة منها لاستعادة توازنها، طالبت ما تُسمى «هيئة تحرير الشام» (تيار إرهابي مسلح يوجد في محافظة إدلب شمالي سوريا)، خلال الساعات القليلة الماضية، جميع عناصرها وكتائبها التي أعلنت الانفصال عنها، العودة من أجل الاتحاد والتعاون فيما بينهم، والذهاب إلى جنوب سوريا، وشن هجمات إرهابية ضد قوات الجيش السوري للسيطرة على تلك المنطقة.
كما دعت جميع عناصرها إلى طيّ صفحة الخلافات القديمة، وفتح صفحة جديدة، وكذا وجهت الدعوة لجميع الفصائل السورية المسلحة لتشكيل غرفة عمليات عسكرية موحدة، تكون مخصصة لدرعا والقنطيرة، إحدى محافظات الجنوب السوري.

وخلال الفترة السابقة شهدت هيئة «تحرير الشام» خلافات كبيرة وصلت حد الانشقاق والانفصال؛ بسبب تسريبات صوتية انتشرت العام الماضي لعدد من قادة الهيئة، وكان من بينهم محمد الجولاني، وأبوحمزة بنش، وأبوحسين الأردني، وهؤلاء وجهوا إهانات بالغة لعدد من العناصر والمشرعين.

ولم يكتفِ الثلاثة بالإهانات التي وجهوها لعناصر الهيئة، بل طالب أحدهم بإلقاء القبض على عدد من القادة في الهيئة أو اغتيالهم، وعقب انتشار هذه التسريبات ووصولها إلى بقية القيادات والعناصر، بدأت الأزمات تتوالى على هيئة تحرير الشام، وانشق عنها عدد كبير من العناصر والقيادات، وكوَّنوا لأنفسهم فصائل مسلحة، ومع مرور الوقت وتفاقم الأزمات بدأت تلك الفصائل تُقاتل بعضها البعض، على خلفية ما جاء في التسريبات، وحينها اختار عدد منهم ترك السلاح، والتوجه إلى تركيا.

ومنذ ذلك الحين وهيئة «تحرير الشام» تُواجه تصدعات في جدارها وأصبحت فصيلًا ضعيفًا هشًّا، خاصةً عقب انفصال أقوى 3 كتائب لديها، وهي ما تُعرف بـ(جيش الأحرار وفتح الشام وحركة نورالدين الزنكي).

وخلال الساعات القليلة الماضية انفصلت عنها 4 كتائب كبيرة، وأعلنت انضمامها لما يُعرف بـ«جبهة أنصار الدين» (فصيل جهادي مسلح أعلن نفسه في الـ25 من يوليو 2014).
ويقول هشام النجار، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية: إن هيئة تحرير الشام تُواجه في الوقت الحالي الكثير من الأزمات، وتخشى أن تنهار في أي وقت؛ لذلك تطلب من الفصائل التي انشقت عنها في وقت سابق العودة إليها.

وأكد «النجار» في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن تنظيم القاعدة في الوقت الحالي يُؤسس كِيانًا جديدًا وعالميًّا ليُنافس به جميع الكيانات التي انفصلت عنه، مثل هيئة «تحرير الشام»، التي ترغب في توحيد صفوفها من جديد؛ لتواجه أيمن الظواهري والكِيان الجديد الذي ينشئه.

وأشار الباحث في شؤون الحركات الإسلاموية، إلى أن هيئة «تحرير الشام» ترغب في الذهاب إلى الجنوب السوري لتحقيق مصالح معينة وليس لمحاربة القوات الروسية والأمريكية؛ لأن هدفها الحقيقي هو تنفيذ هجمات إرهابية ضد قوات الجيش السوري، والحصول على تمويلات من الأتراك، بجانب ذلك فهي تريد تجنيد الشاب المُقام لروسيا وأمريكا في جنوب سوريا.

شارك