«من الصيدلية للمطبخ».. أساليب القتل السريع عند داعش

الجمعة 29/يونيو/2018 - 03:15 م
طباعة «من الصيدلية للمطبخ».. شيماء حفظي
 
زيادة في ترويج فكره الدموي بين صفوف من غرَّر بهم من السُّذَّج، وسعيًا لكسب وجذب المزيد من المخدوعين والمضَللين ممن يصدقون تُرَّهَاته في خطاباته الإرهابيَّة تحت زعم الجهاد، ورفعًا لمعنويات مُنهارة وصِفريَّة لعناصره التي باتت تُفكر في الفرار والهروب في اليوم ألف مرة، طرح تنظيم داعش شرحًا موثقًا لأساليب القتل السريع عبر الحصول على أدوات ومواد بسيطة يسهل الحصول عليها من الصيدلية، أو المتاجر ومحال البقالة، وربما تجد بعضها في المطبخ.

أعد داعش ما أسماه «نصائح وأفكار جهادية»، وذلك لمضاعفة نتائج أعماله الفردية التي ينفذها «الذئاب المنفردة»، جاء ذلك في وثائق تابعة لتنظيم داعش- حصل «المرجع» على نسخة منها- وتلقتها الجماعات الموالية له.

تعرض الوثائق الداعشيَّة كيفية تنفيذ عملية طعن ناجحة، وتحضير بيروكسيد الأسيتون، وعمل الصاعق وعبوات أفراد شعبية «قنبلة يدوية»، إضافة إلى كيفية تصنيع سم الريسين وطريقة استخدامه.

ويرى التنظيم – وفقا للوثائق – أن الطعن يعد أفضل أساليب القتل، وشرح كيفية اختيار السكين، وطريقة القتل واختيار المكان الأقرب لوفاة الهدف.

وأوصت الوثائق «الذئاب المنفردة» باختيار المكان المناسب والكيفية المناسبة لتنفيذ عملية الطعن، واختيار أماكن لا تكون أهدافه متباعدة فالأماكن المفتوحة والشوارع ليست مناسبة، واختيار أماكن يرتادها أصحاب الأموال والمرفهين «مطعم فاخر، بنك..» اختر مكانًا بعيدًا عن وجود الشرطة أو الجنود أو المسلحين «المستوطنين».

ولم يكتفِ التنظيم بتحفيز عناصره لتحقيق رغبته في القتل، لكنه أعطاهم نصائحَ للتخفي، فقالت الوثائق «البس قبعة إضافية» «طاقية» كي لا ترى ملامحك كاميرات المراقبة وفي حال قدر الله لك الانسحاب اخلعها فورا ولو غيرت قميصك يكون أفضل.

الطعن ليس الوسيلة الوحيدة التي يريد التنظيم تعليمها لمن يتبعون منهجه من الذئاب المنفردة؛ حيث يشرح في وثيقة منفردة طريقة تحضير مواد متفجرة تسمى «أم العبد» وهي تفاعل كيميائي اسمه «بيروكسيد الأسيتون».

ويشرح التنظيم في الوثيقة كيفية تحضير التفاعل واستخلاص المادة المتفجرة من الماء الناتجة عن التفاعل الكيميائي باستخدام ورق فلتر القهوة، وتنوه الوثيقة إلى أن هذه المادة غير صالحة للتخزين وتصبح غير مستقرة مع الوقت كما أنها حساسة جدًا للحرارة والطرق والاحتكاك، ويجب معاملتها بحذر شديد وعدم استخدام أي أدوات حادة معها كالسكين، إضافة إلى أنه لا يجب تحضيرها إلا قبل يومين أو يوم واحد من الاستخدام.

ويستخدم «بروكسيد أسيتون» وحده للقتل، أو يمكن استخدامه لعمل وسيلة قتل أخرى – أطلق عليها التنظيم – الصاعق باستخدام «سرنجة» وفتيل، ويتم تعبئته في السرنجة، تمهيدا لصناعة متفجر «صاعق»، وأقل ضرر يمكن أن يلحقه في حال انفجر بيد شخص قطع تلك اليد.

ويبدو أن إعدادات صغيرة من الصيدلية، يمكن للتنظيم تحضير قاتلات فتاكة من خلال امتلاكها، ومن هذه المواد القاتلة «سم الريسين» حيث قدم التنظيم لأعضائه طريقة تصنيعه منزليًا. وقد سبق وأن نشر المرجع تقريرًا عن لجوء «داعش» لإرهاب أوروبا بيولوجيا عن طريق سم الريسين.

حيث يصف داعش «الريسين»، بأنه من السموم القوية جدًا التي لم يوجد لها علاج حتى الآن، ويمنع إنتاج البروتين وهذا يتسبب في قتل خلايا الجسم، ليؤدي إلى الموت خلال ساعات معدودة، بسبب توقف كل من الكبد والكلى والمرارة وكذلك صعود الماء على الرئتين.

ويمكن استخدام السم في عمل الذئاب المنفردة، من خلال تسميم السكين المستخدم في عملية الطعن به، بعد خلطه بمادة لها خاصية الامتصاص السريع، أو من خلال نشر السم في الهواء وفائدة هذا وصول السم إلى لأكبر عدد من الأعداء، وتلك الطريقة تسمى «الانتشار بالتفجير» ويتم تفجيره في أماكن عامة كالمطاعم أو المول التجاري.

ومن الصيدلية إلى المطبخ، يستخدم داعش الخضراوات بصناعة مواد قاتلة، منها «بخاخ الفلفل» والذي يستخدم في تحضيره «شطة حمراء ناعمة وأسيتون».

ووفقًا لوثائق التنظيم، يتم استخدام سائل الفلفل، من خلال «سرنجة» ويوجه بشكل أساسي إلى العينين، حيث يفقد الشخص المصاب بعد رشه به، بعدم القدرة على التركيز في شيء سوى وجهه وعينيه، وهو يعد عاملًا مساعدًا لتنفيذ العمليات الإرهابية.

شارك