تنصيب «عبدالناصر» مرشدًا عامًّا للإخوان.. حقيقة أم وهم؟
الإثنين 23/يوليو/2018 - 01:37 م
طباعة
دعاء إمام
شغلت الهوية السياسية لرئيس مصر الراحل جمال عبدالناصر، الكثيرين، فمنهم من أكد أنه بايع جماعة الإخوان في أربعينيات القرن الماضي، ووصفوه بأنه «نبتة إخوانية»، بل تحدثوا عن تيار في الجماعة سعى لتنصيبه مرشدًا عامًّا، وأن هناك وصية من المرشد الأول لتزكيته، وتحدث آخرون ونفوا عن «ناصر» انضمامه للجماعة.
روايات كثيرة يقصها محبو وكارهو الرئيس، وكل يزعم أنه يحاجج بالبراهين والأدلة.
جاءت أولى الروايات على لسان المؤرخ أحمد رائف، الذي كان عضوًا في الجماعة ثم خرج منها واكتفى بالتأريخ عنها، إذ كشف عن أسماء مجموعة من قيادات الجماعة كانت تسعى لتنصيب عبدالناصر مرشدًا للجماعة، أبرزهم الشيخ محمد الغزالي (مفكر إسلامي انتسب للإخوان في بداية حياته)، وسيد سابق (قيادي ومفتي الجماعة)، وصلاح شادي (مسؤول قسم الوحدات في النظام الخاص)، ومحمد حلمي المنياوي ومحمد جود، كانوا جميعًا يرحبون بتولي عبدالناصر منصب المرشد.
وقال في حوار منشور بتاريخ 21 أغسطس 2008 على أحد المواقع المصرية، ردًّا على سؤال «هل كان عبدالناصر يريد أن يكون على قمة الهرم في الإخوان؟» مجيبًا: «ليس عبدالناصر الذي كان يريد ذلك، بل إن الكثير من الشيوخ والشباب في الجماعة كانوا يريدون أن يكون عبدالناصر مرشدًا عامًّا رغم صغر سنه، لكن هذه الأفكار لم تلقَ قبولًا من الإخوان وقيادات الجماعة، وكتب الغزالي حول هذا الخلاف في بعض كتبه التي أعلن فيها تأييده لعبدالناصر ورفضه لقيادة الجماعة، بل وحسن الهضيبي ذاته، وكان كتاب «في موكب الدعوة» و«من معالم الحق» وحاولت الجماعة مهاجمة الكتابين بل وصادروهما.
وأردف: «طرح بعض الإخوان أفكارًا لكيفية التعامل مع عبدالناصر، بعد عامين من ثورة 1952، وعام على خروجه من الجماعة، منها توليته مرشدًا أو قتله أو مهادنته، ولكن لم يكن أحد من القيادات الكبيرة ومكتب الإرشاد يوافق أو يقر هذه الأفكار».
أما ثروت الخرباوي (قيادي إخواني انشق عن الجماعة عام 2002)، له رأي مخالف لما ذهب إليه «رائف»، إذ يتحدث لـ«المرجع» عن كذب افتراضية انضمام عبدالناصر للجماعة من الأساس، قائلًا: «ناصر لم يكن يومًا من الإخوان، ولم يفكر أحد في تنصيبه مرشدًا عامًّا للجماعة».
وأضاف أن فكرة انتماء الرئيس الراحل للجماعة طُرحت بشكل سطحي، فطبيعة دخول الأفراد إلى الإخوان، وانتقاء أفراد منهم لحمل السلاح ودخول النظام الخاص تناقض شخصية «عبدالناصر»؛ لأن شخصيته لا تقبل أن يبايع ويعطي الحق للجماعة أو المرشد أن يحلَّ دمه إذا أفشى سرًّا أو خالف أمرًا، فتلك الرواية مخالفة لسيكولوجية عبدالناصر.
وعن حقيقة إطلاق اسم حركي على جمال عبدالناصر بعد انضمامه للنظام الخاص، نفى «الخرباوي» صحة ما تردد بشأن اختيار اسم «زغلول عبدالقادر» على الرئيس الراحل؛ مؤكدًا أن هذه الفترة لم تكن هناك أسماء حركية لرجال التنظيم، وإلا ما وصلت إلينا أسماء القيادات الحقيقة لمؤسسي وقيادات النظام الخاص.
فيما أثار المستشار الدمرداش العقالي (الأب الروحي للشيعة في مصر، وأحد أعضاء النظام الخاص في خمسينيات القرن الماضي)، حالة من الجدل بشهادته عن وصية لـ«البنّا» قبل اغتياله، تفيد برغبته في تنصيب عبدالناصر مرشدًا من بعده، إذ وصف عبدالناصر بأنه «نبتة إخوانية»، وأنه بايع حسن البنا المرشد العام للحركة بنفس الطريقة التي بايعه بها أي عضو آخر في التنظيم، وأصبح منذ ذلك الوقت من عام 1942 عضوًا عاملًا في جماعة الإخوان.
وظلت الجماعة بقيادة حسن البنا وعبدالرحمن السندي في القطاع المدني، وجمال عبدالناصر في القطاع العسكري، تعمل لتغيير الأوضاع في مصر، والاستيلاء على السلطة، بحسب العقالي.
وتابع في حوار له عام 2010: «عندما صدر قرار بحلِّ الجماعة في 1948 واعتقل جميع قيادة الإخوان ما عدا البنا، حينئذ أيقن الرجل أنه استبقى ليُصفّى؛ لأنه لا معنى لأن تُعتقل جميع قيادات الإخوان دونه، إلا أن يكون ذلك الأمر يدبر له خاصة، فأعد وصيته وذهب بها ليسلمها إلى صالح حرب باشا في جمعية الشبان المسلمين (جمعية دينية اجتماعية تأسست عام 1927) في الليلة التي قُتِلَ فيها (12 فبراير 1948) وكتب البنا موصيًا بأن يكون المسؤول عن الإخوان في حالة اغتياله أو غيابه هو عبدالرحمن السندي رئيس الجهاز الخاص، وإذا لم يكن السندي موجودًا يصبح جمال عبدالناصر هو المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين»، لكن بعض قيادات الإخوان ردوا على «العقالي»، بأنه عند اغتيال البنّا كان ناصر في العقد الثالث من عمره ولم تكن ثقافته الشرعية تؤهله لتولي هذا المنصب.
روايات كثيرة يقصها محبو وكارهو الرئيس، وكل يزعم أنه يحاجج بالبراهين والأدلة.
جاءت أولى الروايات على لسان المؤرخ أحمد رائف، الذي كان عضوًا في الجماعة ثم خرج منها واكتفى بالتأريخ عنها، إذ كشف عن أسماء مجموعة من قيادات الجماعة كانت تسعى لتنصيب عبدالناصر مرشدًا للجماعة، أبرزهم الشيخ محمد الغزالي (مفكر إسلامي انتسب للإخوان في بداية حياته)، وسيد سابق (قيادي ومفتي الجماعة)، وصلاح شادي (مسؤول قسم الوحدات في النظام الخاص)، ومحمد حلمي المنياوي ومحمد جود، كانوا جميعًا يرحبون بتولي عبدالناصر منصب المرشد.
وقال في حوار منشور بتاريخ 21 أغسطس 2008 على أحد المواقع المصرية، ردًّا على سؤال «هل كان عبدالناصر يريد أن يكون على قمة الهرم في الإخوان؟» مجيبًا: «ليس عبدالناصر الذي كان يريد ذلك، بل إن الكثير من الشيوخ والشباب في الجماعة كانوا يريدون أن يكون عبدالناصر مرشدًا عامًّا رغم صغر سنه، لكن هذه الأفكار لم تلقَ قبولًا من الإخوان وقيادات الجماعة، وكتب الغزالي حول هذا الخلاف في بعض كتبه التي أعلن فيها تأييده لعبدالناصر ورفضه لقيادة الجماعة، بل وحسن الهضيبي ذاته، وكان كتاب «في موكب الدعوة» و«من معالم الحق» وحاولت الجماعة مهاجمة الكتابين بل وصادروهما.
وأردف: «طرح بعض الإخوان أفكارًا لكيفية التعامل مع عبدالناصر، بعد عامين من ثورة 1952، وعام على خروجه من الجماعة، منها توليته مرشدًا أو قتله أو مهادنته، ولكن لم يكن أحد من القيادات الكبيرة ومكتب الإرشاد يوافق أو يقر هذه الأفكار».
أما ثروت الخرباوي (قيادي إخواني انشق عن الجماعة عام 2002)، له رأي مخالف لما ذهب إليه «رائف»، إذ يتحدث لـ«المرجع» عن كذب افتراضية انضمام عبدالناصر للجماعة من الأساس، قائلًا: «ناصر لم يكن يومًا من الإخوان، ولم يفكر أحد في تنصيبه مرشدًا عامًّا للجماعة».
وأضاف أن فكرة انتماء الرئيس الراحل للجماعة طُرحت بشكل سطحي، فطبيعة دخول الأفراد إلى الإخوان، وانتقاء أفراد منهم لحمل السلاح ودخول النظام الخاص تناقض شخصية «عبدالناصر»؛ لأن شخصيته لا تقبل أن يبايع ويعطي الحق للجماعة أو المرشد أن يحلَّ دمه إذا أفشى سرًّا أو خالف أمرًا، فتلك الرواية مخالفة لسيكولوجية عبدالناصر.
وعن حقيقة إطلاق اسم حركي على جمال عبدالناصر بعد انضمامه للنظام الخاص، نفى «الخرباوي» صحة ما تردد بشأن اختيار اسم «زغلول عبدالقادر» على الرئيس الراحل؛ مؤكدًا أن هذه الفترة لم تكن هناك أسماء حركية لرجال التنظيم، وإلا ما وصلت إلينا أسماء القيادات الحقيقة لمؤسسي وقيادات النظام الخاص.
فيما أثار المستشار الدمرداش العقالي (الأب الروحي للشيعة في مصر، وأحد أعضاء النظام الخاص في خمسينيات القرن الماضي)، حالة من الجدل بشهادته عن وصية لـ«البنّا» قبل اغتياله، تفيد برغبته في تنصيب عبدالناصر مرشدًا من بعده، إذ وصف عبدالناصر بأنه «نبتة إخوانية»، وأنه بايع حسن البنا المرشد العام للحركة بنفس الطريقة التي بايعه بها أي عضو آخر في التنظيم، وأصبح منذ ذلك الوقت من عام 1942 عضوًا عاملًا في جماعة الإخوان.
وظلت الجماعة بقيادة حسن البنا وعبدالرحمن السندي في القطاع المدني، وجمال عبدالناصر في القطاع العسكري، تعمل لتغيير الأوضاع في مصر، والاستيلاء على السلطة، بحسب العقالي.
وتابع في حوار له عام 2010: «عندما صدر قرار بحلِّ الجماعة في 1948 واعتقل جميع قيادة الإخوان ما عدا البنا، حينئذ أيقن الرجل أنه استبقى ليُصفّى؛ لأنه لا معنى لأن تُعتقل جميع قيادات الإخوان دونه، إلا أن يكون ذلك الأمر يدبر له خاصة، فأعد وصيته وذهب بها ليسلمها إلى صالح حرب باشا في جمعية الشبان المسلمين (جمعية دينية اجتماعية تأسست عام 1927) في الليلة التي قُتِلَ فيها (12 فبراير 1948) وكتب البنا موصيًا بأن يكون المسؤول عن الإخوان في حالة اغتياله أو غيابه هو عبدالرحمن السندي رئيس الجهاز الخاص، وإذا لم يكن السندي موجودًا يصبح جمال عبدالناصر هو المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين»، لكن بعض قيادات الإخوان ردوا على «العقالي»، بأنه عند اغتيال البنّا كان ناصر في العقد الثالث من عمره ولم تكن ثقافته الشرعية تؤهله لتولي هذا المنصب.