قتال«بيجاك» والحرس الثوري.. فصل جديد من الصراع بين إيران والأكراد

الثلاثاء 24/يوليو/2018 - 01:00 م
طباعة قتال«بيجاك» والحرس إسلام محمد
 
جاء إعلان حزب «الحياة الحرة الكردستاني» (بيجاك)، مسؤوليته عن الهجوم الذي وقع السبت الماضي على الحرس الثوري الإيراني، ليجدد سلسلة الصراعات بين نظام الملالي والأكراد بعد فترة من الهدوء الحذر، فأصابع الاتهام كانت تتوجه تلقائيًّا إلى الحزب، وقد ردت السلطات الإيرانية على الهجوم بقصف القرى الكردية التي تقع داخل الحدود العراقية على اعتبار أن المهاجمين اتوا من الجانب الآخر من الحدود.
وقالت السلطات الإيرانية إن 11 فردًا قتلوا، وأُصيب 8 آخرون من الحرس الثوري، في الاشتباك الذي وقع على أطراف مدینة مریوان في محافظة كردستان شمال غربي البلاد.

الهجوم الكردي لم يأتِ من فراغ، فالحزب وجه خلال الشهرين الأخيرين اتهامات لنظام الملالي، باغتيال عدد من رجاله الموجودين في إقليم كردستان العراق، أشهرهم «قادر قادري»، القيادي في الجناح العسكري للحزب، وجاءت العملية الانتقامية متسمة بطابع ثأري بحت بعد الاغتيالات الأخيرة.
تجفيف المنابع
من جهته أكد محمد محسن أبوالنور، رئيس ومؤسس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية (أفايب)، أن العمليات العسكرية بين السلطات الإيرانية وعناصر حزب «الحياة الحرة الكردستاني» «بيجاك» لن يتم إيقافها، على الأقل في المديين القريب والمتوسط؛ نظرًا للدعم الكبير الذي تتلقاه عناصر الحزب، التي تعتبر الرافد الشرقي لحزب العمال الكردستانى في تركيا، وهو الذي يتم تمويله ودعمه بالمال والسلاح من جهات ومؤسسات دوليَّة تستهدف إبقاء تلك المنطقة الحدودية بين إيران وتركيا مشتعلة بشكل دائم.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ«المرجع» أن الجماعات المسلحة على هذه الشاكلة في قارات العالم غالبًا ما ينتهي بها الحال إلى تسليم السلاح والقبول بحلول موائد المفاوضات، ولنا في خبرة «فارك» في كولومبيا، و«إيتا» في إسبانيا، و«الجيش الجمهوري» في أيرلندا، أبرز مثال للاستدلال على هذا المنحى، شريطة أن تلجأ السلطات إلى الحلول السياسية ولا تكتفي فقط باللجوء إلى الحل الأمني.

وتابع رئيس المنتدى العربي؛ أنه يمكن القول إن إعلان حزب «الحياة الحرة الكردستاني» إنهاء نشاطه العسكري، أمر يرجع إلى طهران نفسها، ذلك أن التنمية في المحافظات ذات الأغلبية الكردية وعلى رأسها كرمنشاه، هي التي ستجفف منابع الحزب من المقاتلين الأكراد الشبان الأشداء الذين اعتادوا تاريخيًّا الحياة في أعالي سفوح جبال قنديل، ولذلك يسمون بـ«أصدقاء الجبال» في تلك المنطقة شديدة الوعورة التي لا تستطيع القوات النظامية الوصول إلى شعابها ومدقاتها، وتفقدهم الحاضنة القومية.
وأشار «أبوالنور» إلى أنه إذا كانت السلطات الإيرانية جادة في ذلك بالفعل؛ فعليها أن توفر الأموال التي تنفقها في النزاعات الإقليمية، وتضعها بدلا من ذلك في البنى التحتية والأساسية بالمحافظات الحدودية، التي تمثل جيوبًا تخبئ نارًا من تحت الرماد، وبذلك تتفادى التصعيد العسكري مع الجماعات المسلحة، في شرقي البلاد وغربها، وتوفر الإنفاق على الترتيبات الأمنية الحدودية التي تكلفها ميزانيات باهظة سنويًّا.

وألمح رئيس ومؤسس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، إلى أنه بالرغم من التنسيق رفيع المستوى بين إيران وتركيا للتصدي للجماعات الكردية، فإن كلًا منهما تستخدم تلك العناصر كأداة عقابية ضد الأخرى، وقد فعلت طهران ذلك بالفعل، ومولت حزب العمال الكردستاني منذ عام 2011 وما بعده؛ عقابًا لأنقرة على مناهضتها للرئيس السوري بشار الأسد، ودعمها للمعارضة السورية، وهذا أحد تفسيرات بناء تركيا للجدار الحدودي على طول الشريط الفاصل مع إيران؛ لعلمها أن الأخيرة قد تلجأ إلى تلك السياسة في بعض الأحيان.

شارك