«بينالا» .. أول تصريح للحارس الفرنسي المتهم بالفضيحة: أنا أحمق
«أنا أحمق، ارتكبت حماقة
بالغة.. وهناك رغبة لتشويه صورة ماكرون، حصلت على تصريح دخول البرلمان من أجل
صالة الجيم المرفقة به !راتبي 6 آلاف يورو ومهمتي حماية الرئيس وعائلته في تحركاته الشخصية».
كان هذا جزءًا من أول تصريحات أدلى بها ألكسندر بينالا، بعد تورطه في فضيحة
مدويَّة زلزلت عرش الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في الإيليزيه، أثارت سخط الرأي
العام بالبلاد.
اعترف ألكسندر بينالا، الحارس الشخصي السابق للرئيس الفرنسي إيمانويل
ماكرون، صاحب فضيحة ضرب متظاهرين خلال مظاهرة عيد العمال في فرنسا، أنه ارتكب خطًأ
فادحًا وحماقةً كبيرةً قائلًا: «بالفعل ارتكبت خطأً فادحًا وحماقة بالغة، فلم يكن
من المفترض أن أذهب إلى تلك التظاهرا. أنا أحمق.
وقال بينالا في تصريحات خاصة لصحيفة لوموند الفرنسية: «هناك رغبةٌ
ملحةٌ وتربصٌ كبيرٌ، للإضرار بسمعة الرئيس ماكرون.. هذا شيء مؤكد. لقد شعر الرئيس
بإحباط شديد من تلك القضية، ووصف ما فعلتُه بالخيانة» وتابع بينالا: «هناك جهات
عديدة تتربص بالرئيس الفرنسي وكنت أنا الثغرة التي دخلوا منها ليحققوا هدفهم ! لم
أقم بخيانة الرئيس ولكن ما ارتكبته حماقة كبيرة».
بينالا حارس
الرئيس الفرنسي
6 آلاف يورو شهريًّا:
وتحدث بينالا عن طبيعة مهامه مع
الرئيس الفرنسي قائلًا: «مهمتي تتعلق بالحياة الشخصية للرئيس الفرنسي ماكرون، مثله
كمثل أي فرنسي يذهب مع عائلته للمسرح والسينما والمطعم، وأحضر دائمًا في ذلك مع
الفريق المكلف بحمايته»، وكشف عن قيمة راتبه الذي وصل لحوالي 6 آلاف يورو.
أما عن «بادج إتش» الذي يسمح له بالدخول للجمعية الوطنية والوصول
لأماكن النواب تحت قبة البرلمان الفرنسي بدون أي مشاكل أو عوائق، اعترف بينالا أنه
حصل على هذا البادج وتصريح الدخول بعيدًا عن الرئيس ماكرون، وباعتباره أحد
المتطوعين ببعض خدمات البرلمان؛ مشيرا إلى أنه كان يستفيد بالذهاب لصالة الجيم
والألعاب الرياضية المرفقة بالبرلمان قائلًا: «أعترف هذه نزوة وتصرف خاطئ».
مونديال روسيا:
ونفى بينالا أي علاقة له بحقائب اللاعبين خلال وجوده معهم في مونديال
روسيا؛ مشيرًا إلى أنه كان مكلفًا بمتابعة الأمور والتأكد أنها تسير على أفضل وجه،
وأنه حضر العديد من تدريباتهم واجتماعاتهم قبل وبعد المباريات.
وكشفت صحيفة لوموند أنها أجرت الحوار الخاص مع بينالا في منزل الصحفي
السابق مارك فرانسليه، الذي تحول لرجل أعمال حاليًا وكان حلقة الوصل بين الصحيفة
والحارس الشخصي السابق لماكرون وخلال تلك المقابلة كشف صحفي آخر مقرب من ماكرون
وعائلته يدعى ميشيل مارشان أن هناك شخصيات كثيرة تقف خلف هذه العاصفة التي تحاول
تشويه صورة الرئيس الفرنسي.
ومرت الحكومة الفرنسية
بأسوأ أزمة منذ تنصيب ماكرون، بعد الكشف الأسبوع الماضي عن تسجيلات فيديو يظهر
فيها الموظف السابق في الرئاسة ألكسندر بينالا وهو يسيء معاملة متظاهرين ويتعرض
لهم بالضرب في الأول من مايو في باريس، بينما كان يرافق قوات الشرطة بصفة
"مراقب".
كذب مدير الأمن العام:
واتهم بينالا مدير قسم الأمن العام بشرطة باريس ألان جيبلان بأنه قام
بالكذب أثناء استجوابه من قبل لجنة تحقيق البرلمان الفرنسي حول الواقعة قائلا:
«لقد قال آلان إنه لم يكن يعلم بمشاركتي في مظاهرات أول مايو إلا يوم 2 مايو، أي
بعد الأحداث بيوم في حين أننا التقينا عدة مرات قبل هذه المظاهرات وحضرنا اجتماعات
مع عناصر الشرطة لتأمين الأماكن حول القصر الرئاسي».
وعن علاقته بوزير الداخلية الفرنسي جيرارد كولومب كشف بينالا، أنه
يقابل عادة كولومب مرة أو مرتين يوميا خلال اجتماعاته في الرئاسة: قائلًا «نتقابل
وجهًا لوجه فقط وربما يعرفني شكلًا ولكنه لا يعرف أي شيء عن طبيعة عملي في القصر
الرئاسي».
وكانت الأزمة قد اندلعت إثر تسريب مقاطع فيديو أظهرت بينالا وهو
ينهال بالضرب على متظاهرين في ذكرى عيد العمال، كما ظهر وكأنه يضع شارة الشرطة
ويرتدي خوذتهم في حين أنه كان يرافق قوات الأمن بصفة مراقب لا أكثر.
ولم يتم الشروع في اتخاذ إجراءات قانونية ضد بينالا إلا في يوليو
الجاري، ويخضع بينالا للتحقيق منذ الأحد الماضي حيث كان بينالا يقوم بمهام من
بينها تأمين الرئيس خلال رحلاته.
وأوقفت السلطات بينالا (26 عامًا) وفنسان كراز الموظف لدى حزب “إلى
الأمام” الحاكم، والذي رافقه يوم الحادث، وثلاثة شرطيين يشتبه بأنهم سلموا بينالا
صورا من كاميرات فيديو للمراقبة.
ومنذ عدة أيام خرج الرئيس
الفرنسي من صمته وأعلن أمام برلمانيين من حزبه ووزراء، تحمله المسؤولية في قضية
بينالا الذي اعتدى على متظاهرين في احتفال عيد العمال وحاول ماكرون امتصاص غضب
الشعب والسياسيين والصحفيين والحقوقيين بهذا الاعتراف الذي قال فيه : «المسؤول
والمسؤول الوحيد هو أنا وأنا وحدي» ولم يكتف الرئيس الفرنسي بذلك بل نقلت وكالة
الأنباء الفرنسية قوله إنه شعر أن تصرف بينالا في مظاهرة مايو يشبه «الخيانة»
وتصرفاته فردية لا تعبر مطلقا عن الدولة مضيفا: «أنا الذي وثقت في الكسندر بينالا
وأنا الذي قام بتأكيد العقوبة».