على خطى «داعش».. ذبح الأبرياء بنصال الوحشية في موزمبيق
السبت 28/يوليو/2018 - 03:27 م
طباعة
شيماء حفظي
سكين حاد وقرار بالقتل كافيان لتحول مسلح لا يملك سوى سكين إلى إرهابيٍّ، حتى وإن لم يبايع تنظيم «داعش» أو غيره، يكفيه فقط أن يتبع تعليماته تلك التي يروج لها التنظيم الإرهابي الأكثر تطرفًا في العالم، وهذا ما يحدث في موزمبيق.
12 رجلًا، يخرجون من غابة كثيفة على سكان قرية نائية في موزمبيق، يشعلون النار في البيوت ويسرقون الطعام ويقطعون رؤوس المواطنين، في ممارسة تشبه إلى حد كبير «سفاح داعش»، وتسير على خطى إرهابيي أفريقيا في «بوكو حرام» النيجيرية.
وفي تقرير نشرته وكالة رويترز، الجمعة 27 يوليو 2018، قال ناكوبيندا الكاثوليكي – مواطن بقرية تشيتولو شمال موزمبيق، تفاصيل الهجوم، قائلًا: إن المهاجمين الخمس "لم يتركوا لي شيئًا، تركوني عاريًا تمامًا"، وكانوا يحملون أسلحة بيضاء كبيرة، وقطعوا رأس أحد جيرانه.
ويعتقد أن منفذي هذا الهجوم مسلحون تابعون لجماعة تنفذ أعمالًا إرهابية في موزمبيق، تطلق على نفسها «أهل السنة والجماعة»، وهي تشبه «بوكوحرام» في نيجيريا، تنتهج تفسيرًا متشددًا ترى فيه الحل لما تعتبره حكمًا نخبويًّا فاسدًا، وسّع الهوة بين طبقات المجتمع.
ووفقًا لما نقلته مواقع محلية في موزمبيق، يقول المؤرخ جواو بيريرا، الذي شارك في أكثر الدراسات عن الجماعة شمولًا: «إن الأمر يشبه الكيفية التي بدأت بها بوكوحرام»، محذرًا من أن «كل الظروف مهيأة لأن يزداد الوضع سوءًا».
ومنذ أكتوبر 2017، نفذت الجماعة، 40 هجومًا منفصلًا على قرى مختلفة، قتل خلالها 100 شخص على الأقل، أغلبهم بجز الرؤوس، بحسب ما نقله الموقع الإخباري المحلي (زيتامار).
وتهاجم الجماعة، قرى نائية، وغالبًا ما تستخدم الأسلحة البيضاء في عملية «ذبح» ضحاياها، ويعتقد أن قيادة أهل السنة والجماعة ترتبط بصلات مع جماعات إرهابية في تنزانيا والصومال وكينيا ومنطقة البحيرات العظمى؛ حيث تلقى بعض أعضائها تدريباتهم.
حركة السنة والجماعة
تعد إحدى الحركات المتطرفة والعنيفة التي ظهرت أخيرًا في «موزمبيق»، في بلد لم يعرف نشاطًا لحركات «الإسلام السياسي» من قبل.
بدأت الحركة نشاطها كجماعة دينية، ثم تحولت إلى خلايا عسكرية بداية من العام 2015، وازدادت عملياتها الإرهابية ضد المدنيين في موزمبيق، خاصةً أنها دولة ذات أغلبية مسيحية (57.6% مسيحيين، 18% مسلمين، 17.9% غير منتمين إلى أي دين).
وتأتي نشأة الجماعة في ظل ظروف اجتماعية غير مرضية للمسلمين في موزمبيق؛ حيث يعاني المسلمون من التهميش ومحدودية المشاركة في الوظائف الحكومية، ومحدودية إمكانية لممارسة شعائرهم الدينية، لكن الجماعة لا تنتفض ضد هذا الجزء، لكنها ترى أن هناك انحرافًا عن التعاليم الدينية «بحسب معتقدهم».
وتزعم جماعة «السنة والجماعة» -كبقية الجماعات الإرهابية- أنها تسعى لاستعادة القيم التقليدية للإسلام، إلى أن اتجهت الحركة للدعوة إلى فرض الشريعة الإسلامية قسرًا، كما تتشدد في توجهاتها إلى الحد الذي ترفض معه الاعتراف بالدولة.
ولم تقتصر أعمال الجماعة على استهداف المدنيين؛ ففي أكتوبر من العام 2017 هاجمت الحركة 30 شرطيًّا بمراكز للشرطة في منطقة «موكامبو دي برايا»، فقتلوا جنديين، وسرقوا الأسلحة والذخيرة، واحتلوا المدينة، لكنهم انسحبوا لاحقًا ليقيموا معسكرًا في منطقة الغابات التابعة للمدينة.
كما شهدت موزمبيق عملية قطع رؤوس 10 أشخاص في 27 مايو من العام الحالي 2018، وقال المتحدث باسم الشرطة ايناسيو دينا: إن الهجوم استهدف سكان قريتين صغيرتين في محافظة كابو ديلغادو غير بعيد من الحدود مع تنزانيا: «قتل 10 أشخاص في ظروف فظيعة، استخدم المهاجمون أسلحة بيضاء وسواطير وكان بين الضحايا فتيانا بعمر الـ15 والـ16 عامًا».
وأفادت دراسة لأستاذ جامعي موزمبيقي بأن نحو 40 عضوًا في هذه الجماعة «خضعوا للتدريب على يد حركات تعمل في منطقة البحيرات العظمى في البداية، وفي الصومال وكينيا فيما بعد»، وتقع أعمال العنف هذه في جزء من موزمبيق لم يشمله النمو الاقتصادي في العقد الأول من الألفية الجديدة، الذي أعقب الحرب الأهلية الدامية التي استمرت من 1976 حتى 1992.
وفي يونيو 2018، نقلت وكالة رويترز، أن السفارة الأمريكية نصحت رعاياها بمغادرة الإقليم بعد تزايد الهجمات في منطقة تبدأ فيها شركة اناداركو بتروليوم تطوير مشروع للغاز الطبيعي المسال بقيمة 15 مليار دولار، ونصحت بريطانيا رعاياها كذلك بعدم السفر لهذه المنطقة.
وتسعى الحكومة الموزمبيقية، لمكافحة الإرهاب والتطرف، من خلال إغلاق المساجد التي يستخدمها الإرهابيون، أو تلك التي يترددون عليها.
وفي أواخر 2017، قال ألفارو غونكالفس، وهو مسؤول محلي: «إن الحكومة قررت إغلاق 3 مساجد في مدينة بيمبا التابعة لمحافظة كابو ديلغادو، كان يتردد عليها منفذو الهجمات»، مشيرًا إلى أن الحكومة ستغلق مساجد جديدة في مناطق أخرى.
وحذر رئيس المجلس الإسلامي في موزمبيق سعيد آبيبو، من قرار غلق المساجد، وقال: إن ذلك سيثير الاستياء لدى الآخرين.
12 رجلًا، يخرجون من غابة كثيفة على سكان قرية نائية في موزمبيق، يشعلون النار في البيوت ويسرقون الطعام ويقطعون رؤوس المواطنين، في ممارسة تشبه إلى حد كبير «سفاح داعش»، وتسير على خطى إرهابيي أفريقيا في «بوكو حرام» النيجيرية.
وفي تقرير نشرته وكالة رويترز، الجمعة 27 يوليو 2018، قال ناكوبيندا الكاثوليكي – مواطن بقرية تشيتولو شمال موزمبيق، تفاصيل الهجوم، قائلًا: إن المهاجمين الخمس "لم يتركوا لي شيئًا، تركوني عاريًا تمامًا"، وكانوا يحملون أسلحة بيضاء كبيرة، وقطعوا رأس أحد جيرانه.
ويعتقد أن منفذي هذا الهجوم مسلحون تابعون لجماعة تنفذ أعمالًا إرهابية في موزمبيق، تطلق على نفسها «أهل السنة والجماعة»، وهي تشبه «بوكوحرام» في نيجيريا، تنتهج تفسيرًا متشددًا ترى فيه الحل لما تعتبره حكمًا نخبويًّا فاسدًا، وسّع الهوة بين طبقات المجتمع.
ووفقًا لما نقلته مواقع محلية في موزمبيق، يقول المؤرخ جواو بيريرا، الذي شارك في أكثر الدراسات عن الجماعة شمولًا: «إن الأمر يشبه الكيفية التي بدأت بها بوكوحرام»، محذرًا من أن «كل الظروف مهيأة لأن يزداد الوضع سوءًا».
ومنذ أكتوبر 2017، نفذت الجماعة، 40 هجومًا منفصلًا على قرى مختلفة، قتل خلالها 100 شخص على الأقل، أغلبهم بجز الرؤوس، بحسب ما نقله الموقع الإخباري المحلي (زيتامار).
وتهاجم الجماعة، قرى نائية، وغالبًا ما تستخدم الأسلحة البيضاء في عملية «ذبح» ضحاياها، ويعتقد أن قيادة أهل السنة والجماعة ترتبط بصلات مع جماعات إرهابية في تنزانيا والصومال وكينيا ومنطقة البحيرات العظمى؛ حيث تلقى بعض أعضائها تدريباتهم.
حركة السنة والجماعة
تعد إحدى الحركات المتطرفة والعنيفة التي ظهرت أخيرًا في «موزمبيق»، في بلد لم يعرف نشاطًا لحركات «الإسلام السياسي» من قبل.
بدأت الحركة نشاطها كجماعة دينية، ثم تحولت إلى خلايا عسكرية بداية من العام 2015، وازدادت عملياتها الإرهابية ضد المدنيين في موزمبيق، خاصةً أنها دولة ذات أغلبية مسيحية (57.6% مسيحيين، 18% مسلمين، 17.9% غير منتمين إلى أي دين).
وتأتي نشأة الجماعة في ظل ظروف اجتماعية غير مرضية للمسلمين في موزمبيق؛ حيث يعاني المسلمون من التهميش ومحدودية المشاركة في الوظائف الحكومية، ومحدودية إمكانية لممارسة شعائرهم الدينية، لكن الجماعة لا تنتفض ضد هذا الجزء، لكنها ترى أن هناك انحرافًا عن التعاليم الدينية «بحسب معتقدهم».
وتزعم جماعة «السنة والجماعة» -كبقية الجماعات الإرهابية- أنها تسعى لاستعادة القيم التقليدية للإسلام، إلى أن اتجهت الحركة للدعوة إلى فرض الشريعة الإسلامية قسرًا، كما تتشدد في توجهاتها إلى الحد الذي ترفض معه الاعتراف بالدولة.
ولم تقتصر أعمال الجماعة على استهداف المدنيين؛ ففي أكتوبر من العام 2017 هاجمت الحركة 30 شرطيًّا بمراكز للشرطة في منطقة «موكامبو دي برايا»، فقتلوا جنديين، وسرقوا الأسلحة والذخيرة، واحتلوا المدينة، لكنهم انسحبوا لاحقًا ليقيموا معسكرًا في منطقة الغابات التابعة للمدينة.
كما شهدت موزمبيق عملية قطع رؤوس 10 أشخاص في 27 مايو من العام الحالي 2018، وقال المتحدث باسم الشرطة ايناسيو دينا: إن الهجوم استهدف سكان قريتين صغيرتين في محافظة كابو ديلغادو غير بعيد من الحدود مع تنزانيا: «قتل 10 أشخاص في ظروف فظيعة، استخدم المهاجمون أسلحة بيضاء وسواطير وكان بين الضحايا فتيانا بعمر الـ15 والـ16 عامًا».
وأفادت دراسة لأستاذ جامعي موزمبيقي بأن نحو 40 عضوًا في هذه الجماعة «خضعوا للتدريب على يد حركات تعمل في منطقة البحيرات العظمى في البداية، وفي الصومال وكينيا فيما بعد»، وتقع أعمال العنف هذه في جزء من موزمبيق لم يشمله النمو الاقتصادي في العقد الأول من الألفية الجديدة، الذي أعقب الحرب الأهلية الدامية التي استمرت من 1976 حتى 1992.
وفي يونيو 2018، نقلت وكالة رويترز، أن السفارة الأمريكية نصحت رعاياها بمغادرة الإقليم بعد تزايد الهجمات في منطقة تبدأ فيها شركة اناداركو بتروليوم تطوير مشروع للغاز الطبيعي المسال بقيمة 15 مليار دولار، ونصحت بريطانيا رعاياها كذلك بعدم السفر لهذه المنطقة.
وتسعى الحكومة الموزمبيقية، لمكافحة الإرهاب والتطرف، من خلال إغلاق المساجد التي يستخدمها الإرهابيون، أو تلك التي يترددون عليها.
وفي أواخر 2017، قال ألفارو غونكالفس، وهو مسؤول محلي: «إن الحكومة قررت إغلاق 3 مساجد في مدينة بيمبا التابعة لمحافظة كابو ديلغادو، كان يتردد عليها منفذو الهجمات»، مشيرًا إلى أن الحكومة ستغلق مساجد جديدة في مناطق أخرى.
وحذر رئيس المجلس الإسلامي في موزمبيق سعيد آبيبو، من قرار غلق المساجد، وقال: إن ذلك سيثير الاستياء لدى الآخرين.