عقار جديد للجدري في مواجهة تهديدات «داعش» البيولوجية
الأحد 29/يوليو/2018 - 01:39 م
طباعة
نهلة عبدالمنعم
مع تواتر التهديدات التي تنشرها الجماعات الإرهابية وبخاصة تنظيم «داعش» حول اعتزامه شن حرب بيولوجية على العالم بعد خسائره الأخيرة في سوريا والعراق، كان لزامًا على المجتمع الدولي أن يطور من أنظمته الدفاعية ليواجه الخطر المستقبلي، المتمثل في إمكانية استخدام البكتيريا والسموم والفيروسات لتصنيع الأسلحة البيولوجية من قبل الجماعات المتطرفة.
الأسبوع الماضي، أعلنت الهيئة الأمريكية للغذاء والأدوية المعروفة اختصارًا بـ«FDA» اعتمادها دواءً جديدًا تحت مسمى «TPOXX» لعلاج مرض الجدري الذي انتهى بشكل كبير من العالم منذ ما يقرب من 40 عامًا، لكن لايزال هناك قلق من احتمالية استخدام هذا الفيروس كسلاح من قبل الجماعات المتطرفة، وذلك وفقًا للبيان الذي أعلنته الهيئة.
وصرح الدكتور سكوت جوتليب مفوض الهيئة الأمريكية، بأن الموافقة على الدواء تمثل تحقيقًا للخطوات التي اتخذها الكونجرس الأمريكي بشأن ضرورة إيجاد تدابير مضادة لإحباط أي محاولة لاستخدام فيروس الجدري كسلاح في الإرهاب البيولوجي الذي تهدد به الجماعات.
ويذكر بيان الوكالة أن العقار الجديد قد تم اختباره على الحيوانات المصابة بالفيروس؛ حيث تمت الموافقة على «TPOXX» بموجب القاعدة الحيوانية لإدارة الأغذية والأدوية FDA، التي تسمح باستخدام الدراسات على الحيوانات لدعم الموافقة عندما لا يكون من الممكن أو من غير الأخلاقي إجراء دراسات حول فعالية الدواء في البشر، ومع ذلك تم اختبار سلامة الدواء على أكثر من 350 شخصًا معافين لا يحملون المرض.
ورغم القضاء على المرض وسطوة انتشاره، فإنه لم يُمحَ بعد من كوكب الأرض؛ حيث تحتفظ الولايات المتحدة في مختبرات السي دي سي، ومعامل الحكومة الروسية بعينات من الفيروس بغض النظر عن المطالبات الدولية بتدمير تلك العينات، حيث ترى الحكومة الأمريكية أن ضرر تدميرها سيفوق فوائد الاحتفاظ بها.
وتزداد المخاوف من استخدام فيروس الجدري كسلاح للحرب بين الدول أو تسريبه للجماعات الإرهابية للضغط على أي كيان وفقًا للعبة المصالح التي خلقت من أجلها الجماعات المتطرفة، خاصة أن العلماء في كندا أعلنوا في 2017 تمكنهم من إعادة تكوين فيروس «جدري الحصان» (ينتمي لعائلة فيروسات الجدري)، حيث انتهى من العالم لفترة ثم ظهر مرة أخرى نتيجة عينات الحمض النووي للفيروس المحتفظ بها في المختبر.
وأعرب دافيد ايفانز، الباحث الكندي في جامعة ادمونتو، آنذاك عن تخوفه من احتمالية استخدام الفيروس مرة أخرى والذي من الممكن أن ينتج عن خطأ معملي غير مقصود، أو ربما عملية إرهابية كما أنه يتم بيعه بطريقة مريبة من خلال مواقع الإنترنت.
تهديدات وحوادث
وفي إطار الحملة النفسية التي يشنها «داعش» نشر التنظيم اليوم، من خلال إحدى قنواته الإعلامية عبر موقع التواصل الاجتماعي «Telegram» فيديو يدعو فيه عناصره لتنفيذ هجمات بيولوجية ضد الدول الغربية انتقامًا منها.
كما سبق وقامت ذات القناة الإعلامية بنشر تهديد مشابه قبل عدة أيام للغرض نفسه، كما ألحقت بالفيديو كتيبات ونصائح متعلقة بأفضل الأماكن لنشر البكتيريا والسموم، وحثت عناصرها على تعلم صناعة واستخدام الأسلحة البيولوجية.
وما يزيد مخاوف الدول من دق طبول الحرب البيولوجية هو السوابق التي قدمتها الجماعات في استحواذ الكيماويات السامة لتنفيذ عمليات إرهابية، حيث كشفت السلطات الألمانية عن اعتقالها لتونسي في يونيو الماضي اشترى «سم الريسين» الذي يستخرج من حبوب نبات الخروع من خلال المواقع الإلكترونية تمهيدَا لاستخدامه في تصنيع قنبلة بيولوجية.
وتجدر الإشارة إلى أن الجماعات الإرهابية سبق وهددت باستخدام الطائرات بدون طيار والمعروفة إنجليزيًا بـ «Drone» في مهاجمة المجتمعات الغربية، ما زاد الربط بين إمكانية استخدام تلك الطائرات في نشر البكتيريا والقنابل البيولوجية.
الجدري وتاريخه الحربي
اعتمد تنظيم «داعش» في دعوته لعناصره بشن الحرب البيولوجية على تذكيرهم بالسلف والقدماء ممن استخدموا تلك الهجمات القذرة، فالجدري على وجه الخصوص تم استخدامه مسبقًا كسلاح فتاك في الحروب والنزاعات، ويتجسد ذلك في الواقعة الشهيرة التي يرجع إليها إبادة الهنود الحمر، وهم السكان الأصليون لأمريكا قبل أن يكتشفها الرحالة الإيطالي «كريستوفر كولومبوس»، حيث قام القائد العسكري البريطاني، جيفري أمهرست في 1763 خلال المعارك التي عرفت بـ«بونتياك» بإهداء جماعة الهنود الحمر بطاطين ومناديل محملة بفيروس الجدري ليتم القضاء عليهم دون أن يخسر القائد رصاصة واحدة.
وفي عام 1519 قاد الإسباني إرنان كورتيس حملة لغزو إمبراطورية الآزتك في المكسيك واستخدم القائد في حملته نفس السلاح البيولوجي وهو نشر فيروس الجدري للقضاء على السكان الأصليين للمنطقة.
الأسبوع الماضي، أعلنت الهيئة الأمريكية للغذاء والأدوية المعروفة اختصارًا بـ«FDA» اعتمادها دواءً جديدًا تحت مسمى «TPOXX» لعلاج مرض الجدري الذي انتهى بشكل كبير من العالم منذ ما يقرب من 40 عامًا، لكن لايزال هناك قلق من احتمالية استخدام هذا الفيروس كسلاح من قبل الجماعات المتطرفة، وذلك وفقًا للبيان الذي أعلنته الهيئة.
وصرح الدكتور سكوت جوتليب مفوض الهيئة الأمريكية، بأن الموافقة على الدواء تمثل تحقيقًا للخطوات التي اتخذها الكونجرس الأمريكي بشأن ضرورة إيجاد تدابير مضادة لإحباط أي محاولة لاستخدام فيروس الجدري كسلاح في الإرهاب البيولوجي الذي تهدد به الجماعات.
ويذكر بيان الوكالة أن العقار الجديد قد تم اختباره على الحيوانات المصابة بالفيروس؛ حيث تمت الموافقة على «TPOXX» بموجب القاعدة الحيوانية لإدارة الأغذية والأدوية FDA، التي تسمح باستخدام الدراسات على الحيوانات لدعم الموافقة عندما لا يكون من الممكن أو من غير الأخلاقي إجراء دراسات حول فعالية الدواء في البشر، ومع ذلك تم اختبار سلامة الدواء على أكثر من 350 شخصًا معافين لا يحملون المرض.
ورغم القضاء على المرض وسطوة انتشاره، فإنه لم يُمحَ بعد من كوكب الأرض؛ حيث تحتفظ الولايات المتحدة في مختبرات السي دي سي، ومعامل الحكومة الروسية بعينات من الفيروس بغض النظر عن المطالبات الدولية بتدمير تلك العينات، حيث ترى الحكومة الأمريكية أن ضرر تدميرها سيفوق فوائد الاحتفاظ بها.
وتزداد المخاوف من استخدام فيروس الجدري كسلاح للحرب بين الدول أو تسريبه للجماعات الإرهابية للضغط على أي كيان وفقًا للعبة المصالح التي خلقت من أجلها الجماعات المتطرفة، خاصة أن العلماء في كندا أعلنوا في 2017 تمكنهم من إعادة تكوين فيروس «جدري الحصان» (ينتمي لعائلة فيروسات الجدري)، حيث انتهى من العالم لفترة ثم ظهر مرة أخرى نتيجة عينات الحمض النووي للفيروس المحتفظ بها في المختبر.
وأعرب دافيد ايفانز، الباحث الكندي في جامعة ادمونتو، آنذاك عن تخوفه من احتمالية استخدام الفيروس مرة أخرى والذي من الممكن أن ينتج عن خطأ معملي غير مقصود، أو ربما عملية إرهابية كما أنه يتم بيعه بطريقة مريبة من خلال مواقع الإنترنت.
تهديدات وحوادث
وفي إطار الحملة النفسية التي يشنها «داعش» نشر التنظيم اليوم، من خلال إحدى قنواته الإعلامية عبر موقع التواصل الاجتماعي «Telegram» فيديو يدعو فيه عناصره لتنفيذ هجمات بيولوجية ضد الدول الغربية انتقامًا منها.
كما سبق وقامت ذات القناة الإعلامية بنشر تهديد مشابه قبل عدة أيام للغرض نفسه، كما ألحقت بالفيديو كتيبات ونصائح متعلقة بأفضل الأماكن لنشر البكتيريا والسموم، وحثت عناصرها على تعلم صناعة واستخدام الأسلحة البيولوجية.
وما يزيد مخاوف الدول من دق طبول الحرب البيولوجية هو السوابق التي قدمتها الجماعات في استحواذ الكيماويات السامة لتنفيذ عمليات إرهابية، حيث كشفت السلطات الألمانية عن اعتقالها لتونسي في يونيو الماضي اشترى «سم الريسين» الذي يستخرج من حبوب نبات الخروع من خلال المواقع الإلكترونية تمهيدَا لاستخدامه في تصنيع قنبلة بيولوجية.
وتجدر الإشارة إلى أن الجماعات الإرهابية سبق وهددت باستخدام الطائرات بدون طيار والمعروفة إنجليزيًا بـ «Drone» في مهاجمة المجتمعات الغربية، ما زاد الربط بين إمكانية استخدام تلك الطائرات في نشر البكتيريا والقنابل البيولوجية.
الجدري وتاريخه الحربي
اعتمد تنظيم «داعش» في دعوته لعناصره بشن الحرب البيولوجية على تذكيرهم بالسلف والقدماء ممن استخدموا تلك الهجمات القذرة، فالجدري على وجه الخصوص تم استخدامه مسبقًا كسلاح فتاك في الحروب والنزاعات، ويتجسد ذلك في الواقعة الشهيرة التي يرجع إليها إبادة الهنود الحمر، وهم السكان الأصليون لأمريكا قبل أن يكتشفها الرحالة الإيطالي «كريستوفر كولومبوس»، حيث قام القائد العسكري البريطاني، جيفري أمهرست في 1763 خلال المعارك التي عرفت بـ«بونتياك» بإهداء جماعة الهنود الحمر بطاطين ومناديل محملة بفيروس الجدري ليتم القضاء عليهم دون أن يخسر القائد رصاصة واحدة.
وفي عام 1519 قاد الإسباني إرنان كورتيس حملة لغزو إمبراطورية الآزتك في المكسيك واستخدم القائد في حملته نفس السلاح البيولوجي وهو نشر فيروس الجدري للقضاء على السكان الأصليين للمنطقة.