الإيزيديون بعد التحذير الأمريكي.. «داعش» يهددهم والعراق يخذلهم

الإثنين 30/يوليو/2018 - 04:43 م
طباعة الإيزيديون بعد التحذير علي رجب
 
مع تعرض أبناء الطائفة الدرزية في محافظة السودياء السورية، إلى هجوم إرهابي من قِبَل تنظيم «داعش» واختطاف، نحو 17 امرأة منهم، ومقتل نحو 200 آخرين، حذر السفير الأمريكي المتجول للحريات الدينية الدولية، سام براونباك، أمس الأحد 29 يوليو 2018، من أن مناطق الأكراد الإيزيديين في العراق «ليست آمنة»، مبينًا أن مصير الآلاف منهم لايزال مجهولًا، حتى بعد هزيمة تنظيم «داعش» الإرهابي، الذي اجتاح مناطقهم.
التحذير الأمريكي يأتي مع غموض الوضع السياسي في العراق، وعدم قدرة أي ائتلاف سياسي فائز في الانتخابات بتشكيل الأغلبية البرلمانية، وكذلك استمرار التظاهرات وعدم الاستقرار الأمني، في ظل هجمات لـ«داعش» في مناطق عدة ببلاد الرافدين، وكان آخرها هجوم استهدف مقر محافظة أربيل بإقليم كردستان.
للمزيد: «ثلاثاء أسود جديد.. «داعش» يضرب العراق بـ6 عمليات اليوم»

من جانبه، قال المحلل السياسي الكردي حسن قوال رشيد: إن التصريحات التي أدلى بها السفير الأمريكي للحريات الدينية الدولية سام براونباك حول عدم استقرار مناطق الإيزيديين في العراق، واعتبارها «ليست آمنة»، لم تأتِ من فراغ.

عودة «داعش»
وأرجع المُحلل الكردي في تصريحات خاصة لـ«المرجع» هذه التصريحات إلى أنه «بعد العمليات التي قام بها «داعش» في المنطقة، وتنشيط الخلايا النائمة لـ«داعش»؛ بسبب عدم استقرار العراق والمشكلات التي نجمت بعد الانتخابات والمظاهرات التي تجري في العديد من المدن العراقية لإسقاط الحكومة، وكذلك بعد أحداث السادس عشر من أكتوبر ٢٠١٧، عندما قامت الحكومة العراقية بإبعاد البيشمركة عن مناطق المادة ١٤٠، ومنها مناطق الإيزيديين، التي أدت إلى إفراغ المنطقة من القوات الأمنية، وترك الساحة فارغة للقوى الإرهابية».
للمزيد: «داعش يعود مجددًا إلى العراق.. وهذه هي الأسباب»

وأضاف «رشيد» أن «غياب القوات العراقية أدى إلى قيام الجماعات الإرهابية بمزاولة نشاطها بكل حرية».


خذلان الحكومة العراقية
الأمر الآخر من وجهة نظر «رشيد»، أن الحكومة العراقية حاربت المجموعات الإيزيدية، التي حاربت وواجهت تنظيم «داعش» الإرهابي، وحاولت أن تسحب السلاح من هذه المجموعات؛ من أجل إضعاف المقاومة الإيزيدية بوجه «داعش»، وحتى يسمح لتلك الفصائل بالانتقام ثانية من الإيزيديين.

وقال المحلل السياسي الكردي: «حسب المعلومات التي بين أيدينا، هناك محاولات من الحكومة العراقية والحشد الشعبي بإلقاء القبض على عدد من قيادات المقاومة الإيزيدية ومحاكمتهم ببغداد كمجرمي حرب، وكل هذه المحاولات ما هي إلا تقصير ومرونة من الحكومة؛ لتتمكن تلك الفصائل الإرهابية من العودة مجددًا والانتقام من الأقليات خصوصًا الإيزيديين».

للمزيد: «الميليشيات الشيعية «طوق نجاة» لــ«داعش» في العراق»

وناشد «رشيد»، والذي يعد أحد أبناء الطائفة الإيزيدية، الولايات المتحدة الأمريكية، بالتدخل لحماية الإيزيديين وبالتعاون مع قوات البيشمركة الكردية والمساعدة في إعمار مناطق الإيزيديين؛ لأنها تعرضت إلى الهدم بشكل كامل.

شارك