شنَّ تنظيم «داعش» الإرهابي، خلال الأيام السابقة، أكثر من عملية إرهابية على محافظة «ديالي» (شرق العاصمة العراقية بغداد)، وكانت آخر تلك العمليات أمس السبت، حيث ضرب بلدة «السعدية» بأربعة قذائف هاون، كما أعلنت المنابر الإعلامية للتنظيم عن استعادة جزء كبير من مساحات المحافظة التي كان يُسيطر عليها في السابق، بعد أن طرد الجيش العراقي من المحافظة العام الماضي.

وتعتبر «ديالى»، واحدة من المحافظات المهمة بالنسبة للتنظيم؛ لأنها قريبة من بغداد، وبها طرق واعرة كثيرة تُساعده على الاختباء والتنقل بحرية، بعيدًا عن أعين الأجهزة الأمنية، فضلًا عن استغلال تلك الطرق في تهريب السلاح والبترول.

«داعش» يعيد فرض سيطرته

وعلى صعيد متصل، قال عبدالشكور عامر، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية: إن «عودة تنظيم داعش إلى محافظة ديالي في الوقت الحالي، يعد أمرًا طبيعيًّا، بسبب الصراعات والخلافات التي حدثت بين القوى السياسية عقب القضاء على التنظيم العام الماضي»، مؤكدًا أن تلك الأزمات تسببت في دخول عناصر التنظيم إلى العراق من جديد، وجعلته يطمع في استعادة الأماكن التي كان يُسيطر عليها في السابق.

وأوضح «عامر»، في تصريح لـ«المرجع»، أن «ديالي كانت من أهم المحافظات بالنسبة لداعش بعد مدينة الموصل، لذلك لن يفرط فيها بسهولة»، كاشفًا أن التنظيم كان يهرِّب السلاح والنفط، ويتسلم الذخائر من الدول التي تدعم بقاءه في العراق.

وأشار الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، إلى أن الأجهزة الأمنية أخفقت من الناحية التأمينية في أهم المناطق العراقية، وتغافلت عنها، واكتفت بعمليات التطهير التي قامت بها في 2017، دون أن تُفكر في إمكانية عودة التنظيم من جديد إلى العراق، خاصة المناطق التي كان يُسيطر عليها.

وأضاف: أن «الأمر الآخر الذي ساعد «داعش» على العودة إلى ديالي، وبعض المناطق العراقية، هو خوف المواطنون العراقيون من التنظيم، خاصة مع تنفيذ الدواعش العديد من عمليات القتل الممنهج والخطف والتفجيرات وعمليات السطو المسلح التي يشنها ليلًا ونهارًا».