«الإنشاد الديني».. حالة روحية تجذب الشباب

الإثنين 06/أغسطس/2018 - 09:08 ص
طباعة «الإنشاد الديني».. سارة رشاد
 
حين سُئل ياسين التهامي، المنشد السبعيني الشهير، قبل عامين، عن رأيه في التذوق العربي للإنشاد، قال: إنه مطمئن لجمهور يعشق الإنشاد ويردده.

الاطمئنان الذي تحدث عنه «التهامي» ربما ينبع من مزاج خاص عرفه الشباب العربي قبل بضع سنوات، وأظهروا فيه ميلًا خاصًّا للإنشاد والتصوف بشكل عام.

والمقصود بالتصوف الذي يعيشه الشباب ليس ذلك التقليدي المرتبط بالانضمام لطريقة صوفية واتباع شيخها، بل حالة روحية تدفع الشاب للتردد على حفلات الفرق الإنشادية للإنصات إلى قصيدة تراثية قد تأخذه بعيدًا عن هموم الحياة.

في الثامنة من مساء اليوم الأحد، يكون هؤلاء الشباب على موعد مع ياسين التهامي، على مسرح محكى القلعة، ضمن فعاليات مهرجان القلعة في دورته السابعة والعشرين الذي افتُتِحَ الخميس الماضي، وتقيمه دار الأوبرا المصرية في نفس التوقيت من كل عام.

وعلى غير المعتاد، من حيث الجمهور الذي يقف دائمًا أمام «التهامي» بالموالد الصوفية، ملقيًا برأسه يمينًا ويسارًا من شدة الانتشاء، يتوقع أن يختلف جمهور اليوم، فبين شُبان لا يعرفون شيئًا عن الصوفية وآخرين يعرفون عنها إنها زهد في الحياة، سيصطف الحضور منصتين للتهامي وهو يقتبس من أدب الحلاج «لا طلعت شمس ولا غربت إلا وحب الله مقرون بأنفاسه».

ويحظى «التهامي» بنصيب الأسد من اهتمامات الشباب، إذ يأتي في المرتبة الأولى من حيث الأكثر استماعًا من قبلهم، فيما تحل في المرتبة الثانية فرق إنشادية حاولت أن تواكب المزاج الشبابي، من بينها «فرقة الحضرة الصوفية» التي ستشارك في مهرجان القلعة بحفل يوم الثلاثاء المقبل، وفرق أخرى سورية تعتمد على تقديم منتج إنشادي خفيف، مثل «المرعشلي، وأبوشعر» اللتين قدما إلى مصر عقب الحرب السورية (2011).

ويُرحب المنشد الأزهري صاحب الجمهور الشبابي، إيهاب يونس، في حوار سابق لـ«المرجع» بميل صغار السن إلى الإنشاد. 

وفي توصيفه للحالة قال: إن أغلب جمهوره من الشباب، مرجعًا ذلك إلى أن الإنشاد في مصر تَمَكَّنَ من تقديم نموذج شبابي، يعتبره امتدادًا للإنشاد الكلاسيكي (إنشاد الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي)، ويضيف أنهم تمكنوا من تطوير الألحان؛ بحيث سمحت لهم باستحضار التراث بصورة لاقت انبهارًا من قِبَل الشباب.

واعتبر «يونس» ذلك مكسبًا؛ إذ لم يعد الإنشاد مقتصرًا على موالد الصوفية (احتفالات شعبية تُلقى فيها الأشعار الدينية بشكل غنائي)، بل امتد إلى أبناء الطبقة المتوسطة والثرية وأصحاب الأعمار الصغيرة، بعدما كان مقصورًا على كبار السن فقط.

جدير بالذكر، أن مهرجان القلعة، المقامة حفلاته منذ 4 أيام، تقام به 3 حفلات إنشادية؛ فإلى جانب التهامي وفرقة الحضرة، ينشد نقيب المنشدين ونجل التهامي الكبير، محمود التهامي بعضًا من القصائد ليلة الأربعاء الموافق 15 أغسطس الحالي.

شارك