الحوثيون يطرقون كل الأبواب للخروج من مأزقهم باليمن
الثلاثاء 07/أغسطس/2018 - 09:07 ص
طباعة
إسلام محمد
تبدو ميليشيات الحوثي في هذه الأيام كالغريق الذي يتعلق بقشة بعد أن لاح لهم في الأفق فشل مشروعهم الانقلابي في اليمن، خاصة بعد فشل استغاثاتهم بالرئيس الصيني للتدخل في الأزمة اليمنية وعدم قدرة مموليهم الإيرانيين على دعمهم بأكثر من المستوى الحالي، ومراوغاتهم المتكررة في لقاءاتهم بالمبعوث الأممي مارتن غريفيث، واحتراق العديد من أوراق اللعبة التي كانت بحوزتهم بعد تراجع وضعهم الميداني.
ويرصد المراقبون تزايد انتهاكات الميليشيا بحق المدنيين العزل وخرقهم للأعراف الدولية، فقد كشفت الحكومة اليمنية عن أرقام مخيفة بشأن تجنيد الميليشيات للأطفال القصر في انتهاك لأبسط قواعد حقوق الإنسان، وبلغ عدد الأطفال أكثر من 23 ألفًا، إلى جانب آلاف المدارس التي دمرت أو استخدمها الانقلابيون كسجون ومعسكرات.
وفي الوقت نفسه أعلن ما يسمى بـ«المجلس السياسي» للميليشيات عن استعدادهم للمشاركة في مباحثات جنيف المقرر عقدها في سبتمبر المقبل.
وكان المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث، أعلن أمام مجلس الأمن الدولي أن الأمم المتحدة تعتزم دعوة الأطراف إلى جنيف في سبتمبر، للبحث في إطار عمل لمفاوضات سلام، ووافق الطرفان على العرض الأممي إلا أنهما أبديا تشككا في جدواها.
وهذه هي المرة الأولي منذ عدة سنوات التي تقبل فيها الميليشيات بالجلوس على طاولة المفاوضات مما يعكس مدى التحول في موقفها بعد الهزائم المتتالية التي منيت بها في الساحل الغربي ومحافظة صعدة خلال الأشهر الماضية، إذ تحاول الميليشيا القبول بأي حل من شأنه أن يقدم لها فرصة لتأخذ بالسلم ما عجزت عن تحقيقه بالقتال.
من جهته اعتبر الإعلامي اليمني أحمد المكش، القيادي بحزب المؤتمر الشعبي، أن طلب الحوثيين الجلوس على طاولة المفاوضات بعد رفضهم طيلة الفترة الماضية يعد دليلًا على انهزامهم بعدما ضاق عليهم الخناق وفقدوا الكثير من قاداتهم وجبهاتهم خاصة بعد اغتيالهم للرئيس السابق علي عبدالله صالح في ديسمبر الماضي، الأمر الذي عجل بتراجعهم وانهزامهم.
وألمح «المكش»، في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، إلى أن الانقلابيين الحوثيين لم يعلنوا الموافقة على الجلوس للتفاوض إلا بعد اتفاقات سرية وضمانات أممية تضمن سلامتهم وعدم محاكمتهم، وتضمن كذلك مشاركتهم الشرعية في السلطة والثروة، مشيرًا إلى أن هذا الجانب أغفلته الوسائل الإعلامية التي ركزت على قبولهم للتفاوض ولم تنتبه إلى الضمانات التي حصلوا عليها في المقابل.
وأعرب القيادي بحزب المؤتمر، عن تخوفه من مماطلة الميليشيات في المفاوضات المرتقبة وعدم الوصول إلى حل للأزمة في وقت قريب.
وفي سياق آخر أعلنت قوات المقاومة اليمنية بدء هجومها على مركز مديرية الدريهمى بمحافظة الحديدة غربى البلاد لطرد الميليشيات منها، فيما تعاني الميليشيات من الانهيار في عدة جبهات بسبب تراجع الدعم، وتزايد حجم الهجمات التي يشنها التحالف العربي عليهم وفرار كثير من أنصارهم في الأسابيع الماضية.
واقتحمت عناصر الميليشيات منازل المواطنين فى مديرية الدريهمى وطردوا سكانها بالقوة، من أجل التمركز داخلها ونشر قناصتهم بعد التقدم الذي حققته قوات المقاومة أثناء القتال.