العزلة الاقتصادية لإيران.. وتداعياتها على الحرب في اليمن
الثلاثاء 07/أغسطس/2018 - 09:11 ص
طباعة
باريس / كاترين جابر
بدأت اليوم الإثنين 6 أغسطس المرحلة الأولى من فرض العقوبات الأمريكية على إيران، ومقاطعة شركات عالمية عديدة للتعامل مع طهران خصوصًا في قطاعات: الذهب والألومنيوم والصلب والفحم والبرمجيات والسيارات وقطاع غيار السيارات، على أن تليها المرحلة الثانية في الرابع من نوفمبر القادم.
التداعيات الأولية:
تأثرت العملة الإيرانية «الريال» بفرض العقوبات الاقتصادية حيث هبط للمرة الخامسة في أسبوعين فقط ليصل إلى نحو 112 ألف ريال مقابل الدولار الواحد صباح اليوم الإثنين. وهو ما يعتبر ثاني أكبر حالة تضخم تحدث في العالم، بنسبة تضخم بلغت 210 في المئة على مدار عام. ويعود ذلك إلى أن اعتماد إيران بشكل أساسي في الفترة الأخيرة على استيراد المواد الغذائية من الخارج .
وقد تصاعدت نتيجة لارتفاع معدلات التضخم حدة الإضرابات والاعتصامات في طهران والمدن الكبيرة احتجاجًا على عدم توفر السلع الأساسية وارتفاع الأسعار وكذلك تزايدت طلبات الهجرة واللجوء إلى خارج.
تهديدات بإغلاق مضيق هرمز:
ولجأت إيران إلى اجراء مناورات في مضيق هرمز، وهددت بإغلاق المضيق الذي يعبر من خلاله أكثر من ربع التجارة العالمية. في الوقت الذي حذرت فيه إدارة ترامب من شراء النفط من طهران منذ إعلان واشنطن الخروج من الاتفاق النووي. الأمر الذي يعتبر ضربة قاضية للاقتصاد الإيراني.
الحرب في اليمن ودعم الحوثيين:
تأججت المعارك الدائرة في مدينة الحديدة في اليمن الأسبوع الماضي. ما أدي إلى مقتل 55 شخصًا وإصابة 170 في سلسلة انفجارات حدثت في مناطق مأهولة بالسكان على المدينة الساحلية وسوق لبيع الأسماك ومناطق تحيط بمستشفى الثورة. تقع المدينة تحت سيطرة الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران. ويحاول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات تحرير المدينة.
وتتيح سيطرة الحوثيين على ميناء الحديدة، ذي الأهمية الاستراتيجية الكبيرة، التحكم في المساعدات الغذائية والطبية الموجهة لمساعدة الشعب اليمني. لهذا اتخذ الحوثيون من الميناء قاعدة لاستهداف حركة الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، أحد أهم المضايق البحرية في العالم وتهديد حركة التجارة العالمية.
وقامت الجماعة الحوثية بإطلاق صواريخ على بوارج عسكرية وناقلات نفط سعودية قرب باب المندب. كما قامت باختطاف الفرنسي ألان جوما، 54 عامًا. وكان جوما قد غادر فرنسا في أغسطس 2017، بمفرده على متن قاربه، في رحلة طويلة إلى الهند. حيث كان عليه التوقف في جيبوتي للاستراحة. وعند اقترابه من مضيق باب المندب قامت الجماعة الحوثية بالقبض عليه وأخذه رهينة وفقًا لمعلومات حصلت عليها وزارة الخارجية الفرنسية.
انتصار التحالف العربي بات وشيكًا:
أنفقت إيران العديد من الأموال في حروبها الخارجية خصوصًا في اليمن وسوريا والسؤال: هل يمكن أن تؤثر الأزمة الاقتصادية الإيرانية الناتجة عن فرض العقوبات الأمريكية على تغيير ميزان القوى؟
في الحقيقة، بدأ ميزان القوى يختل مع موت صالح الصمد المسؤول السياسي للجماعة الحوثية في إحدى ضربات التحالف في الفترة ما بين 19 و27 أبريل الماضي، الأمر الذي أثبت وجود ضمور في الجهاز الاستخباراتي للجماعة المتمردة، وهو ما دفع قائد الجماعة عبدالمالك الحوثي إلى استدعاء عبدالرب صالح جرفان مدير الأمن القومي للجماعة للتفكير في تهييج الداخل السعودي وإشغاله بعمليات إرهابية، وقد فكر الأخير في ضم القبائل المستوطنة على الحدود بين البلدين مثل الحمدانيين إلى صفوفه.علاوة على السعي لمضاعفة عمليات الجماعة في إريتريا.
ويسعى جرفان بمساعدة من طهران، إلى القيام بمهام الاستطلاع والاستخبار حول قاعدة أساب العسكرية التابعة للإمارات العربية المتحدة، والتي تستخدم في عمليات التحالف في اليمن. هذا في الوقت الذي تشهد فيه الجماعة المتمردة انقسامًا داخلها وتزايد في نسب المؤيدين للتحالف العربي داخلها فقد دعا مهدي حسين المشاط، رئيس المجلس السياسي في الجماعة، لجلسة طارئة، اضرب عن حضورها العديد من كبار المسؤولين في الحركة.
المساعي الفرنسية لحل الأزمة:
وفي إطار الجهود التي تبذلها فرنسا لحل الأزمة التقى وفد دبلوماسي فرنسي قادة المتمردين في يوليو الماضي لإقناعهم بالجلوس على مائدة التفاوض خلال سبتمبر القادم، حيث تمت دعوة جميع الأطراف المتنازعة في اليمن للتفاوض في جنيف يوم 6 سبتمبر القادم، وقد أعلنت الجماعة المدركة لحقيقة ضعفها وهشاشتها، موافقتها على اللقاء.