الهتيمي: العقوبات الأمريكية لن تثني إيران عن دعم ميليشياتها في سوريا

الثلاثاء 07/أغسطس/2018 - 09:15 ص
طباعة الهتيمي: العقوبات إسلام محمد
 
اليوم وبعد دخول الحزمة الأولى من العقوبات الأمريكية على طهران حيز التنفيذ، تتجه الأنظار إلى خارج إيران بالأساس، وبالذات إلى سوريا حيث توجد العديد من الميليشيات والأذرع المسلحة التي تتبع نظام ولاية الفقيه، وعلى رأسها حزب الله الذي يقاتل في الغرب السوري بإيعاز من نظام الملالي.

وتأتي العقوبات الأمريكية، بعد رفض إيران سحب دعمها للأذرع المسلحة خارج حدودها، والتدخل في شؤون الدول العربية، وخاصة الأراضي السورية لما تمثله تلك الساحة الأكثر حساسية واهتمامًا لدى صناع القرار في «طهران وقم»، إذ تعددت التصريحات من القادة الإيرانيين التي تشدد على أن وجودهم في سوريا تتعدى أهميته وجودهم في بعض المحافظات داخل إيران نفسها.

من جهته أكد الكاتب الصحفي، أسامة الهتيمي، الخبير في الشأن الإيراني، أن مسألة دعم طهران لميليشياتها في المنطقة أو المكونات السياسية الموالية لها ليس مجرد سلوك سياسي تنتهجه لتحقيق مصالح معينة ومن ثم وفي حال تهددت هذه المصالح يمكنها أن تتراجع بسهولة، كما هو حال أي دولة، بل تتخذ المسألة لدى إيران بعدًا عقائديًا وأيديولوجيًّا يستند إلى نظرية ولاية الفقيه التي هي بمثابة العمود الفقري للدولة الخيمينية، وليس سهلًا أن تتخلى عنها أو تتراجع عن أدوات تحقيقها.

وأضاف «الهتيمي» في تصريحات خاصة لـ«المرجع»، أن هذا المسلك اتضح جيدًا في العديد من التصريحات الصادرة عن قادة إيران السياسيين والعسكريين على حد سواء، معتبرين أن حديث تخلي إيران عن نفوذها أو دورها في المنطقة أمر مستبعد تمامًا بل وغير مسموح به أيضًا؛ إذ يرى هؤلاء القادة أن ذلك يمس بالسيادة الإيرانية، ويُعد تدخلًا سافرًا ومحاولة لإجبار طهران على فعل هذا، وترك ذاك.

وتابع الخبير في الشأن الإيراني، أن قادة إيران يروجون إلى أن السياسات الإيرانية في المنطقة تستند إلى عدة دوافع قانونية وشرعية، منها دفاعها عن مصالحها وأمنها القومي وحماية المراقد والمقدسات الشيعية، فضلًا عن مواجهتها للتنظيمات الإرهابية التي تنامى وجودها التنظيمي في الدول المحيطة مثل تنظيم داعش، وأخيرًا فإن تدخلها في بعض البلدان إنما جاء بناء على طلب من حكوماتها كما هو الحادث في سوريا.

العقوبات الأمريكية على إيران
وأوضح «الهتيمي»، أنه على عكس ما يتصور الكثيرون فإن الضغوط التي تمارسها بعض القوى الدولية الآن على إيران بشأن تزايد نفوذها في المنطقة يدفعها إلى التمسك بما تقوم به، كون أن هذه الأذرع الموالية لإيران في الكثير من الدول العربية هي إحدى أهم أدوات الضغط الخارجي الذي تستخدمه طهران؛ إذ من خلالها يمكن أن تحدث حالة من توتر الأجواء، كما حدث مؤخرًا عندما أوعزت لميليشيات الحوثي الانقلابية باستهداف ناقلتي نفط سعوديتين في مضيق باب المندب.

ولفت الخبير في الشأن الإيراني، إلى أنه وبطبيعة الحال لا يمكن أن نتجاهل انعكاس العقوبات الجديدة على موقف إيران من هذه الميليشيات، فبكل تأكيد سيكون صعبًا للغاية أن يظل الدعم الإيراني بالمستوى نفسه الذي كان عليه قبل تطبيق العقوبات ضد طهران، خاصة أن ثمة غليان يشهده الشارع الإيراني منذ فترة، وكان الدعم الإيراني للميليشيات أحد دوافعه، وعليه فإنه من المرجح أن تدفع إيران هذه الميلشيات للاعتماد إلى حد ما على نفسها بأي طريقة، حتى لو كان ذلك مثلًا عن طريق تكثيف عمليات تجارة المخدرات، كما هو الحادث مع حزب الله اللبناني الذي يسعى الآن إلى أن يستصدر تشريعًا يجيز زراعة «الحشيش»، وتصنيعه والتجارة فيه بادعاءات ومبررات واهية.

شارك