العقوبات الأمريكية على إيران.. غموض يخيّم على مصير «روحاني»
الثلاثاء 07/أغسطس/2018 - 01:56 م
طباعة
علي رجب
غضب عارم تسبب في اندلاع ثورة إيرانية اجتاحت صفوف الشعب باختلاف طوائفه وثقافاته، تزامنًا مع فرض الولايات المتحدة الأمريكية عقوبات على نظام الملالي، وطالب رجل الدين، المتشدد (أحمد علم الهدى إمام جمعة مشهد) بعزل الرئيس حسن روحاني؛ خوفًا من سقوط النظام كله مع تصاعد التظاهرات في الشارع الإيراني، محملًا إياه التدهور الاقتصادي الذي تعيشه البلاد، وكذلك تهريب الأموال خارج إيران.
كما اعتبر إمام جمعة مدينة كرج، حسيني همداني (المتشدد أيضًا) سياسات حكومة روحاني، سببًا في الاستياء واندلاع التظاهرات التي تجتاح البلاد ضد سياسة نظام خامنئي، مطالبًا بمحاسبة حكومة روحاني.
للمزيد: انهيار الاقتصاد.. «إيران» تدخل نفقًا مظلمًا وتجر«الحوثيين» للهاوية
مؤشرات على الانقلاب
تصريحات رجال الدين التي تعد مؤشرًا على موقف التيار المتشدد ضد حسن روحاني، وتقديمه كبش فداء لبقاء واستمرار النظام الذي دخل مرحلة اقتصادية سوداء مع سريان العقوبات الأمريكية، واستمرار التظاهرات الشعبية في الشارع الإيراني- جاءت متوافقةً وتاليةً لتصريحات حسين الله كرم، أستاذ العلوم السياسية في جامعة «آزاد»، أحد مؤسسي حزب الله الإيراني، الذي طالب بعزل روحاني، ووضع استراتيجية عسكرية يقودها قائد فيلق القدس قاسم سليماني، لمواجهة الولايات المتحدة الأمريكية.
للمزيد: التظاهرات وفشل إرضاء «ترامب».. مؤشرات سقوط نظام الملالي
وقال حسين الله كرم: إن «الرئيس روحاني فشل في إدارة البلاد»، مطالبًا برئيس ذي خلفية عسكرية، معتبرًا أن «الشخص العسكري سيعطي منصب الرئاسة حقه، ويستطيع حل الكثير من المشكلات».
كذلك اقترح رئيس المجلس الإيراني الأمريكي، هوشنج أمير أحمدي، تشكيل حكومة عسكرية في إيران بواسطة الحرس الثوري؛ لمواجهة ما وصفها بتهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للنظام الحاكم في إيران.
للمزيد: هل تقوض الصين وروسيا وأوروبا استراتيجية الولايات المتحدة تجاه إيران؟
إمكانية التحرك ضد روحاني
يرى مراقبون أن خطوة الانقلاب على روحاني تشكل مغامرة سياسية خطيرة على أركان النظام، فيما يرى آخرون أنها ستكون لعبة تبادل أدوار بين الإصلاحيين والمتشددين.
ويقول الباحث في الشأن الإيراني أسامة الهتيمي: «لاشك أن لدى من باتوا يعرفون إعلاميًّا بالإصلاحيين الإيرانيين تخوفات كثيرة وعميقة من أن ينقلب من يوصفون بالمحافظين المتشددين على الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني، خاصةً وقد فشل الاتفاق النووي 5+ 1 والذي وفق ما أكدت التقارير لم تكن المفاوضات الخاصة به تحظى برضا أو قبول المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي، غير أنه قَبِلَها على مضض».
وأضاف الهتيمي في تصريح خاص لـ«المرجع»: «قد تكشفت هذه المخاوف من خلال الجهود والمحاولات التي بذلها أخيرًا تيار الإصلاحيين لرفع الإقامة الجبرية عن قادة الحركة الخضراء، الذين -وبحسب التصنيف السياسي في إيران- ينتمون إلى معسكر روحاني؛ إذ كان يستهدف تيار الإصلاحيين تقوية شوكته، وكسب ثقة الجماهير؛ حتى يمكنه الاستمرار في مواجهة رغبة المحافظين في الإطاحة بهذا التيار، وإبعاده عن القرارات السياسية».
وتابع الهتيمي: «في ظني أن التصريحات التي تصدر عن بعض المحافظين والمقربين من خامنئي، بشأن إبعاد التيار الإصلاحيين ربما في الغالب لا تعدو عن كونها لعبة تبادل الأدوار، غير أن الأفضل ووفق إدراك الفرقاء السياسيين في إيران، أن يبقى هذا التيار في مقدمة المشهد السياسي، خاصة وقد تصاعدت حدة التوترات مع البيت الأبيض، فالمرحلة الحالية لا تستدعي على الإطلاق الانسياق خلف خطاب التصعيد واستفزاز أمريكا، بل تحتاج من يمتلكون القدرة على المناورة، ولعبة الحسابات والموازنات، وهو ما يتوفر في التيار الإصلاحي، وليس المحافظ».
واختتم الهتيمي، قائلًا: «ترتب على ذلك انعدام إمكانية الانقلاب على روحاني؛ وذلك لأسباب عديدة، أولها أن القرار النهائي في كل ما يتعلق بالشؤون الداخلية والخارجية لإيران، ووفق الدستور الإيراني بيد المرشد الأعلى للثورة، ولا يمكن أن تتخذ أي مؤسسة قرارًا دون العودة له أو على غير رغبته وموافقته، وثانيها أن الإطاحة بهذا التيار في الوقت الحالي يعني أن لدى إيران خطة أخرى بخلاف المناورة والضغط السياسي على أمريكا، وهو ما يمكن أن يبعث برسالة سلبية للبيت الأبيض تُسهم في تصاعد التوتر، وليس احتواء الموقف، وثالثها أن هذا الانقلاب ربما يعمل على تزايد حالة احتقان الشارع الإيراني، الذي يشهد احتجاجات متواصلة اقتربت من العام».
كما اعتبر إمام جمعة مدينة كرج، حسيني همداني (المتشدد أيضًا) سياسات حكومة روحاني، سببًا في الاستياء واندلاع التظاهرات التي تجتاح البلاد ضد سياسة نظام خامنئي، مطالبًا بمحاسبة حكومة روحاني.
للمزيد: انهيار الاقتصاد.. «إيران» تدخل نفقًا مظلمًا وتجر«الحوثيين» للهاوية
مؤشرات على الانقلاب
تصريحات رجال الدين التي تعد مؤشرًا على موقف التيار المتشدد ضد حسن روحاني، وتقديمه كبش فداء لبقاء واستمرار النظام الذي دخل مرحلة اقتصادية سوداء مع سريان العقوبات الأمريكية، واستمرار التظاهرات الشعبية في الشارع الإيراني- جاءت متوافقةً وتاليةً لتصريحات حسين الله كرم، أستاذ العلوم السياسية في جامعة «آزاد»، أحد مؤسسي حزب الله الإيراني، الذي طالب بعزل روحاني، ووضع استراتيجية عسكرية يقودها قائد فيلق القدس قاسم سليماني، لمواجهة الولايات المتحدة الأمريكية.
للمزيد: التظاهرات وفشل إرضاء «ترامب».. مؤشرات سقوط نظام الملالي
وقال حسين الله كرم: إن «الرئيس روحاني فشل في إدارة البلاد»، مطالبًا برئيس ذي خلفية عسكرية، معتبرًا أن «الشخص العسكري سيعطي منصب الرئاسة حقه، ويستطيع حل الكثير من المشكلات».
كذلك اقترح رئيس المجلس الإيراني الأمريكي، هوشنج أمير أحمدي، تشكيل حكومة عسكرية في إيران بواسطة الحرس الثوري؛ لمواجهة ما وصفها بتهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب للنظام الحاكم في إيران.
للمزيد: هل تقوض الصين وروسيا وأوروبا استراتيجية الولايات المتحدة تجاه إيران؟
إمكانية التحرك ضد روحاني
يرى مراقبون أن خطوة الانقلاب على روحاني تشكل مغامرة سياسية خطيرة على أركان النظام، فيما يرى آخرون أنها ستكون لعبة تبادل أدوار بين الإصلاحيين والمتشددين.
ويقول الباحث في الشأن الإيراني أسامة الهتيمي: «لاشك أن لدى من باتوا يعرفون إعلاميًّا بالإصلاحيين الإيرانيين تخوفات كثيرة وعميقة من أن ينقلب من يوصفون بالمحافظين المتشددين على الرئيس الإيراني الحالي حسن روحاني، خاصةً وقد فشل الاتفاق النووي 5+ 1 والذي وفق ما أكدت التقارير لم تكن المفاوضات الخاصة به تحظى برضا أو قبول المرشد الأعلى للثورة علي خامنئي، غير أنه قَبِلَها على مضض».
وأضاف الهتيمي في تصريح خاص لـ«المرجع»: «قد تكشفت هذه المخاوف من خلال الجهود والمحاولات التي بذلها أخيرًا تيار الإصلاحيين لرفع الإقامة الجبرية عن قادة الحركة الخضراء، الذين -وبحسب التصنيف السياسي في إيران- ينتمون إلى معسكر روحاني؛ إذ كان يستهدف تيار الإصلاحيين تقوية شوكته، وكسب ثقة الجماهير؛ حتى يمكنه الاستمرار في مواجهة رغبة المحافظين في الإطاحة بهذا التيار، وإبعاده عن القرارات السياسية».
وتابع الهتيمي: «في ظني أن التصريحات التي تصدر عن بعض المحافظين والمقربين من خامنئي، بشأن إبعاد التيار الإصلاحيين ربما في الغالب لا تعدو عن كونها لعبة تبادل الأدوار، غير أن الأفضل ووفق إدراك الفرقاء السياسيين في إيران، أن يبقى هذا التيار في مقدمة المشهد السياسي، خاصة وقد تصاعدت حدة التوترات مع البيت الأبيض، فالمرحلة الحالية لا تستدعي على الإطلاق الانسياق خلف خطاب التصعيد واستفزاز أمريكا، بل تحتاج من يمتلكون القدرة على المناورة، ولعبة الحسابات والموازنات، وهو ما يتوفر في التيار الإصلاحي، وليس المحافظ».
واختتم الهتيمي، قائلًا: «ترتب على ذلك انعدام إمكانية الانقلاب على روحاني؛ وذلك لأسباب عديدة، أولها أن القرار النهائي في كل ما يتعلق بالشؤون الداخلية والخارجية لإيران، ووفق الدستور الإيراني بيد المرشد الأعلى للثورة، ولا يمكن أن تتخذ أي مؤسسة قرارًا دون العودة له أو على غير رغبته وموافقته، وثانيها أن الإطاحة بهذا التيار في الوقت الحالي يعني أن لدى إيران خطة أخرى بخلاف المناورة والضغط السياسي على أمريكا، وهو ما يمكن أن يبعث برسالة سلبية للبيت الأبيض تُسهم في تصاعد التوتر، وليس احتواء الموقف، وثالثها أن هذا الانقلاب ربما يعمل على تزايد حالة احتقان الشارع الإيراني، الذي يشهد احتجاجات متواصلة اقتربت من العام».