برعاية «قطرية ــ أمريكية».. القصة الكاملة للعفو عن «الدواعش» في أفغانستان
الأربعاء 08/أغسطس/2018 - 11:36 ص
طباعة
شيماء حفظي
صفقة ثلاثية الأبعاد، برعاية أمريكية واستضافة قطرية، قد تكتسب منها حركة «طالبان» الأفغانيَّة، مساحات جديدة في أفغانستان، التي تسعى الحكومة فيها إلى عملية سلام، بينها وبين قواتها وبين مقاتلي «طالبان و«داعش» و«القاعدة»، لكنها قد تكلف العالم أحداثًا دموية جراء تلك الصفقة.
في تصريح لـهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، قال مسؤول أفغاني رفيع المستوى، الإثنين، إن مسؤولين أمريكيين أجروا اتصالات مباشرة مع أعضاء من «طالبان» الأسبوع الماضي، مقيمين فى قطر، بهدف تسهيل المحادثات بين الحكومة الأفغانيَّة و«طالبان» من أجل بحث اتفاق سلام، والعفو، عن مقاتلي «داعش» الذين استسلموا لقوات الأمن في إقليم جوزجان بشمال البلاد، رغم اتهامات لهم بارتكاب أعمال وحشية تشمل اغتصاب وقتل.
فيما قال ممثلون عن «طالبان» إن الاتصالات بين الجانبين كانت «مفيدة»، خاصة في ظل رغبة الولايات المتحدة السابقة في إجراء حوار مفتوح مع «طالبان» لبحث مسألة وجود القوات الأمريكية في أفغانستان، لكن الحديث عن الاتفاق والمحادثات لم يخل من مخاوف من إفراد مساحة لتنظيم «داعش» الذي يسعى لبسط نفوذه في الأراضي الأفغانية – معقل «طالبان» و«القاعدة» – والذي ربما يحقق مكسبًا من هذا الاتفاق اذا تم العفو عن مقاتليه.
وفي تصريح لمسؤولين أفغان، نقلته وكالة «رويترز»، قبل يومين، قالوا إن عدد مقاتلي تنظيم «داعش» الإرهابي الذين سلموا أنفسهم للحكومة الأفغانية نحو 150 إرهابيًّا، بينهم قائدان كبيران بعدما طردتهم حركة «طالبان» من معاقلهم في «جوزجان» بعد أسابيع من القتال.
العفو عن مقاتلي «داعش» لن يعرضهم للمحاكمة، هذا ما أشار إليه المتحدث باسم حاكم إقليم جوزجان محمد رضا غفوري، قائلا: إن «الحاجة لحث المتشددين على الاستسلام قد تعني على الأرجح أنهم لن يواجهوا اتهامات»؛ مضيفًا أن هناك عفوًا لعناصر «داعش» التي استسلمت في منطقة درزاب.. لن يجري تسليم الجماعة لسلطات أمنية أو قضائية لأنهم مشاركون في عملية السلام».
ويبدو أن إقبال عناصر «داعش» على تسليم أنفسهم سيمثل «فتنة» للحكومة الأفغانية، حيث قال مسؤولون حكوميون إن هذه أول مرة يستسلم فيها هذا العدد الكبير من مقاتلي «داعش» دفعة واحدة، بالإضافة إلى عدد من النساء والأطفال لهم صلة بمقاتلي التنظيم.
أما مكاسب حركة طالبان، من «العفو» عن مقاتلي «داعش» المستسلمين للحكومة الأفغانية، أشارت إليه صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير نشرته الأسبوع الماضي، وبحسب الصحيفة؛ فإن الطريقة المريبة لاستسلام مقاتلي «داعش»، هي دعاية انتخابية لحركة «طالبان» التي بدأت هجومًا مع الآلاف من المقاتلين منذ حوالي شهر للقضاء على «داعش» في الشمال، كما أن التعاون بين حركة «طالبان» والولايات المتحدة، سيضع للحركة نقاطا تراها إيجابية كخروج القوات الأمريكية من أفغانستان، التي توجد منذ 17 عامًا، إضافة إلى رفع اسمها من قوائم الإرهاب الأممية.
وفي يوليو الماضي، قال سهيل شاهين المتحدث باسم المكتب السياسي لـ«طالبان» في قطر، إنه لايزال بانتظار تأكيد لكنه رحب بالمؤشرات على النهج الجديد، مضيفًا: «هذا ما كنا نريده ونترقبه، أن نجلس مع الولايات المتحدة مباشرة ونبحث انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان».
اقرأ أيضًا:
مقاتلو «داعش» في ضيافة الحكومة الأفغانية..«رفاهية وموائد واتفاق حماية»
«أتوقع كخطوة أولى رفع اسم زعماء طالبان من قائمة سوداء للأمم المتحدة كي يتمكنوا من السفر»، بحسب «شاهين»، مشيرًا إلى أن مسألة القوات الدولية في أفغانستان ستكون قضية رئيسية وأن «طالبان» ستكون مستعدة لبحث المخاوف الأمريكية.
صفقة السلام في أفغانستان، ربما تسهم في وقف القتال في البلاد، التي سجلت أعلى معدل في العمليات الإرهابية نتيجة اقتتال «داعش» و«طالبان»، لكنها تشكل مخاوف جديدة بشأن عودة «داعش».
وقال قائد الأمن في إقليم «جوزجان»، الجنرال فقير محمد جوزجاني، إن أي مقاتل من «داعش» ارتكب جرائم ضد الإنسانية سيواجه العدالة وعبر عن شكوكه بشأن وجود أي مصالحة، مشيرًا إلى أن المقاتلين الذين سلموا أنفسهم للحكومة كانوا أفغانًا رغم أنه يعتقد أن طالبان قتلت أو احتجزت مقاتلين أجانب كانوا في المنطقة، مضيفًا «أخشى أن يرتكب هؤلاء الأشخاص المزيد من الجرائم بعد الاستسلام نظرًا لأنهم ليسوا محل ثقة تمامًا».
اقرأ أيضًا:
فخار يكسر بعضه.. «داعش» يزاحم «طالبان» في أفغانستان
وبحسب تقرير «نيويورك تايمز» ينعم أعضاء «داعش» المستسلمون للحكومة الأفغانية بمعاملة كـ«ضيوف شرف» وليسوا كإرهابيين، ويعيشون تحت إشراف قياداتهم في ضيافة الحكومة، وفقًا لاتفاق بين الطرفين، يقضي بمنح مقاتلي «داعش» الأمان، ووفقًا للصحيفة، حذر «حبيب رحمان» قيادي «داعش» الموجود بين المستسلمين، الحكومة الأفغانية، مطالبًا إياها الالتزام بما وعدتهم به قائلًا «امنحونا الأمن الشخصي، ومدونا بمعلومات أمنية، وابقوا أوفياء لالتزامكم معنا».
وبحسب ما نقلته الصحيفة، فإن الحكومة الأفغانية رتبت لمقاتلي «داعش» دارًا للضيافة في عاصمة مقاطعة شبرغان، ونُشر حراس حوله لمنع المتمردين من الدخول، وسُمح لهم بالاحتفاظ بالهواتف المحمولة وغيرها من الممتلكات الشخصية.
ولايزال لدى «داعش» مقاتلون كُثر في الجزء الجنوبي من مقاطعة نانجارهار، في شرق أفغانستان، لكن الهجمات المنسقة التي تشنها القوات الخاصة الأمريكية والأفغانية، المدعومة بالغارات الجوية، قللت بشكل كبير من وجودهم في تلك المنطقة في الأشهر الأخيرة، وهو ما جعلهم يركزون على شن هجمات انتحارية على أهداف مدنية خفيفة.
في تصريح لـهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، قال مسؤول أفغاني رفيع المستوى، الإثنين، إن مسؤولين أمريكيين أجروا اتصالات مباشرة مع أعضاء من «طالبان» الأسبوع الماضي، مقيمين فى قطر، بهدف تسهيل المحادثات بين الحكومة الأفغانيَّة و«طالبان» من أجل بحث اتفاق سلام، والعفو، عن مقاتلي «داعش» الذين استسلموا لقوات الأمن في إقليم جوزجان بشمال البلاد، رغم اتهامات لهم بارتكاب أعمال وحشية تشمل اغتصاب وقتل.
فيما قال ممثلون عن «طالبان» إن الاتصالات بين الجانبين كانت «مفيدة»، خاصة في ظل رغبة الولايات المتحدة السابقة في إجراء حوار مفتوح مع «طالبان» لبحث مسألة وجود القوات الأمريكية في أفغانستان، لكن الحديث عن الاتفاق والمحادثات لم يخل من مخاوف من إفراد مساحة لتنظيم «داعش» الذي يسعى لبسط نفوذه في الأراضي الأفغانية – معقل «طالبان» و«القاعدة» – والذي ربما يحقق مكسبًا من هذا الاتفاق اذا تم العفو عن مقاتليه.
وفي تصريح لمسؤولين أفغان، نقلته وكالة «رويترز»، قبل يومين، قالوا إن عدد مقاتلي تنظيم «داعش» الإرهابي الذين سلموا أنفسهم للحكومة الأفغانية نحو 150 إرهابيًّا، بينهم قائدان كبيران بعدما طردتهم حركة «طالبان» من معاقلهم في «جوزجان» بعد أسابيع من القتال.
العفو عن مقاتلي «داعش» لن يعرضهم للمحاكمة، هذا ما أشار إليه المتحدث باسم حاكم إقليم جوزجان محمد رضا غفوري، قائلا: إن «الحاجة لحث المتشددين على الاستسلام قد تعني على الأرجح أنهم لن يواجهوا اتهامات»؛ مضيفًا أن هناك عفوًا لعناصر «داعش» التي استسلمت في منطقة درزاب.. لن يجري تسليم الجماعة لسلطات أمنية أو قضائية لأنهم مشاركون في عملية السلام».
ويبدو أن إقبال عناصر «داعش» على تسليم أنفسهم سيمثل «فتنة» للحكومة الأفغانية، حيث قال مسؤولون حكوميون إن هذه أول مرة يستسلم فيها هذا العدد الكبير من مقاتلي «داعش» دفعة واحدة، بالإضافة إلى عدد من النساء والأطفال لهم صلة بمقاتلي التنظيم.
أما مكاسب حركة طالبان، من «العفو» عن مقاتلي «داعش» المستسلمين للحكومة الأفغانية، أشارت إليه صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير نشرته الأسبوع الماضي، وبحسب الصحيفة؛ فإن الطريقة المريبة لاستسلام مقاتلي «داعش»، هي دعاية انتخابية لحركة «طالبان» التي بدأت هجومًا مع الآلاف من المقاتلين منذ حوالي شهر للقضاء على «داعش» في الشمال، كما أن التعاون بين حركة «طالبان» والولايات المتحدة، سيضع للحركة نقاطا تراها إيجابية كخروج القوات الأمريكية من أفغانستان، التي توجد منذ 17 عامًا، إضافة إلى رفع اسمها من قوائم الإرهاب الأممية.
وفي يوليو الماضي، قال سهيل شاهين المتحدث باسم المكتب السياسي لـ«طالبان» في قطر، إنه لايزال بانتظار تأكيد لكنه رحب بالمؤشرات على النهج الجديد، مضيفًا: «هذا ما كنا نريده ونترقبه، أن نجلس مع الولايات المتحدة مباشرة ونبحث انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان».
اقرأ أيضًا:
مقاتلو «داعش» في ضيافة الحكومة الأفغانية..«رفاهية وموائد واتفاق حماية»
«أتوقع كخطوة أولى رفع اسم زعماء طالبان من قائمة سوداء للأمم المتحدة كي يتمكنوا من السفر»، بحسب «شاهين»، مشيرًا إلى أن مسألة القوات الدولية في أفغانستان ستكون قضية رئيسية وأن «طالبان» ستكون مستعدة لبحث المخاوف الأمريكية.
صفقة السلام في أفغانستان، ربما تسهم في وقف القتال في البلاد، التي سجلت أعلى معدل في العمليات الإرهابية نتيجة اقتتال «داعش» و«طالبان»، لكنها تشكل مخاوف جديدة بشأن عودة «داعش».
وقال قائد الأمن في إقليم «جوزجان»، الجنرال فقير محمد جوزجاني، إن أي مقاتل من «داعش» ارتكب جرائم ضد الإنسانية سيواجه العدالة وعبر عن شكوكه بشأن وجود أي مصالحة، مشيرًا إلى أن المقاتلين الذين سلموا أنفسهم للحكومة كانوا أفغانًا رغم أنه يعتقد أن طالبان قتلت أو احتجزت مقاتلين أجانب كانوا في المنطقة، مضيفًا «أخشى أن يرتكب هؤلاء الأشخاص المزيد من الجرائم بعد الاستسلام نظرًا لأنهم ليسوا محل ثقة تمامًا».
اقرأ أيضًا:
فخار يكسر بعضه.. «داعش» يزاحم «طالبان» في أفغانستان
وبحسب تقرير «نيويورك تايمز» ينعم أعضاء «داعش» المستسلمون للحكومة الأفغانية بمعاملة كـ«ضيوف شرف» وليسوا كإرهابيين، ويعيشون تحت إشراف قياداتهم في ضيافة الحكومة، وفقًا لاتفاق بين الطرفين، يقضي بمنح مقاتلي «داعش» الأمان، ووفقًا للصحيفة، حذر «حبيب رحمان» قيادي «داعش» الموجود بين المستسلمين، الحكومة الأفغانية، مطالبًا إياها الالتزام بما وعدتهم به قائلًا «امنحونا الأمن الشخصي، ومدونا بمعلومات أمنية، وابقوا أوفياء لالتزامكم معنا».
وبحسب ما نقلته الصحيفة، فإن الحكومة الأفغانية رتبت لمقاتلي «داعش» دارًا للضيافة في عاصمة مقاطعة شبرغان، ونُشر حراس حوله لمنع المتمردين من الدخول، وسُمح لهم بالاحتفاظ بالهواتف المحمولة وغيرها من الممتلكات الشخصية.
ولايزال لدى «داعش» مقاتلون كُثر في الجزء الجنوبي من مقاطعة نانجارهار، في شرق أفغانستان، لكن الهجمات المنسقة التي تشنها القوات الخاصة الأمريكية والأفغانية، المدعومة بالغارات الجوية، قللت بشكل كبير من وجودهم في تلك المنطقة في الأشهر الأخيرة، وهو ما جعلهم يركزون على شن هجمات انتحارية على أهداف مدنية خفيفة.