روسيا تنتزع سوريا من مخلب إيران وتهزم مشروع طهران
الخميس 09/أغسطس/2018 - 10:00 ص
طباعة
باريس: كاترين جابر
أوشك النظام السوري على فرض سيطرته بالكامل على أنحاء البلاد كافة، بعد خوضه معارك ضارية منذ فبراير 2018 ضد تنظيم «داعش» والمعارضة المسلحة في منطقتي «درعا» جنوب البلاد، و«الغوطة الشرقية» شرق العاصمة «دمشق».
وبالرغم من اقتراب النظام السوري من الانتصار، وإعلان موسكو سحب قواتها من قاعدة «حميميم» في سوريا فور إعلان الرئيس الروسي فلاديميير بوتين أن قوات روسيا قد أتمت مهمتها على أكمل وجه، وعلى الرغم أيضًا من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بأن الولايات المتحدة فشلت في تحقيق أهدافها في سوريا، تبقى إيران الخاسر الوحيد في هذه المعركة بالرغم من أنها الحليف الميداني الأول للرئيس بشار الأسد من خلال ميليشيات «فيلق القدس» و«حزب الله».
لماذا؟
أولًا: اتخذت إيران المرجعية الدينية أساسًا لها في حربها بسوريا، فاعتمدت فقط على قواتها والميليشيات الشيعية التابعة لها في المنطقة، كحزب الله، واضطهدت تمامًا الطوائف الأخرى كافة التي كانت تؤيد النظام.
فضلًا عن ذلك أرادت السيطرة على النظام السوري، وجعله لقمة سائغة لتحقيق أهدافها متخذة من الأراضي السورية قاعدة لها لمواجهات عسكرية مباشرة مع أعدائها الإقليميين كالسعودية وإسرائيل.
بل حاولت استبعاد الكيان الروسي تمامًا من الصورة، الأمر الذي أوقعها في فخ الصراع مع الكرملين، الأب الروحي للنظام السوري.
من يحارب الجميع يخسر
دفعت التحركات الإيرانية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للعب دور الوسيط بين الأطراف المعنية في القضية السورية كافة، واتخاذ عدد من الخطوات لتأمين النظام السوري لكي يتخلى نهائيًّا عن الدعم الإيراني له على النحو التالى:
أولًا: دعا بوتين الملك عبدالله الثاني، ملك الأردن للتعاون مع النظام السوري للتخلص من الجماعات الإرهابية وعلى رأسها «داعش»، ففي أبريل الماضي، التقى علي المملوك مدير المخابرات السورية مع عدنان عصام الجندي رئيس مديرية المخابرات العامة في مدينة المفرق الأردنية (تبعد حوالي 50 كيلو مترًا عن درعا السورية)، لمناقشة سبل التعاون الاستخباراتي بين البلدين في مواجهة الجماعات المتطرفة والوصول إلى اتفاقية بشأن الفصائل السورية المتواجدة في درعا في الجنوب السوري.
ثانيًا: انتزع «بوتين» أيضًا اتفاق مع رئيس الوزاراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ينص على أن تقبل إسرائيل ببقاء «الأسد» في منصبه مقابل أن تنسحب ميليشيات طهران وحزب الله بشكل كامل من مرتفعات الجولان، وقام ألكسندر لافرونتيف المبعوث الخاص لبوتين المعني بالملف السوري، بزيارات متعددة في منتصف الشهر الماضي، وشملت الزيارات كلًّا من إسرائيل وإيران لتنفيذ اتفاقية خروج الميليشيات الشيعية من الجولان، حيث كانت تندس تلك الميليشيات التابعة لطهران داخل القوات السورية مرتدية الزي الرسمي للجيش السوري.
ثالثا: أقنع «بوتين» الولايات المتحدة الامريكية بأنها وبرغم فشلها في سوريا فإنها نجحت في تحقيق بعض أهدافها، كما أعلن ترامب فيما بعد، فقد تحقق الهدف الأسمى لإدارة الرئيس الأمريكي من خلال القضاء على تنظيم «داعش»، كما أن سوريا لم تكن يوما في دائرة الهيمنة الأمريكية، وما يهم ترامب بالفعل كان تقليص الدور الإيراني في المنطقة إرضاء لحلفائه الأساسيين، السعودية وإسرائيل، وهو ما تحقق بالفعل.
رابعًا: أقنع بوتين أيضًا الإدارة المصرية، التي لم تتخل يومًا عن دعم الجيش الوطني السوري، في التصدي للإرهاب للوصول لمرحلة انتقالية مستقرة وإنهاء الحرب الدائرة، بأن الوصول إلى نقطة تحديد الشعب السوري لمصير بلاده، هي انتصار للاستراتيجية المصرية الرافضة منذ اليوم الأول للأزمة، لكافة أشكال التدخل الخارجي التي تنتهك السيادة السورية، وبهذه التحركات استطاع الدب الروسي إنقاذ سوريا من المخلب الإيراني ووضع حد لإنهاء الأزمة التي استمرت لأكثر من سبع سنوات متتالية.
وبالرغم من اقتراب النظام السوري من الانتصار، وإعلان موسكو سحب قواتها من قاعدة «حميميم» في سوريا فور إعلان الرئيس الروسي فلاديميير بوتين أن قوات روسيا قد أتمت مهمتها على أكمل وجه، وعلى الرغم أيضًا من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخيرة بأن الولايات المتحدة فشلت في تحقيق أهدافها في سوريا، تبقى إيران الخاسر الوحيد في هذه المعركة بالرغم من أنها الحليف الميداني الأول للرئيس بشار الأسد من خلال ميليشيات «فيلق القدس» و«حزب الله».
لماذا؟
أولًا: اتخذت إيران المرجعية الدينية أساسًا لها في حربها بسوريا، فاعتمدت فقط على قواتها والميليشيات الشيعية التابعة لها في المنطقة، كحزب الله، واضطهدت تمامًا الطوائف الأخرى كافة التي كانت تؤيد النظام.
فضلًا عن ذلك أرادت السيطرة على النظام السوري، وجعله لقمة سائغة لتحقيق أهدافها متخذة من الأراضي السورية قاعدة لها لمواجهات عسكرية مباشرة مع أعدائها الإقليميين كالسعودية وإسرائيل.
بل حاولت استبعاد الكيان الروسي تمامًا من الصورة، الأمر الذي أوقعها في فخ الصراع مع الكرملين، الأب الروحي للنظام السوري.
من يحارب الجميع يخسر
دفعت التحركات الإيرانية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للعب دور الوسيط بين الأطراف المعنية في القضية السورية كافة، واتخاذ عدد من الخطوات لتأمين النظام السوري لكي يتخلى نهائيًّا عن الدعم الإيراني له على النحو التالى:
أولًا: دعا بوتين الملك عبدالله الثاني، ملك الأردن للتعاون مع النظام السوري للتخلص من الجماعات الإرهابية وعلى رأسها «داعش»، ففي أبريل الماضي، التقى علي المملوك مدير المخابرات السورية مع عدنان عصام الجندي رئيس مديرية المخابرات العامة في مدينة المفرق الأردنية (تبعد حوالي 50 كيلو مترًا عن درعا السورية)، لمناقشة سبل التعاون الاستخباراتي بين البلدين في مواجهة الجماعات المتطرفة والوصول إلى اتفاقية بشأن الفصائل السورية المتواجدة في درعا في الجنوب السوري.
ثانيًا: انتزع «بوتين» أيضًا اتفاق مع رئيس الوزاراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ينص على أن تقبل إسرائيل ببقاء «الأسد» في منصبه مقابل أن تنسحب ميليشيات طهران وحزب الله بشكل كامل من مرتفعات الجولان، وقام ألكسندر لافرونتيف المبعوث الخاص لبوتين المعني بالملف السوري، بزيارات متعددة في منتصف الشهر الماضي، وشملت الزيارات كلًّا من إسرائيل وإيران لتنفيذ اتفاقية خروج الميليشيات الشيعية من الجولان، حيث كانت تندس تلك الميليشيات التابعة لطهران داخل القوات السورية مرتدية الزي الرسمي للجيش السوري.
ثالثا: أقنع «بوتين» الولايات المتحدة الامريكية بأنها وبرغم فشلها في سوريا فإنها نجحت في تحقيق بعض أهدافها، كما أعلن ترامب فيما بعد، فقد تحقق الهدف الأسمى لإدارة الرئيس الأمريكي من خلال القضاء على تنظيم «داعش»، كما أن سوريا لم تكن يوما في دائرة الهيمنة الأمريكية، وما يهم ترامب بالفعل كان تقليص الدور الإيراني في المنطقة إرضاء لحلفائه الأساسيين، السعودية وإسرائيل، وهو ما تحقق بالفعل.
رابعًا: أقنع بوتين أيضًا الإدارة المصرية، التي لم تتخل يومًا عن دعم الجيش الوطني السوري، في التصدي للإرهاب للوصول لمرحلة انتقالية مستقرة وإنهاء الحرب الدائرة، بأن الوصول إلى نقطة تحديد الشعب السوري لمصير بلاده، هي انتصار للاستراتيجية المصرية الرافضة منذ اليوم الأول للأزمة، لكافة أشكال التدخل الخارجي التي تنتهك السيادة السورية، وبهذه التحركات استطاع الدب الروسي إنقاذ سوريا من المخلب الإيراني ووضع حد لإنهاء الأزمة التي استمرت لأكثر من سبع سنوات متتالية.