التدخل الصيني في سوريا.. بين محاربة «داعش» واستكمال «الحرير»

الجمعة 10/أغسطس/2018 - 09:21 ص
طباعة التدخل الصيني في محمود رشدي
 
في سابقة قد تكون الأولى من نوعها، أعلنت السفارة الصينية في سوريا، مطلع أغسطس الحالي أن الجيش الصيني على استعداد للمشاركة في معركة «إدلب» لتحرير المدينة من الإرهابيين وبخاصة مقاتلى الإيجور- أقلية مسلمة تسكن إقليم شينجيانج بالصين-، حسبما أعلن السفير الصيني، تشي تشیانجین فى تصريحات لصحف سورية. 

وينتمي «الإيجور» لحزب الحركة الإسلامية لتركستان الشرقية، التي تنشط في إقليم شينجيانج، التي تسعى للحصول على حكم ذاتي بالإقليم أو الاستقلال عن الصين. 

وإلى جانب محاربة كل من روسيا والولايات المتحدة الأمريكية والجيش السوري، لوجود تنظيم «داعش» في سوريا، قررت الصين العمل عسكريًّا للهدف نفسه، مؤكدة أن وجودها في سوريا لمكافحة الإرهابيين في «إدلب» وأنحاء سوريا كافة، ولكن يبدو أن الأمر أكبر من مجرد مواجهة الإرهاب في تلك الآونة التي ينحصر بها الوجود الإرهابي في سوريا وسيطرة الجيش السوري على معظم سوريا، بمساعدة حليفه الروسي، فلم يعهد للصين استخدام قواتها العسكرية في أي دعاوى أخرى خارج تطلعاتها الاقتصادية.

راية الزحف الاقتصادي 

ترفع الصين راية الزحف الاقتصادي في العالم بديلًا عن الزحف العسكري، وتلك من أهم الأسباب التي جعلت لها صورة إيجابيَّة في العالم أجمع، عن تلك التي رسمتها الولايات المتحدة، التي طالما يعد وجودها فى الصورة، تجسيدًا للإمبريالية. 

وعلى الرغم من مرور أكثر من سبع سنوات على الحرب السورية، ومنذ سقوط تنظيم «داعش» في أكتوبر 2017، فإن الوجود الصينى في تلك المرحلة من الحرب في سوريا وبخاصة بعد الإعلان عن مشاريع إعادة الإعمار التي تتزاحم عليها الشركات الروسية والإيرانية أصبح غامضًا، ما دفع روسيا لمحاولة الانفراد بالمشهد السوري وإزاحة إيران وميليشياتها من الوجود.

وعليه، فمن الممكن أن نرى في الوجود الصيني مظهر الحرب على الإرهاب، بيد أن الدوافع الحقيقية تكمن في المشاركة في إعادة الإعمار، وإدخاله دمشق ضمن استراتيجيتها المتعلقة بـ«طريق الحرير» الذي يمر بـ60 بلدًا ورصدت له أكثر من تريليون دولار، بجانب الاستحواذ على حصة الشركات الصينية لعدة مشروعات صينية بما يخص قطاعات البنى التحتية والتعليم والصحة.

وبالفعل بدأت الصين في الخطوات الأولى لتمويل مشاريع إعادة الإعمار، التي تشمل عملية ترميم المستشفيات، إذ تجاوز مجموع المشروعات التي ستتكفل الصين ببنائها 20 مشروعًا، ولكن تظل استعادة صناعة النفط والغاز الطبيعي من المسائل ذات الأولوية بالنسبة لها.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن الصين تخشى عودة مقاتلي الإيجور إلى الصين، وبالتالي تهديد الأمن القومي للبلاد والقيام بعمليات إرهابية، ووفق وكالة «أسوشيتد برس»، الأمريكية وصل عدد مقاتلي الإيجور المنخرطين في صفوف تنظيم «داعش» بسوريا إلى خمسة آلاف عنصر.

شارك