دراسة مصرية تحذر من عودة «القاعدة» إلى شمال أفريقيا

السبت 11/أغسطس/2018 - 09:35 ص
طباعة دراسة مصرية تحذر آية عز
 
بدأ تنظيم «القاعدة» مؤخرًا يعود إلى منطقة الشمال الأفريقي بشكل مريب، محاولًا التوغل والوجود مجددًا في تلك المنطقة، بهدف استعادة ما فقده من حضور في دول شرق آسيا بسبب الضربات الأمنية، التي تُشن عليه من قبل الأجهزة الأمنية والقوات التابعة للولايات المتحدة الأمريكية.

وأعلن تنظيم القاعدة عن نفسه في أفريقيا بشكل رسمي في يناير عام 2007، وذلك عندما أعلنت ما تُعرف بـ« الجماعة السلفية للدعوة والقتال»، مبايعتها للتنظيم وحينها حولت اسمها إلى القاعدة في بلاد المغرب، وذلك عقب مرور نحو 10 سنوات على انشقاقها عن ما تُعرف بـ«الجماعة الإسلامية الجزائرية المسلحة»، وعقب ذلك بايعته جميع التنظيمات الإرهابية المتواجدة في الجزائروالمغرب أبرزها جماعة تدعى «جند الخلافة».
تمدد القاعدة في الشمال الأفريقي

حذرت دراسة حديثة أعدها مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية، من تمدد تنظيم «القاعدة» في شمال وغرب القارة السمراء، خاصة في تونس والجزائر والمغرب، وأكدت الدراسة أن عناصر القاعدة متوغلين بشكل كبير في شمال أفريقيا، لدرجة أنهم أصبحوا يشكلون خطرًا أمنيًّا وقوميًّا كبيرًا على حكومات تلك الدول.

وأشارت الدراسة، إلى أن العناصر التابعة للقاعدة في دول شمال أفريقيا، تستغل تضاريس الصحراء الجبلية والكهفية والأماكن الوعرة، وتتخذ منها معاقل وأوكار أساسية لها، وتقوم فيها بالتخطيط لشن عمليات إرهابية، كما تستغلها في تدريب عناصرها وتخزين السلاح فيها.

وأوضحت الدراسة أن القاعدة بدأ بالتنامي في دول الشمال المغربي، في أعقاب عام 2017، لأنه في ذلك العام قام بإعادة صفوفه من جديد وجند عدد كبير من العناصر المنشقة عن تنظيم «داعش» بعد الخسائر الفادحة التي تكبدها في نفس العام بسوريا والعراق.

وتابعت الدراسة، أنه على الرغم من الخسائر التي يتكدبها التنظيم في دول شرق آسيا فإنه مازال موجودا وبقوة في دول شمال إفريقيا، وهذا الأمر واضح من خلال العمليات الإرهابية التي يقوم بها ضد قوات الأمن وأكمنة الشرطة والمواطنين.
شبكات إرهابية جديدة
وأشارت الدراسة التي أعدها مرصد الأفتاء، إلى أن تنظيم القاعدة خلال السبع سنوات الماضية كان يسعى بشكل كبير للسيطرة على دول الشمال الأفريقي، وبالفعل خلال عام 2017 استطاع أن يقوم بتجديد شبكاته وهيكلته وتطوير خطابه الإعلامي في تلك المنطقة.

فالتنظيم - وفقا للدراسة- نفذ أوامر زعيمه أيمن الظواهري، واندمج مع جميع التنظيمات الجهادية في كل من تونس والجزائر والمغرب، سعيا لتوحيد صفوف عناصره وتعويض الخسائر التي يتكبدها في أفغانستان وباكستان، وبالفعل استطاع القاعدة أن تأسيس 5 فروع في الشمال الأفريقي.
تطور الخطاب الإعلامي
شهد الخطاب الإعلامي لتنظيم القاعدة- وفق ما رصدته الدراسة- تطورًا ملحوظًا، وذلك عقب تدشينه أكثر من منصة إعلامية تابعة له، مستخدما فيها خطابًا إعلاميًّا موحدًا يعتمد على التحريض والكراهية وعدم قبول الآخر، وارتكز الخطاب القاعدي- حسب وصف مروجيه وناشريه- على محارب دول الغرب والقتال ضد قوات الأمن والجيش في شمال افريقيا، خاصة وأنه روج أن جميع العمليات الإرهابية التي يقوم بها ضد قوات الشرطة بهدف الانتقام، بحسب زعمهم.

وأشارت الدراسة، إلى أن التنظيم تطرق للمواضيع الاجتماعية وصدرها على أغلفة مجالاته، ليتقرب من شعوب دول الشمال المغربي، وتحدث عن قضايا فساد تشغل المجتمع.

وأكدت الدراسة، أن القاعدة أعد أجندة إعلامية ووضع على رأسها، استهداف جميع القوات الأمنية التابعة للشركات الفرنسية في دول الساحل الأفريقي، كذلك استهداف السياح بصفة عامة، والفرنسيين منهم بصفة خاصة، إضافة إلى استهداف بعثات الولايات المتحدة الأمريكية، وبالفعل خلال شهر يوليو 2018 شن التنظيم هجمات إرهابية على فنادق يرتادها أجانب من مالي وبوركينا فاسو وساحل العاج وليبيا وموريتانيا.
تمويل القاعدة في الشمال الأفريقي
أكدت الدراسة، أن تنظيم القاعدة له أكثر من مصدر تمويل في منطقة شمال أفريقيا يعتمد عليها كمصدر دخل أساسي له، منها عمليات الخطف وطلب الفدية، كذلك تبادل الرهائن الأجانب، إضافة إلى تجارة المخدرات والسلاح، فضلا عن عمليات غسل الأموال، إلى جانب عمليات السرقة والنصب والاحتيال، وتهريب المهاجرين وتحويل الأموال من الجمعيات غير الشرعية التابعة له في أكثر من دولة.

كما يعتمد التنظيم على تمويلات بعض الدول الممولة للإرهاب، التي تضمن بقاءه في منطقة الشمال، وتمكنه من تجنيد عناصر وشراء الأسحلة، وإقامة معسكرات التدريب.

شارك