«ألاعيب أردوغان» مع واشنطن تهدد اقتصاد تركيا

السبت 11/أغسطس/2018 - 02:03 م
طباعة «ألاعيب أردوغان» شيماء حفظي
 
ليست أفكار الحاكم وحدها هي التي تنعكس على شعبه؛ بل مواقفه أيضًا، ولعل أكبر دليل على هذا هو ما تتكبده تركيا حاليًّا من خسائر جراء «ألاعيب أردوغان» مع الولايات المتحدة الأمريكية، التي قررت معاقبة أنقرة «اقتصاديًّا».
خلاف واشنطن وأنقرة
اشتعلت الأزمة بين أمريكا وتركيا بسبب القس الأمريكي أندرو برانسون، المتهم في قضايا الإرهاب بأنقرة، والتجسس لصالح فتح الله جولن (ترفض أمريكا تسليمه لأنقرة)، كما أن هناك خلافات عديدة بين واشنطن وأنقرة، خصوصًا في مسألة دعم الولايات المتحدة لمجموعة مسلحة سورية كردية.

وتتهم السلطات التركية «برانسون»، بالعمل لصالح شبكة فتح الله جولن، الذي تحمله سلطات أنقرة مسؤولية المحاولة الانقلابية في 2016، رغم نفي «جولن» المتكرر، كما تتهمه بإقامة علاقات مع حزب العمال الكردستاني، وتعتبر تركيا هذين الكيانين إرهابيين.

ووضعت السلطات القضائية التركية، القس الأمريكي أندرو برانسون، تحت الإقامة الجبرية، بعده سجنه لنحو سنتين، وذلك بعد أقل من أسبوع من قرار لمحكمة تركية أخرى قضى بإبقاء هذا القس المعتقل في تركيا منذ أكتوبر 2016 قيد الاعتقال الاحترازي، رغم الدعوات المتكررة من واشنطن للإفراج عنه.

لكن أمريكا اعتبرت وضعت القس، قيد الإقامة الجبرية غير كافٍ، وقال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو: «نرحب بالإعلان الذي انتظرناه طويلًا بنقل القس من السجن إلى الإقامة الجبرية في تركيا، لكن هذا الأمر ليس كافيًا».

ورغم خروجه من السجن؛ فإن القس المهدد بعقوبة سجن قد تصل إلى 35 عامًا في حال إدانته، يبقى ممنوعًا من مغادرة منزله أو الأراضي التركية أثناء فترة محاكمته.

ويهتم الرئيس الأمريكي ترامب، بالقصة، حتى إنه غرد عنها في أبريل الماضي على «تويتر» قائلًا: «يصفونه بالجاسوس، لكنني أنا جاسوس أكثر منه»، كما وصف أمر توقيفه احترازيًّا بأنه «عار كامل».
وتلعب مواقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، دورًا رئيسيًّا في تهديد اقتصادها خلال العام الحالي، فما بين توتر العلاقات بين أنقرة وواشنطن؛ بسبب القس المتهم في عمليات إرهاب، إلى دعم «أردوغان» إيران، جعلت تلك المواقف بلاده بين «شقي الرحا».

وخلال تعاملات أمس الجمعة فقط، فقدت العملة التركية «الليرة» 19% من قيمتها، في وقت يتهدد فيه الاقتصاد التركي بسبب قرارات أمريكية، جعلت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يدعو الأتراك إلى بيع الدولار من أجل دعم الليرة.
ترامب
ترامب
وفي تغريدة على «تويتر»، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الجمعة: «لقد وافقت للتو على مضاعفة الرسوم الجمركية على الصلب والألومنيوم، في حين تنزلق عملتهم، الليرة التركية، متراجعة بسرعة مقابل دولارنا القوي جدًّا، ستصبح رسوم الألومنيوم على تركيا 20%، ورسوم الصلب 50%»، مضيفًا: «رسوم الألومنيوم ستصبح 20 بالمئة، والصلب 50 بالمئة.. علاقاتنا مع تركيا ليست جيدة حاليًّا».

موقف تركيا من إيران والاتفاق النووي
خلاف آخر بين تركيا وواشنطن بطله إيران؛ حيث أعلنت أنقرة دعم طهران، بعدما قررت أمريكا فرض عقوبات عليها على خلفية الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني.

ومن المقرر أن تبدأ الحزمة الثانية من العقوبات الأمريكية في نوفمبر المقبل، وتستهدف بشكل رئيسي مبيعات النفط الإيراني.

وفي تصريحات أمس الجمعة، قال وزير خارجية تركيا، مولود جاويش أوغلو: إن بلاده لن تلتزم بالعقوبات الأمريكية ضد إيران، مشيرًا إلى أن موقف طهران من انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي معها «جدير بالتقدير».

وأضاف «أوغلو»: «لقد أعلنا صراحةً أننا لن نلتزم بالحظر الأمريكي ضد إيران»، موضحًا أن رئيسي البلدين (تركيا وإيران) رسما خريطة طريق جيدة للوصول بحجم التبادل التجاري بينهما إلى 30 مليار دولار.
وقبل يومين، قال وزير الطاقة التركي، فاتح دونميز: إن بلاده ستواصل شراء الغاز الطبيعي من إيران، تماشيًا مع اتفاق توريد طويل الأمد، وإن عقد التوريد الطويل الأجل مع طهران ينص على كمية قدرها 9.5 مليار متر مكعب، يسري حتى عام 2026.

ويبدو أن قرارات «ترامب»، ستعصف باقتصاد الدول المساندة لإيران، كما تهدد اقتصاد طهران نفسها، مع بدء تنفيذ العقوبات، لكن أردوغان، يدافع عن قدرة تركيا على تجاوز ما أسماه «احتيال اقتصادي»، قائلا: «إن أولئك الذين يظنون أنهم سيجعلوننا نركع عن طريق الاحتيال الاقتصادي لا يعرفوننا على الإطلاق».

للمزيد: انهيار الاقتصاد.. «إيران» تدخل نفقًا مظلمًا وتجر «الحوثيين» للهاوية

شارك