«الداعشي» عمرو سعد.. قصص الإجرام والاختفاء
الأحد 12/أغسطس/2018 - 09:03 ص
طباعة
محمد الدابولي
أعادت حادثة استهداف كنيسة السيدة العذراء بمنطقة «مسطرد» بمحافظة القليوبية، شمالي مصر، والتى قام انتحاري بتفجير نفسه في محيطها، إلى الأذهان تفجيرات «أحد السعف» الدامية التي وقعت في أبريل 2017، واستهدفت كنيستي «مار جرجس» و«مار مرقس» بمدينتي طنطا والإسكندرية.
وتتشابه محاولة تفجير كنيسة «مسطرد» مع تفجيرات «أحد السعف» التي وقعت، العام الماضي حيث استخدم في كلٍ منها أحزمة ناسفة، والقيام بالتسلل إلى صفوف المصلين الأقباط، بهدف إيقاع أكبر الخسائر البشرية بهم، فضلًا عن توقيت الاستهداف الذي عادة ما يتزامن مع أحد الاحتفالات والأعياد القبطية كـ«أحد السعف»، أو «مولد العذراء» (7 ـ 21 أغسطس).
وأكدت المعلومات الأمنية تورط الإرهابي «عمرو سعد» في تفجيرات «أحد السعف»، كما تتزايد احتمالات تورطه في حادث كنيسة مسطرد، بسبب التشابه الكبير في التنفيذ بين الحادثين، خاصة أنه لايزال طليقًا رغم كل المحاولات الأمنية للإيقاع به منذ أبريل 2017 وحتى الآن، ما يفتح الباب أمام تحليل التكتيكات التي يتبعها الإرهابي «سعد» للفكاك من القوى الأمنية.
توظيف الوعورة الصحراوية
يستغل «عمرو سعد» منطقة الظهير الصحراوي الواقع بين محافظات بني سويف والمنيا وأسيوط وقنا، من أجل الابتعاد عن أعين الأجهزة الأمنية، نظرًا لوعورتها الشديدة، فالوصول إلى تلك المناطق يستلزم 10 ساعات سفر بواسطة سيارات الدفع الرباعي مما يشكل صعوبة شديدة في مطاردة تلك العناصر.
وحينما داهمت قوى الأمن وكر «سعد» في أغسطس 2017 أكدت أنه كان يقيم في كهف يرتفع 500 متر عن سطح الأرض تحيط بها الجبال من جميع الاتجاهات، بما يسهل عملية هروبه حال وجود أية ضغوط أمنية عليه وهو ما تم بالفعل في أغسطس 2017 حين هرب إلى ليبيا بواسطة سيارات دفع رباعي بعد الحملة الأمنية الأخيرة علي خلفية استهداف كمين إسنا.
وسهلت علاقات «عمر سعد» مع إرهابيي الخارج عملية هروبه المستمر من ملاحقة القوى الأمنية، فتشير المصادر إلى أنه يحتفظ بحسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي يستطيع من خلالها التواصل مع العناصر الإرهابية في السودان وليبيا، وهي من نجحت في تسهيل عملية هروبه في أغسطس 2017 إلى ليبيا بعد المداهمات الأمنية لوكره في صحراء قنا.
وتواصل حاليًا وزارة الداخلية المصرية جهودها الحثيثة للايقاع بالإرهابي الهارب ورصدت مكافأة قدرها نصف مليون جنيه لمن يقدم أية معلومات عن «سعد» وخلاياه الإرهابية التي بلغت نحو خمس خلايا على الأقل.